إسرائيل تسلم المسؤولية عن أحياء مقدسية إلى الجيش
يخشى فلسطينيون من أن يكون قرار تسليم الجيش الإسرائيلي المسؤولية عن أحياء في مدينة القدس الشرقية المحتلة مقدمة لسلخها عن المدينة.
يخشى فلسطينيون من أن يكون قرار الحكومة الإسرائيلية غير المسبوق بتسليم الجيش الإسرائيلي المسؤولية عن أحياء في مدينة القدس الشرقية المحتلة مقدمة لسلخها عن المدينة.
وخلافا للضفة الغربية حيث يتولى الجيش الإسرائيلي المسؤولية؛ فإن الشرطة الإسرائيلية ومنذ الاحتلال عام 1967 هي المسؤولة عن الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية.
- 3 مسارات فلسطينية لإنقاذ السلام أولها كسر احتكار واشنطن
- عباس: الخطيئة الأمريكية بشأن القدس آخر فصول الظلم لفلسطين
ولكن الجيش الإسرائيلي أعلن، الإثنين، أنه سيتولى المسؤولية الأمنية في أحياء كفر عقب ومخيم شعفاط وعناتا التي عزلها الجدار الإسرائيلي قبل 13 عاما عن مدينة القدس الشرقية رغم أن سكانها يحملون الهوية المقدسية.
ورأى راسم عبيدات، المحلل المختص في شؤون القدس، في تصريحات لـ"بوابة العين الإخبارية" أن ما جرى الإعلان عنه هو تطهير عرقي لإخراج ما بين 120 و150 ألف مقدسي يعيشون في هذه المناطق من المدينة وعزلهم نهائيا عن مدينة القدس".
ويزعم الجيش الإسرائيلي أن مهامه ستقتصر على الأمن في هذه المناطق، وأنه لن يتولى أي مسؤولية مدنية فيها.
وقال رونين مانليس الناطق العسكري الإسرائيلي، إنه "تقرر إعادة الانتشار فيها بشكل مختلف"، وأضاف: "نحن لا نغير الوضع على المعابر ولا نتحمل المسؤولية عن أي مواطن جديد".
وأشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي يدرس إمكانية نقل المسؤولية الأمنية الفعلية عن جميع المناطق الواقعة خارج الجدار الفاصل في القدس الشرقية، من الشرطة إلى الجيش.
وبحسب تقديرات فلسطينية فإنه يعيش في مدينة القدس الشرقية نحو 350 ألف فلسطيني؛ ما يشير إلى أن الإجراء الجديد سيؤثر على نحو ثلث عدد سكان المدينة.
ويشكل الفلسطينيون 39% من عدد السكان في مدينة القدس بشطريها الشرقي والغربي، وهو ما تعتبره إسرائيل مؤشرا خطيرا على إمكانية تفوق الفلسطينيين على اليهود عددا.
وقد أخفقت جميع السياسات الإسرائيلية منذ عام 1967 في الحد من الازدياد في أعداد الفلسطينيين في مدينة القدس؛ ما دفع مسؤولين إسرائيليين إلى طرح فكرة سلخ أحياء ذات كثافة سكانية عالية عن المدينة.
وعلى الرغم من أن احياء كفر عقب ومخيم شعفاط وعناتا تُعَد جزءا من حدود ما يسمى ببلدية القدس الغربية؛ فإن سكانها لا يحصلون على أي خدمات من البلدية التي تتقاضى منهم ضرائب باهظة.
ورأى عبيدات أن مخطط عزل أحياء فلسطينية في مدينة القدس الشرقية قد مر بعدة مراحل وأن القادم أسوأ.
وأوضح أنه "قبل عدة سنوات طرح الوزير الإسرائيلي السابق حاييم حامون وعدد من القادة السابقين في الجيش الإسرائيلي فصل أحياء في مدينة القدس بداعي أن السكان الفلسطينيين فيها يشكلون خطرا على ما يسمونه يهودية القدس، وهو ما يستدعي خفض عدد السكان في المدينة من خلال سلخ أحياء فلسطينية عن المدينة".
وأضاف: "لاحقا طرح رئيس حزب "المعسكر الصهيوني" المعارض حاييم هرتسوغ سلخ 28 حيا في مدينة القدس وتسليم المسؤولية فيها إلى السلطة الفلسطينية إلى أن طرح وزير القدس الإسرائيلي زئيف الكين الانفصال عن الأحياء الفلسطينية المقدسية الواقعة خلف جدار الفصل العنصري والهدف هو إخراج 120-150 ألف مقدسي يعيشون في هذه الأحياء بهدف تعزيز الميزان الديمغرافي في المدينة لصالح الإسرائيليين".
وأشار عبيدات إلى أنه "بالتزامن مع ذلك تم طرح مشروع قانون القدس الكبرى الذي يقضي بإخراج هذه الأحياء خارج مدينة القدس بالتزامن مع ضم مستوطنات إسرائيلية في محيط المدينة إلى القدس، بما يعني ضخ 150 ألف مستوطن إلى المدينة وعزل 150 ألف فلسطيني في هذه الأحياء".
وقال إن "مبرر الاحتلال الإسرائيلي لهذا الإجراء هو الأمن، ولكن في حقيقة الأمر فإن المبرر الحقيقي هو الديمغرافيا بهدف تعزيز الميزان الديمغرافي في المدينة لصالح الإسرائيليين".
ورأى عبيدات أن "الحكومة الإسرائيلية قد تلجأ إلى تسليم هذه الأحياء إلى المسؤولية الكاملة، المدنية والأمنية، للجيش الإسرائيلي وليس إلى السلطة الفلسطينية".
وأكد أن "هذه الخطوة الإسرائيلية هي الأولى لمخطط أكبر يستهدف عشرات آلاف الفلسطينيين في مدينة القدس لا سيما بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن القدس أزيلت عن طاولة المفاوضات".
aXA6IDMuMTQ0LjEwOC4yMDAg
جزيرة ام اند امز