"غريبو الأطوار" يقودون "الجزيرة" للهاوية.. وما خفي أعظم
أكاذيب تضمنتها حملة افتراءات جديدة ضد الإمارات ببرنامج تزييف الحقائق في قناة "الجزيرة" القطرية المعروف باسم "ما خفي أعظم".
السقطات المهنية والأكاذيب تضمنتها آخر حلقات البرنامج الذي تم بثه، مساء الأحد، تحت اسم "غريبو الأطوار"، في إشارة إلى فيلم "The Misfits" أول فيلم "هوليوودي" يتم تصويره وإنتاجه كاملاً في رحاب الإمارات.
"العين الإخبارية" تقوم في التقرير التالي بتفنيد ما تضمنه البرنامج من أكاذيب وسقطات.
تسريب يكشف المستور
يبدأ البرنامج بحديث مذيع البرنامج تامر المسحال الذي يزعم فيه أنه سيكشف عن تسريبات ووثائق حصرية تكشف إنتاج الإمارات فيلما هوليوديا وتحريف محتواه للإساءة إلى قطر واتهامها أنها تمول الإرهاب.
استند برنامج "ما خفي أعظم" على شهادة شخص يدعى رامي جابر ممثل ومنتج بالفيلم.
وبالتزامن مع عرض البرنامج انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيل صوتي مسرب لرامي جابر يكشف فيه أن مذيع الجزيرة تامر المسحال عرض عليه 900 ألف ريال مقابل الظهور في البرنامج، ويؤكد أن ظهوره في البرنامج هو من أجل الأموال فقط قائلا عبارة "بزنس"، ولا يهمه ما سيقوله ولا نتيجته "يخبطوا في بعض".
كما أن الضيف ذاته يعترف في المقابلة أن هناك نزاعا قانونيا بينه وبين منتج العمل الآخر المخرج والمنتج والكاتب الإماراتي منصور اليبهوني الظاهري، الرئيس التنفيذي لـ"فيلم جيت" الجهة المنتجة والمنفذة للعمل.
ما يعني أن الضيف الرئيسي الذي بنت عليه القناة اتهاماتها المزعومة، مشكوك في شهادته، وهذا ما ظهر جليا في حديثه الذي بدا أنه يقول خلاله ما يود المذيع وقناته سماعه.
تناقضات بالجملة
ولكن لأن حبل الكذب قصير ظهرت تناقضات في إجابات الضيف وما أعدته القناة في برنامجها ما كشف عن زيف اتهاماتهم.
يقول رامي جابر أنهم بدأوا تصوير الفيلم في الإمارات في 20 يناير/كانون الثاني 2019 وانتهوا في 15 مارس/ آذار من نفس العام.
وفي جانب آخر من المقابلة يقول إنه اشتبه في مصدر تمويل الفيلم بعد أن قام شريكه الإماراتي منصور اليبهوني بإحضار مليون دولار نقدا له في حقيبة ليتولى نفقات الإنتاج بعد أن قام بوقف التصوير بالفعل لعدم فتح حساب للشركة كما كان متفقا.
ثم تعرض القناة القطرية ما تقول إنها وثيقة مسربة لتحويل من شركة إماراتية مدعومة من سلطات البلاد بما قيمته مليون دولار إلى حساب "فيلم جيت" الإماراتية بتاريخ 25 إبريل/نيسان 2019، لتوحي للمشاهد أن السلطات الإماراتية هي من دفعت تلك الأموال بشكل فوري حتى لا يتوقف تصوير الفيلم، في حين أنه في بداية الحلقة في البرنامج نفسه كان جابر قد أعلن أنهم انتهوا من التصوير في مارس، قبل أكثر من شهر من تاريخ التحويل، ليكشف كذب البرنامج.
كما أن الضيف نفسه يقول إنه بعد الحصول على تلك الأموال اشتبه في مصدر تمويل الفيلم، لذلك رفع دعوى قضائية ضد شريكه الإماراتي في أمريكا.
البرنامج يقول في جانب أنه حصل على الأموال في الربع الأول من عام 2019، في حين أنه رفع الدعوى القضائية في مايو / أيار 2020، بعد الانتهاء من تصوير الفيلم كاملا بفترة طويلة، ولم يسأل المذيع الذي يحاول أن يروج لنفسه كمحقق عن سبب الانتظار أكثر من عام لرفع دعوى قضائية إذا كان يشتبه في مصدر الأموال.
الأمر الثالث يقدم البرنامج الضيف ويحاوره على أنه منتج ثم نكتشف في نهاية الحلقة أنه لم يعد شريكا في الإنتاج أصلا ولم يعد بينه وبين المنتج نزاع قضائي لانسحابه وتسوية الأمر مع شريكه، في خداع وتضليل واضح من القناة القطرية.
كما يعرض البرنامج ما يقول إنه وثيقة مسربة من إدارة التراخيص الإعلامية في المجلس الوطني للإعلام بتصريح بالتصوير في مناطق الدولة، ولم يوضح البرنامج ما هو الانفراد والغريب في هذا الأمر، فمن الطبيعي جدا حصول على ترخيص للتصوير.
كما أن المخرج والمنتج والكاتب الإماراتي منصور اليبهوني الظاهري، الرئيس التنفيذي لـ"فيلم جيت" سبق أن أكد أنه "لم يكن إطلاق أول فيلم هوليوودي من تصوير وإنتاج إماراتي في صالات السينما ممكناً، لولا الدعم المتواصل الذي قدمته الجهات المعنية بالفن في الإمارات، ونحن ممتنون لقيامهم بتوفير التصاريح والتسهيلات والمساعدات اللازمة التي منحتنا القدرة على التصوير في مواقع مختلفة بأبوظبي، وإظهار الإمارة في أبهى صورة".
