مجتمع
الأردن.. كبيرات السن على هامش الرعاية النفسية والاجتماعية
135 ألف أمرأة تعاني عدم توفير حياة آمنة لهن
كبيرات السن في الأردن تعانين من التهميش أكثر من الرجال، بحسب المختصين، فما الاحتياجات التي تريدها كبيرة السن وكيف يمكن وصف حالتها؟
الحاجة الأردنية أم عبد الله دويري (70 عاماً) تؤكد أن كبير السن لا يريد أن يزعج من حوله وكل أمنياته بأن يرى من حوله في حالة اطمئنان ونجاح.وتعاني كبيرات السن في الأردن من التهميش أكثر من الرجال، بحسب المختصين، بسبب الضعف في الموارد المادية والظلم السائد منذ الأزل اتجاه المرأة. فما الاحتياجات التي تريدها كبيرة السن وكيف يمكن وصف حالتها.
تقول أم عبد الله: "يتعب الأهل في تربية الأبناء، وتوفير حياة آمنة لهم. وبالمقابل ينتظرون أن يثمر هذا المجهود وأن يوفروا للأب والأم حياة كريمة تحفظهم وتصونهم من الزمن. ولكن هنالك أبناء لا يقدرون ويتعاملون مع الأب والأم بانزعاج دائم".
وبحسب نتائج التعداد العام للسكان والمساكن لعام 2015 في الأردن فإن عدد كبيرات السن الأردنيات في المملكة (+65 عاماً) بلغ حوالي 135 ألف امرأة وتقريباً نصفهن أرامل (48.8%) بينما 7.5% من الذكور الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً هم أرامل.
وتشير الدراسات إلى أن 42.5% من كبار السن يقطنون في مدينة عمان، وإلى أن العنف والاضطهاد والفقر أكثر انتشاراً بين كبار السن في المدن منه في الريف، وأن 45% منهم لا يملكون أي نوع من أنواع التأمين الصحي، وأن 65% منهم لا يغطي دخلهم المادي الإحتياجات اليومية، والعديد منهم يتعرضون للعنف الجسدي واللفظي والنفسي خاصة من المقربين منهم.
الحاجة أم ياسر، (68 عاماً)، ترى أن عدم وجود راتب شهري لكبار السن وتأمين صحي من أهم المعضلات التي تواجه كبير السن في الأردن.
وتتابع: أغلب السيدات لم يتعلمن وبالتالي لم يشاركن الرجل في العمل ولم ينتسبن للضمان الاجتماعي، وبالتالي لا يحصلن على راتب شهري وأيضاً الجميع يعاني من أمراض مزمنة من أهمها مرض السكري والضغط، وتحتاج هذه الأمراض إلى متابعات عند الأطباء وهي متابعات مكلفة.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن الأمية بين كبيرات السن الأردنيات مرتفعة مقابل الأمية بين كبار السن من الأردنيين، فقد أشار التعداد الى أن نسبة الأمية بين الذكور (+60 عاماً) بلغت 17.9% بينما نسبة الأمية بين الإناث (+60 عاماً) تصل الى 48.9%.
ومن حيث التأمينات الاجتماعية فقد بيّن التقرير الإحصائي السنوي لعام 2014 بأن عدد العاملات الأردنيات المؤمن عليهن اجتماعياً (الضمان الاجتماعي) وأعمارهن +61 عاماً لا يتجاوز 68 عاملة مقابل 2284 مؤمنا عليهم من الذكور لنفس الفئة العمرية.
وتضيف عكروش: هنالك الكثير من كبار السن يتم حجبهم عن مجريات الحياة والعمل بالرغم من تواجد لديهم قدرات على العطاء. ويأتي دور الدولة في تأمين لهم حياة كريمة من خلال التأمين الصحي والدخل الشهري الذي يناسب احتياجتهم. نسبة كبار السن من مجموع السكان تصل إلى 5% ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة إلى 7% في سنة 2020.
صندوق الأمم المتحدة للسكان كان قد اطلق تقريراً عام (2012) بعنوان "الشيخوخة في القرن الحادي والعشرين: فرصة للاحتفال ومواجهة التحدي"، حيث ذكر بأن عدد كبار السن في العالم يتزايد بوتيرة أسرع من أية فئة عمرية أخرى، فخلال عشر سنوات سيتجاوز عدد كبار السن حاجز المليار نسمة وسيصل العدد إلى ملياري نسمة بحلول عام 2050، علماً بأن عددهم في عام 2012 وصل إلى 810 ملايين نسمة.
ويتفق المختص بالشأن الاجتماعي بالجامعة الأردنية، الدكتور مجدالدين خمش، مع الرأي السابق بالإشارة إلى أن فئة كبار السن فئة آخذة بالتزايد ويجب التخطيط كيفية التعامل معها من حيث التجهيزات على مستوى الدولة والمجتمع.
ويوضح خمش أن حالات عديدة إن لم تجد الرعاية والاهتمام المناسب تتوجه إلى دار المسنين التي تقدم لهم الرعاية الصحية والاجتماعية وغيرها مقابل مبلغ من المال.
ويبلغ عدد تلك الدور بالأردن، بحسب خمش، 10 دور مسنين تقوم وزارة التنمية الاجتماعية بالإشراف عليهم، ويصل عدد المسنين فيهم إلى 500 شخص، وهذا أمر مؤسف جدا ويعطي مؤشرات على حالة الإهمال التي يعيشها كبير السن.
aXA6IDMuMTQ1LjM3LjIxOSA= جزيرة ام اند امز