فتيات يلتحقن بصفوف الجيش الياباني: نحمي بلادنا

جيش اليابان يحتل المرتبة الـ8 ضمن قائمة أقوى الجيوش في العالم لعام 2018 بوجود 300 ألف جندي ضمن صفوفه

هيراياما، فتاة يابانية وحارس أمن سابق يبلغ عمرها الآن 23 عاما، قررت الانضمام إلى قوات الدفاع الذاتي اليابانية بعد المساعدة التي تلقتها وأسرتها وأصدقائها عقب الفيضانات المدمرة التي أغرقت محافظة أوكاياما غرب اليابان.

وتقول عندما صعدت لأول مرة على متن إحدى سفن البحرية اليابانية: "ذُهلت بجميع الطوربيدات والصواريخ الموجودة على متن السفينة وتصميمها المعقد، لم أر شيئا مماثلا قط من قبل".

• زيادة قياسية في عدد الزائرين الأجانب لليابان خلال 2018
• منازل بالمجان في اليابان.. عددها أكبر من السكان

وطبقا لموقع Global Firepower، المتخصص في رصد قوة الجيوش حول العالم، يحتل جيش اليابان المرتبة الـ8 ضمن قائمة أقوى الجيوش في العالم لعام 2018 بوجود 300 ألف جندي ضمن صفوفه، ورغم تشكيله بعد الحرب العالمية الثانية للدفاع عن أراضي اليابان، برز وجوده خلال السنوات الأخيرة وسط التوترات المتصاعدة مع كوريا الشمالية والصين.

وتضيف قوات الدفاع الذاتي اليابانية وحدات جديدة وسفنا وطائرات لقوامها لمجابهة هذا النوع من التهديدات الخارجية، لكن في المقابل هناك تهديدات أخرى تواجهها من الداخل تتمثل في انخفاض عدد السكان، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

على الصعيد الدولي، يعتقد كثيرون أن كوريا الشمالية والصين هما التهديد الأكبر لليابان"، وفقا لروبرت إلدريدج الخبير في العلاقات الأمريكية اليابانية، موضحا أن "التركيبة الديمجرافية تشكل التحدي الأكبر".

من المتوقع انخفاض عدد السكان في اليابان من 124 مليونا إلى 88 مليونا بحلول عام 2065، وبالتالي مع وجود احتمال تراجع عدد من يتم تجنيدهم، تقبل قوات الدفاع الذاتي اليابانية مرشحين من فئات عمرية مختلفة؛ فبعدما كانت تشترط في السابق أن يكون عمر المتقدمين أقل من 27 عاما، الآن يمكن لأي شخص أكبر من 18 عاما وحتى 32 عاما الانضمام لصفوفها، ليس هذا فقط، بل إنها الآن تتحول نحو قبول السيدات لشغل صفوفها.

تحطيم الصور النمطية

هيراياما واحدة من بين 39 مجندة موجودة داخل مخيم تدريب السيدات في قاعدة يوكوسوكا البحرية على أطراف طوكيو. وهناك ترتدي النساء بزات زرقاء، ويستيقظن عند بزوغ الفجر، ويشغل أوقاتهن دروس لتعلم كل شيء من الفنون القتالية إلى الأمن الإلكتروني.

بعد تحية قادة وحداتهن والعلم الياباني، يتوجهن لسحب قوارب تزن 1.5 طن من القاعدة إلى البحر.

وقال الطيار ومتحدث البحرية هيروكي هاسيجاوا إن هذا التدريب قد يكون خطيرا إن لم ينتبهن؛ لذا يتوجب عليهن التركيز جيدا.

وحاليا، تشغل النساء ما يصل لـ6.1% من التجنيد غير الإجباري مقارنة بـ16.5% في أستراليا، و12.2% في المملكة المتحدة، و16% القوات الأمريكية المجندة، وتريد اليابان رفع نسبتها إلى 9% بحلول عام 2030.

كوكورو أيسمورا (23 عاما) انضمت للبحرية اليابانية بعد رحلة عام 2018 إلى البوسنة والهرسك، بسبب تأثرها بآثار حرب 1992 – 1995 التي خلفت 100 ألف قتيل.

"لم أرغب في أن يحدث شيء مثل هذا لليابان.. أردت أن أكون في موقع للدفاع عن البلاد"، هكذا عبرت أيسمورا الممثلة السابقة التي وجدت الحياة في القاعدة البحرية أصعب مما توقعت لكنها تتمنى العمل على متن إحدى الغواصات، قائلة: "لست جيدة في الركض 3 آلاف متر وتأدية تمارين الضغط، لكنني أبذل ما في وسعي".