التناقض الرابع؛ يزعم البرنامج أن ويسلي سنايبس الممثل الأمريكي رفض المشاركة في الفيلم كونه موجها سياسيا ضد قطر، ويستضيف البرنامج ضيف يدعى أميك ريتشارد وكيل أعمال عدد من ممثلي هوليود باعتباره شاهدا على الأمر، والذي قال إن الممثل رفض المشاركة للاختلاف على أجره في العمل في المقام الأول ثم رفض لأن الفيلم موجه.
وعودة لتناقضات البرنامج وتصريحات ضيوفه، يقول البرنامج إن السيناريو الأصلي للفيلم تم تسجيله في ديسمبر/كانون الأول 2016، وأن السيناريو الجديد التي عدلته الإمارات للإساءة لقطر، تم تسجيله في إبريل/نيسان 2019، أي بعد الانتهاء من تصوير الفيلم كما سبق أن ذكر رامي جابر، فكيف اطلع الضيف على السيناريو، الذي تم تسجيله في تاريخ لاحق على التصوير.
افتراض ولكن
التناقض الخامس بعد أن زعم البرنامج أن الفيلم كان مسيئا لقطر وذكر اسمها أكثر من 15 مرة في السيناريو المعدل وعرض خريطة لها باعتبارها مأوى لتنظيم داعش الإرهابي، وأن منتجه الإماراتي طلب تجسيد شخصية الإخواني يوسف القرضاوي مؤسس ما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لفتاويه التحريضية، وذكر اسم قناة "الجزيرة" الذي يظهر فيها القرضاوي، وطلب إدراج أسماء قطرية مثل عبدالرحمن بن عمير النعيمي في الفيلم، ثم عاد البرنامج نفسه وقال أن الإمارات بعد اتفاق العلا في يناير الماضي وإتمام المصالحة الخليجية، عدلت السيناريو مجددا وحذفت اسم قطر كليا وخريطتها.
فإذا تم افتراض صحة ما ذكرته "الجزيرة" أليس هذا دليل على حسن نية الإمارات وحرصها على تعزيز التضامن الخليجي، وإذا كان الفيلم يتضمن اتهامات لقطر بدعم الإرهاب، ألم يصدر ذلك بشكل رسمي وعلني من عدة جهات بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها السابق دونالد ترامب.
أما عبدالرحمن النعيمي فقد تم إدراج اسمه على لوائح العقوبات الأمريكية في 2013 والأمم المتحدة في 2014 وذلك لتقديمه الدعم المالي لمنظمات إرهابية، وهو مدرج أيضا على اللائحة القطرية للإرهاب.
وخلال فترة نشاطه في دعم القاعدة، أسس النعيمي وقاد مؤسسة الكرامة المتواجدة في جنيف والتي استخدمت للضغط على الحكومات الخليجية لإطلاق سراح أعضاء القاعدة المعتقلين.
أما القرضاوي فقد أصدر فتاوى دينية تحرض المسلمين على الانضمام إلى المجموعات الجهادية الإرهابية وشن هجمات ضد الولايات المتحدة والقوات الدولية وذلك كرد فعل للحملات الدولية في أفغانستان ضد القاعدة وطالبان.
كما أصدر القرضاوي فتاوى دينية تبرر التفجيرات الانتحارية، ودعا المسلمين في عام 2013 إلى الجهاد في سوريا.
وأنشأ شبكة دولية للترويج لأهداف الإخوان الإرهابية، وصفها في اجتماع عام 1996 في توليدو بولاية أوهايو بأنها غزو للغرب "من خلال الدعوة" وهو مصطلح يُترجم إلى "التبشير"، ولكن غالباً ما يستخدمه "الإخوان" للإشارة إلى نسختهم من التلقين الأيديولوجي.
وعلى المستوى الدولي، يجري القرضاوي ذلك من خلال ما يسمى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي أسسه بالدوحة، واشتهر بفتواه الصادرة عام 2004 التي تسمح باستهداف الأمريكيين في العراق، بمن فيهم المدنيون، والمصنف منظمة إرهابية في العديد من الدول في إطار جهود محاربة جهاز القرضاوي الدولي ومحاربة الإرهاب.
انقلب السحر على الساحر
أيضا بثت القناة ما قالت إنها مكالمات مسربة حول الخلاف القانوني بين المنتج الإمارات منصور الظاهري وشريكه رامي جابر، وخلال المكالمة نفسها التي تبثها القناة يؤكد المنتج الإماراتي أنه ليس هناك مخالفات للاتفاق وإنه لم يتم الخروج عن نص العقد المبرم بينهم.
وأطلقت شركة "فيلم جيت" الإماراتية، الفيلم العالمي The Misfits- (غريبو الأطوار) حول العالم في 1 يوليو/تموز الماضي.
ويلعب بطولة الفيلم النجم الأيرلندي العالمي بيرس بروسنان- المعروف بأدواره السابقة الشهيرة في سلسلة "جيمس بوند"، و"ماما مي"، ويشارك فيه نخبة من النجوم العالميين.
ويعد "The Misfits" أول فيلم "هوليوودي" يتم تصويره وإنتاجه كاملاً في رحاب الإمارات، بمناطق متفرقة في مدينة أبوظبي منها مدينة "مصدر" وجزيرة السعديات وكورنيش أبوظبي ومتحف اللوفر، إلى جانب مناطق أخرى في دبي والعين.
aXA6IDE4LjE5MC4xNzYuMTc2IA== جزيرة ام اند امز