فرنسا.. شركات لا تجد ضالتها بين 3.5 مليون عاطل
رغم ارتفاع البطالة في فرنسا إلى 3.5 مليون عاطل، لكن هناك العديد من الشركات لا تجد موظفين للعمل لديها.
يعاني مصنع فيجياك-أيرو مشكلة تكشف عن واقع الاقتصاد الفرنسي: وهي عدم وجود موظفين مؤهلين للعمل لدى الشركات الفرنسية.
المصنع الذي يعتبر موردا رئيسا لشركة إيرباص، لا يجد أشخاصا مؤهلين بصورة كافية للعمل في موقعه بمدينة أوكسير، وبالرغم من نشر الإعلانات وتنظيم فعاليات التوظيف، إلا أنه يعاني من نقص مشغلي الآلات الجديدة.
هذه المشكلة، أثرت على أداء المصنع وقدرته على الالتزام بتعاقداته، والتي كان آخرها تعاقدا بقيمة 75 مليون يورو، تعجز مواقع المصنع السبعة عن الانتهاء منها، وهو ما دفع باتريس باريسوت مدير مصنع فيجياك-أيرو للقول: "لم أعد أدري إلى من ألجأ".
ورغم ارتفاع عدد نسبة العاطلين عن العمل في فرنسا إلى 3.5 مليون شخص، لكن هناك شركات فرنسية تجد صعوبة في تعيين موظفين جدد.
وحسب تقرير نشرته وكالة أنباء بلومبرج الأمريكية، فإن المشكلة التي تواجه العديد من الشركات الفرنسية، هي تجديد برامج تدريب الموظفين، لتوفير عمالة مؤهلة للعمل في الظائف الشاغرة.
وتحاول حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معالجة هذه المشكلة، بعد أن تعهدت باستثمار 15 مليار يورو في التعليم والتدريب المهني، كما أعلنت الجمعة الماضية، عن خطتها إصلاح نظام فترات التدريب في المهن.
لكن، تظل هناك عقبة أخرى، وهي الافتقار إلى عمالة متحمسة لهذا التأهيل، رغم النمو الذي حققه الاقتصاد الفرنسي في 2017، الذي يعد الأفضل منذ 6 سنوات.
وقال محافظ البنك المركزي الفرنسي، فرانسوا فيليروي دي جالهاو إنه "لا يمكن أن نظل دولة بـ3 ملايين عاطل عن العمل، في نفس الوقت الذي تواجه فيه كثير من الشركات صعوبة في التوظيف.. أنها مفارقة حقيقية".
من جهة أخرى، قالت النقابات العمالية، إن الأجور المنخفضة وظروف العمل غير المناسبة، يعتبران أيضا جزءًا من مشكلة البطالة في فرنسا.