"مركز السلم المجتمعي".. سلاح الأردن لمحاربة التطرف
المركز يوحد الجهود الموجهة لمكافحة التطرف ويكرس مفهوم المؤسسية في التوعية والوقاية والعلاج من أخطار هذا الفكر.
يركز الأردن على استخدام أحدث الأساليب لمكافحة الفكر المتطرف وتحصين المجتمع من أخطاره، ونشر الفكر الوسطي المعتدل.
- الأردن: هزيمة داعش في سوريا والعراق لا تعني "انتهاء الإرهاب"
- عاهل الأردن يقترح 3 خطوات للسلام ودحر الإرهاب
ويعد "مركز السلم المجتمعي" التابع لمديرية الأمن العام في الأردن من أهم الأسلحة التي بات يُعتمد عليها بهذا الجانب، إذ جاء المركز كأحد مشاريع الخطة الاستراتيجية للمديرية في مكافحة الفكر المتطرف، ولإيجاد وحدة مركزية توحد الجهود الموجهة لمكافحة الفكر المتطرف وتكرس مفهوم المؤسسية في التوعية والوقاية والعلاج من أخطار هذا الفكر.
ويرتكز عمل المركز على إدامة العمل التشاركي بين الأجهزة وفتح قنوات الاتصال مع المجتمع المحلي في بناء فكر وسطي معتدل على المستوى الوطني.
وذكرت دراسة أصدرها مركز الدراسات الألماني "فيريل"، في عام 2016، أن زهاء 4 آلاف أردني كانوا بصفوف التنظيمات الإرهابية في سوريا أغلبهم إما قتل أو فقد.
ويهدف المركز إلى مكافحة التطرف بكل صوره وأشكاله وتحصين المجتمع من أخطاره وتأثيراته، ونشر الفكر الوسطي المعتدل، وفتح قنوات الحوار مع معتنقي الفكر المتطرف لتغيير سلوكهم وإعادة تأهيلهم، وإيجاد مجتمع ينبذ التطرف، إضافة إلى تنقية الإعلام وضمان عدم وجود رسائل تدعو للتطرف، ووضع الخطط اللازمة للحد من انتشار التطرف والقضاء عليه إن وجد.
وشملت أهداف المركز العمل على تحصين ذوي الاحتياجات الخاصة (الصم والبكم) من الفكر الظلامي لأن هذه الفئة مستهدفة للتجنيد من قبل الجماعات الإرهابية.
وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام في الأردن المقدم عامر السرطاوي، لـ"العين الإخبارية" إن "المركز يقوم بالتعاون مع مختلف الوزارات والهيئات في الأردن بعقد ورش توعية وتثقيف في سبيل مواجهة الفكر الإرهابي".
وأضاف السرطاوي أن المركز يقوم بتصنيف الحالات حسب "درجة الخطورة"، ثم يبدأ التعامل معها بـ"سرية تامة" وفق أعلى المعايير المهنية والتقنية.
وأشار السرطاوي إلى أن "مركز السلم المجتمعي" يعمل باستمرار على رصد وسائل التواصل الاجتماعي وتكوين رأي عام مضاد للفكر المتطرف الذي يستهدف المجتمع.
ونوه السرطاوي بأن الحالات التي يتعامل معها المركز تخضع لبرنامج بهدف تصحيح الفكر، لكن إذا كانت أي من الحالات تشكل خطورة أمنية فيتم تحويلها للجهات القضائية لاتخاذ الإجراء اللازم بحقها.
بدوره، قال الباحث والخبير الأمني الدكتور بشير الدعجة إن "مركز السلم المجتمعي" تجربة رائدة في الأردن أثبتت نجاحها في محاربة الفكر المتطرف وبعض السلوكيات العقائدية الخاطئة، واستطاعت أن تعيد الكثير ممن تبنوا الفكر الظلامي إلى الطريق الصحيح من خلال إعادة تأهيلهم فكريا ونفسيا وثقافيا من خلال كادر وظيفي يتمتع بمهارات عالية.
وأضاف الدعجة لـ"العين الإخبارية" أن "إنشاء المركز يعد تطورا هاما في التواصل مع المجتمع المحلي بعيدا عن الدور التقليدي للأمن المتمثل في كشف الجريمة وملاحقة فاعليها وتقديمهم للعدالة، وأن دور الأمن تحول إلى معالجة الفكر المتطرف دون تحويل الأشخاص إلى القضاء وهذا شجع للإبلاغ عن أي ظواهر متطرفة في المجتمع.
وذكر الدعجة أن الأردن في الطريق الصحيح لمكافحة الفكر المتطرف، داعيا إلى مواصلة الجهد الأمني وألا يكون العمل موسميا، وأن تكون برامج التوعية والإرشاد على مدار العام عبر خطة استراتيجية بالتشارك مع مختلف الأجهزة الأردنية.
من جهته، أكد أحمد سمير، الخبير في شؤون وسائل التواصل الاجتماعي، أن الخطاب المتطرف في مواقع التواصل الاجتماعي بات يلاقي "رفضا واسعا"، وأن أغلب الحسابات التي تروج للأفكار المتطرفة تكون من خارج الأردن.
وقال سمير ، لـ"العين الإخبارية"، إن الأفكار المتطرفة التي تروّج بمواقع التواصل الاجتماعي اضمحلت كثيرا عما كانت عليه في الأعوام من 2012 حتى 2015 خاصة بعد القضاء على التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا.
aXA6IDE4LjIxOS4xNzYuMjE1IA== جزيرة ام اند امز