"طفح الكيل".. ماتيس يهاجم ترامب لأول مرة
وزير الدفاع السابق سبق له وأن رفض مرارا توجيه أي انتقاد لترامب، لكن احتجاجات "فلويد" أخرجته عن طوعه
في السابق كان يرفض مرارا توجيه أي انتقاد للرئيس دونالد ترامب، معتبرا أنه من غير المناسب انتقاد رئيس أثناء توليه منصبه.
لكن الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة، منذ أيام، على خليفة وفاة رجل أسود مختنقا بيد الشرطة، أخرجت وزير الدفاع الأمريكي السابق جيم ماتيس، عن طوعه.
ففي تعليقه على ما يحدث من مظاهرات لم يسبق لها مثيل في بلاده، شنّ ماتيس هجوما لاذعا على ترامب، متهما إياه بالسعي إلى "تقسيم" الولايات المتحدة..
انتقاد هو الأول من نوعه يصدر عن ماتيس، الذي استقال من منصبه احتجاجا على انسحاب قوات بلاده من سوريا.
والرجل الذي يحظى بتقدير كبير في بلاده سبق له وأن رفض مرارا توجيه أي انتقاد لترامب لأنه كان يعتبر أنه من غير المناسب انتقاد رئيس أثناء توليه منصبه.
وبالعودة لفحوى انتقاده، قال ماتيس "دونالد ترامب هو أول رئيس في حياتي لا يحاول توحيد الأمريكيين، بل إنه حتى لا يدّعي بأنه يحاول فعل ذلك".
وأضاف "بدلا من ذلك، فإنه يحاول تقسيمنا"، في تصريح نشرته مجلة "ذي أتلانتيك" على موقعها الإلكتروني.
ودافع الجنرال المتقاعد في مرافعته الاتهامية عن المتظاهرين الذين قال إنهم يطالبون "عن وجه حق" بالمساواة في الحقوق في مظاهرات غاضبة خرجت احتجاجا على مقتل رجل أسود بيد شرطي، في الـ 25 من الشهر الماضي.
وتابع "الكيل قد طفح، إذ يدفع الأمريكيون عواقب ثلاث سنوات من غياب القيادة الناضجة".
ترامب من جهته، لم يتأخر عن الرد على ماتيس، واصفا الأخير بأنه "الجنرال الذي يحظى بأكثر تقدير مبالغ به في العالم" وبأنه "كلب مسعور".
وقال ترامب في تغريده له "أنا سعيد لأنه (ماتيس) غادر!" منصبه.
وبصفته أول من تولى وزارة الدفاع بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض، كان جيم ماتيس يعد أحد "البالغين القلائل" القادرين على احتواء اندفاعات رجل الأعمال السابق.
وفي اليوم التالي لإعلان ترامب انسحابا أحاديا من سوريا، أواخر عام 2018، قدم ماتيس استقالة كان لها صدى قويا.
"مسار جديد"
ومنذ وفاة جورج فلويد في مينيابوليس مختنقاً تحت ركبة شرطي أبيض، اشتعلت الاحتجاجات الغاضبة في العديد من المدن الأمريكية ضد العنصرية والعنف الذي تستخدمه الشرطة.
لكن أمام أعمال النهب والشغب والحرائق التي شهدتها الاحتجاجات، استخدم ترامب لهجة عسكرية وهدد باللجوء إلى الجيش لإخضاع الشارع.
وكتب جيم ماتيس "يجب ألا تشتت انتباهنا حفنة من الخارجين عن القانون. المظاهرات يشارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص المبدئيين الذين يصرون على ضرورة أن نلتزم بقيمنا".
وأضاف "لم أتخيل يوما أن الجنود الذين يحلفون القسم، يمكن أن يتلقوا الأمر، مهما كانت الظروف، بانتهاك الحقوق الدستورية لمواطنيهم - ولا بالسماح للقائد العام المنتخب بأن يلتقط صورة، بطريقة سخيفة، مع القادة العسكريين إلى جانبه". في إشارة لوزير الدفاع الحالي مارك إسبر الذي ظهر صورة مع ترامب قرب موقع الاحتجاجات.
والأربعاء، نأى إسبر بنفسه عن تصريحات ترامب، معترفا بارتكابه خطأ وأعلن معارضته نشر الجيش على الأراضي الأمريكية، في خلاف واضح مع الرئيس.