القهوة في اليابان.. تراث عريق وتقاليد أصيلة
القهوة ظلت سلعة نادرة في اليابان حتى رفعت الحكومة القيود على التصدير والاستيراد في عام 1858، وبعد ذلك بـ30 عاما تم افتتاح أول مقهى.
تُعَد اليابان ثالث دولة في العالم من حيث استهلاك القهوة بعد أمريكا وألمانيا، ويعود ارتباط اليابانيين بها إلى القرن الـ19، عندما أحضرها تجار هولنديون معهم.
وظلت القهوة سلعة نادرة في اليابان حتى رفعت الحكومة القيود على التصدير والاستيراد في عام 1858، وبعد ذلك بـ30 عاماً، تم افتتاح أول مقهى مخصص لتناول القهوة في اليابان في عام 1888.
واستغرق انتشار القهوة في اليابان نحو نصف قرن، بعد افتتاح أول مقهى فيها، حتى بلغ عدد المقاهي التي تقدم القهوة نحو 30 ألفاً، ولكن البلاد قضت سنوات الحرب العالمية الثانية بلا قهوة، لصعوبة التصدير والاستيراد، ثم عادت القهوة إلى شهرتها الأولى بعد سنوات الحرب واستئناف الاستيراد.
وتسمى المقاهي اليابانية "كيساتين" أي "محل التذوق"، وتتبع مقاليد أصيلة في تقديم القهوة، حيث توفر مواقع للاسترخاء وتناول القهوة وأطعمة أخرى، وتطورت بعد مقاهي الشاي التاريخية التي تسمى "شايا"، وكانت تتوافر فيها الصحف والمجلات، ويسمح للزبائن بالتدخين فيها.
وتبلغ واردات اليابان من البن سنويا نحو 450 ألف طن، ويماثل هذا الرقم نحو 7% من الإنتاج العالمي من البن، وتأتي معظم الواردات من البرازيل .
وتعد اليابان اليوم من بين أعلى دول العالم استهلاكا للقهوة التي تباع من شركات عالمية مثل "ستاربكس"، ويابانية مثل "دوتور"، وتستهلك في صيغة نسكافيه أو معلبة تباع من أجهزة المشروبات.
وأسهمت شركة "يوشيما" اليابانية في تقديم أول مشروب قهوة معلب في اليابان، وانتشر المشروب خلال انعقاد معرض أوساكا الدولي عام 1970.
وعالميا، يتم استهلاك 2.5 مليار فنجان من القهوة يوميا حول العالم، أي ما يعادل 40% من التعداد العالمي، وتُعَد القهوة ثاني أكبر سلعة يتم تداولها عالميا، بعد النفط، بحجم يتخطى 70 مليار دولار.