فجوة أساطيل.. سفن التنين تفاقم مخاوف واشنطن
تفوق تعترف به واشنطن لأسطول سفن الصين يستبعدها من الصدارة ويرفع منسوب مخاوفها من قدرات التنين في ظل الأزمات الراهنة.
شبكة "سي إن إن" الأمريكية ذكرت أن كيفية مواكبة أسطول السفن الحربية الصيني المتنامي باستمرار يثير حيرة قادة البحرية الأمريكية.
وأضافت الشبكة أن البحرية الصينية ليست الأكبر في العالم فحسب، بل يتزايد أيضا تفوقها العددي على الولايات المتحدة، حيث حذر قائد البحرية الأمريكية مؤخرًا من أن أحواض بناء السفن الأمريكية لا تستطيع مواكبة ذلك.
ويقدر بعض الخبراء أن الصين يمكنها بناء ثلاث سفن حربية في الوقت الذي تستغرقه الولايات المتحدة لبناء واحدة.
وأشارت "سي إن إن" إلى أن ذلك يعتبر أحد مخاوف واشنطن، إلى جانب ما تعتبره تحركات بكين المتزايدة في بحر الصين الجنوبي وحول تايوان، والتي ربما تثقل كاهل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بينما ينضم إلى كبار الشخصيات العسكرية من جميع أنحاء المنطقة في قمة "حوار شانغريلا" التي انطلقت نهاية الأسبوع في سنغافورة.
خارج الصندوق
خبراء تحدثوا مع "سي إن إن" قبل انطلاق القمة، قالوا إن الحل المحتمل لأحد تلك المخاوف – الأسطول الصيني ذو الأفضلية العددية – في متناول اليد، إذا "كانت الولايات المتحدة مستعدة للتفكير خارج الصندوق".
وأضاف الخبراء أن واشنطن لديها شيء لا تملكه بكين، يتمثل في الحلفاء في كوريا الجنوبية واليابان الذين يبنون بعضًا من أفضل المعدات البحرية - وبأسعار معقولة - في المحيطات.
ويقولون إن شراء السفن من هذه البلدان، أو حتى بناء سفن مصممة في الولايات المتحدة في أحواض بناء السفن الخاصة بهم، يمكن أن يكون وسيلة فعالة من حيث التكلفة لسد الفجوة مع الصين.
لكن هناك مشكلة تتمثل في أن القانون الأمريكي يمنع حاليًا أسطولها البحري من شراء السفن الأجنبية - حتى من الحلفاء - أو من بناء سفن خاصة بها في دول أجنبية بسبب المخاوف الأمنية والرغبة في حماية صناعة بناء السفن الأمريكية.
ويقدر البنتاغون أن البحرية الصينية لديها حوالي 340 سفينة حربية في الوقت الحالي، بينما تمتلك الولايات المتحدة أقل من 300 سفينة. ويعتقد أن الأسطول الصيني سيصل إلى 400 في العامين المقبلين، بينما سيستغرق الأسطول الأمريكي حتى عام 2045 ليصل إلى 350.
قوة نارية
وأوضحت "سي إن إن" أنه ليس فقط الاتساع المتزايد للبحرية الصينية هو ما أثار المخاوف؛ إذ يمكن القول إن بعض السفن التي تنتجها الصين لديها قوة نارية أكبر من بعض نظيراتها الأمريكية.
واستشهدت "سي إن إن" بالمدمرة "تايب 055" الصينية، والتي تعتبر أكبر من أي مدمرة تقليدية (وهي الأقرب في الحجم إلى طرادات البحرية الأمريكية من طراز تيكونديروجا).
ولفتت إلى أن لديها 112 خلية نظام إطلاق عمودي يطلق صواريخ أرض-جو ومضادة للسفن، وهي أكثر من الـ96 الموجودة بأحدث مدمرات البحرية الأمريكية من طراز أرلي بريك. كما تضم أنظمة راديو متطورة وأنظمة أسلحة مضادة للغواصات.
لكن قال بعض المحللين الغربيين إن المدمرة "تايب 055" قد يكون له نظير في المدمرات فئة سيجونج ذا جريت في كوريا الجنوبية، والتي تعتبر أصغر قليلا من المدمرة الصينية، لكن لديها قوة نارية أكبر، مع وجود 128 خلية نظام إطلاق عمودي، وأسلحة تتضمن صواريخ أرض-جو، ومضادة للغواصات، وكروز.
وتعتبر المدمرات الثلاث من فئة سيجونج، والتي تتكلف كل واحدة منها حوالي 925 مليون دولار، فخر الأسطول الكوري الجنوبي.
وتملك اليابان أيضًا مدمرات على مستوى عالمي، وأحدثها من فئة "مايا" مزودة بـ96 خلية نظام إطلاق عمودي التي يمكنها إطلاق كل من الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية والمضادة للغواصات، في حين تحتل جودة المستشعرات والأنظمة الموجودة بها الصدارة.