ياسمين وافي: دوري في "موضوع عائلي" نقطة تحول.. وهذه نصيحة والدي لي (حوار)
لفتت الفنانة المصرية ياسمين ممدوح وافي، الأنظار بدور استثنائي قدمته في مسلسل "موضوع عائلي" الذي يُعرض على منصة "شاهد".
ابنة الفنان الراحل ممدوح وافي حصدت بشخصية "أم ليث" إشادات واسعة من قبل الجمهور والنقاد وبعض الفنانين أيضاً.
الفنانة المصرية الصاعدة كشفت في حوار مع "العين الإخبارية" عن بدايتها في مجال التمثيل، وكواليس مشاركتها في مسلسل "موضوع عائلي"، ورأيها في تقديم السيرة الذاتية لوالدها.
وفتحت "ياسمين" قلبها في أثناء الحديث عن والدها الراحل ممدوح وافي وعلاقته بالفنان الراحل أحمد زكي، مؤكدة أن نشأتها في بيئة فنية أثرت كثيراً في مشوارها الفني.
وإلى نص الحوار:
- كيف كانت بدايتك في مجال التمثيل؟
كانت بدايتي من مسرح الجامعة، قدمت عرضا مسرحيا في السنة النهائية في الجامعة مع المخرج طارق الدويري، وحصلت حينها على جائزة.
وبعد التخرج في الجامعة اخترت العمل كمخرج منفذ، وعملت في مسرح الدولة أكثر من 13 عاما، وخلال أحد العروض اعتذرت فنانة عن دورها قبل بداية العرض، ولم تتمكن من الحضور إلى المسرح لظرف طارئ، وكان دورا مؤثرا ومهما.
ورغم أنه عبارة عن مشهد واحد فقط مدته 7 دقائق، قررت أن أقوم بتأديته بدلاً منها فذلك من ضمن مهامي كمخرج منفذ، وحصلت على جائزة أفضل ممثلة صاعدة من المهرجان القومي للمسرح، وعرضنا المسرحية فترة طويلة، وكانت ردود الفعل إيجابية على الدور وحصلت على إشادات كثيرة من نقاد وجمهور ومجموعة من القائمين على الميديا، وبعد ذلك تم ترشيحي لمسلسل "ضي القمر" مع الفنانة كندة علوش، ومن بعده شاركت في مسلسل "لعبة نيوتن".
- دورك في مسلسل "موضوع عائلي" نقطة تحول في مشوارك الفني.. حدثينا عن كواليس مشاركتك؟
كواليس مسلسل "موضوع عائلي" كانت ممتعة جداً وتطغى عليها الأجواء العائلية، وذلك بفضل المخرج أحمد الجندي، والفنان ماجد الكدواني، والمنتج أحمد الجنايني.
- وصفك أحمد زكي بـ"مش سهلة".. ما سبب ذلك؟
لاحظ أنني صاحبة رؤية فنية مختلفة ومميزة، فكنت أعلق على الأحداث الدرامية للأعمال الفنية، ولفتت انتباهه أكثر من مرة وأنا في سن صغيرة من تعليقاتي على الأعمال ورأيي فيها، ولاحظ أنني صاحبة تذوق فني يسبق المرحلة العمرية التي أعيشها، فهو كان بمثابة عمي أو والدي وكان يقول لوالدي دائما "ياسمين مش سهلة".
- هل كانت لديك تخوفات من تداخل شخصيتك في مسلسل "فاتن أمل حربي" وشخصيتك في "موضوع عائلي"؟
لا لم أقلق من "النقلة" بين شخصية جادة في مسلسل "فاتن أمل حربي" وشخصية "أم ليث" شخصية "لايت كوميدي كارتونية" في موضوع عائلي، لأن العمل يرعاه مخرج من أهم المخرجين في مصر حالياً، فهو عينه ميزان حساس، ولذلك لا يوجد مكان للخوف أو القلق.
