اعتقال المقدسيين.. سلاح إسرائيلي لقمع الانتفاضة الفلسطينية
سلطات الاحتلال الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات موسعة في القدس المحتلة فيما بدا إجراءً إسرائيليًّا عقابيًّا بعد الفشل في وقف هجمات الفدائيين الفلسطينيين
بعد ساعات من تنفيذ والدها عملية فدائية، اعتقلت قوات الاحتلال الفتاة الفلسطينية إيمان أبو صبيح، وجدها صبيح أبو صبيح، ضمن حملة اعتقالات موسعة في القدس المحتلة طالت 39 مقدسيا، فيما بدا إجراءً إسرائيليًّا عقابيًّا بعد الفشل في وقف الهجمات التي يشنها الفدائيون الفلسطينيون.
ووفق نادي الأسير فقد اعتقلت قوات الاحتلال فجر الاثنين 39 مقدسيا من بين 52 معتقلا في الضفة المحتلة، لتسجل بذلك ارتفاعا كبيرا في عدد حالات الاعتقال خلال يوم واحد، مقارنة بالمعدل اليومي الذي يتراوح بين 8-12 معتقلا.
ماذا فعلت إيمان لتعتقل؟
الفتاة إيمان (17 عامًا) ظهرت قبل ساعات من اعتقالها في تسجيل فيديو وهي تفخر بوالدها مصباح (39 عامًا) الذي نفذ عملية إطلاق نار في القدس المحتلة يوم أمس أدت لمقتل ضابط إسرائيلي وامرأة إسرائيلية، وإصابة 6 آخرين بجروح.
في الفيديو قالت إيمان: "أحتسب والدي شهيدا عند الله، ونأمل أن يشفع لنا يوم القيامة، أنا فخورة بما صنعه والدي"، ما دفع الاحتلال لاعتقالها، مع جدها، والد الشهيد؛ كانتقام من العائلة التي دوهم منزلها في القدس المحتلة وأخذت قياساته؛ تمهيداً لهدمه على ما يبدو، ضمن سياسة العقاب الجماعي المتمثلة في هدم منازل ذوي منفذي العمليات الفدائية.
هكذا تصنع القنابل الموقوتة!
ويؤكد رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين، أمجد أبو عصب، أن الاعتقالات في القدس المحتلة تأخذ أشكالا متعددة وتستهدف الانتقام من الأهالي ودفعهم للرحيل عن المدينة، ومحاولة إخماد الانتفاضة، محذرا بأن هذه السياسة تؤجج الأمور وتصنع القنابل الموقوتة.
وأشار أبو عصب في حديثه لـ"بوابة العين" إلى أن الاحتلال داهم منازل عائلة الشهيد واعتقل مجموعة من أقاربه وأصدقائه، معبرا عن قناعته بفشل هذه السياسة التي دفعت الحاج مصباح لتنفيذ عمليته.
وكان الشهيد مصباح منفذ عملية الأمس يفترض أن يسلم نفسه لقوات الاحتلال يوم أمس تنفيذا لحكم اعتقال إداري بحقه، ولكنه اختار تنفيذ عملية إطلاق نار فدائية.
وأوضح أبو عصب أن الشهيد تعرض للاعتقال 3 مرات فضلا عن اعتقالات سابقة، كما أبعد عن المسجد الأقصى وحتى القدس وجرى التنكيل به وبشقيقته على حاجز كفر عقب، قبل نحو شهر؛ ما دفعه في النهاية إلى تنفيذ هذه العملية.
وشدد على أن سياسة الاعتقال الجماعية ستفشل في قمع المقدسيين وستفشل في إخماد الانتفاضة.
30 % من معتقلي الانتفاضة مقدسيون
ووفق معطيات مقدسية، فإن قوات الاحتلال اعتقلت منذ انطلاق الهبة الشعبية الحالية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2015، حتى بداية الشهر الجاري، 2355 حالة اعتقال، بما يمثل نحو 30 % من المعتقلين في الضفة خلال الفترة نفسها.
ويوضح أبو عصب أن 1209 معتقلين جرى اعتقالهم ميدانيا، بينما 1146 شخصا اعتقلوا بعد اقتحام منازلهم، مؤكدا أن هذه الاعتقالات طالت أطفال، ونساء، وشبان وكبار في السن، وتشير الأرقام بشكل واضح إلى حجم حالة الاستهداف الكبيرة التي لحقت بالمقدسيين.
وأكد أن بين المعتقلين 79 طفلا دون 12 عاما، و763 طفلا تتراوح أعمارهم بين 12-18 عامًا، فيما سجل اعتقال 104 نساء و24 فتاة قاصرة، و43 من كبار السن.