- كيف أثر عليك ممدوح وافي فنيا؟
والدي أثر عليّ بشكل كبير، لأنني ولدت في بيئة ومناخ فني من الدرجة الأولى، وعشت معه كواليس مسرحياته وأعماله، ورأيت اهتمامه وانضباطه في مواعيده وأعماله الفنية.
وأدركت مدى تعبه في هذه المهنة، إضافة إلى حبه للقراءة والمذاكرة والعمل على الدور والمشاهدة الكثيرة حتى يخرج عملا ناجحاً، فتعلمت منه أن مشاهدة الأعمال الفنية هي نصف نجاح الدور، مكتبة والدي وأعماله وكواليس وجودي معه أثرت فيّ بشكل كبير، وجعلتني على وعي كبير بالمهنة.
- ما النصيحة التي تركها لك؟
والدي لم يكن يعلم أنني سأصبح ممثلة، لأنني لم أتحدث معه في هذا الأمر إطلاقاً، ولم يكن التمثيل هدفي، وهو لم يحاول أن يجبرني على التمثيل، لأنني لم أبد اهتمامي به، لكنه رأي أنني أهتم أكثر بالقراءة والنقد والمشاهدة الكثيرة للأعمال الفنية، وشعر أنني صاحبة تذوق فني مختلف.
هو لم ينصحني نصيحة خاصة بالتمثيل بشكل خاص، ولكنه دائماً كان ينصحني أن أكون محايدة في حكمي، وأفكر من جميع الزوايا، وألا اجتزئ تفكيري على زاوية واحدة فقط، لذلك كان ينصحني بالقراءة الكثيرة، والنصيحة الثابتة فنياً وإنسانيًا هي أن أكون محايدة.
- كانت علاقة والدك بالراحل أحمد زكي قوية بدرجة أنه أصر على دفنه في مقابر عائلته.. حدثينا عن علاقتهما؟
بداية الموضوع كانت جملة قالها الراحل أحمد زكي لوالدي، حينما اشترى أحمد زكي مدفنا له وعرض على والدي أن يشتري مدفنا إلى جواره، ولكن والدي رفض وقال "لو معايا فلوس هجدد عربيتي أو اشترى شاليه أو استمتع بأشياء لها علاقة بالحياة".
قال عند الموت سأدفن في مقابر عائلتي بالفيوم، ولكن أحمد زكي قال له إذا دُفنت هناك ستكون بعيدا عن أولادك ولن يتمكنوا من زيارتك، ورد عليه والدي وهو يمزح "اللي يموت الأول ياخذ التاني معه".
وبالفعل عند وفاة والدي صمم الفنان أحمد زكي على أن يدفن والدي في مقابر عائلته، وحينها كان مريضاً ومنهارًا، لذلك لم نرفض طلبه ورضخنا لرأيه لأنه كان بمثابة عم لنا.
- هل فكرت في تقديم السيرة الذاتية للراحل ممدوح وافي في عمل فني، ومن الأصلح لذلك؟
لا لم أفكر في ذلك أبدا، لأنني أظن أن السير الذاتية يتم تقديمها بصورة غير دقيقة، وإذا كانت دقيقة ستمس أطرافا كثيرة، وأعتقد أنه في حالة تقديم سيرة ذاتية عن أي فنان راحل لا بد أن تكون حقيقية وموضوعية، وتقدم بشكل بعيد عن المغالطات، ولذلك يجب أن يكون مر سنوات كثيرة على رحيل هذا الفنان والمحيطين به.
أنا لا أؤيد هذه الفكرة إطلاقاً، ولكن في حالة تفكيري في تقديم سيرة ذاتية لوالدي أتمنى أن يقدمها الفنان ماجد الكدواني، فهو قامة فنية كبيرة ويذكرني بوالدي في كثير من الأمور، منها خفة ظله وروحانياته وتفكيره واهتماماته، فأنا كنت أشعر معه في الكواليس بألفة شديدة، فهو أب حنون جدًا وعلى المستوى الإنساني يشبه والدي إلى درجة كبيرة.