خبراء لـ"العين": 3 أسباب وراء هجوم الكرك بالأردن
الأردن اليوم خسر 10 ضحايا بينهم 4 رجال أمن، وسائحة كندية، في هجوم مسلح على مركزَي أمن "المدينة" و"القطرانة" بمحافظة الكرك.
خسر الأردن اليوم 10 ضحايا بينهم 4 رجال أمن، وسائحة كندية، في هجوم مسلح على مركزيّ أمن "المدينة" و"القطرانة" بمحافظة الكرك جنوبي الأردن، ثم تحصن "المسلحون" داخل قلعة الكرك التاريخية، وتبادلوا إطلاق النار مع قوات الأمن التي هرعت إلى المكان، ما أسفر عن سقوط 8 قتلى بينهم 4 رجال أمن وإصابة 28 آخرين.
وعلى الرغم من أنه لم يكن الهجوم الأول خلال هذا العام، إلا أن اشتعال المشهد حول دولة الأردن سواء في العراق أو سوريا، يجعلنا نسأل عن الدافع وراء هجوم اليوم، وهو ما حدده خبراء للعين في 3 أسباب رئيسية.
1- "غلق الحدود"
في البداية، قال نبيل نعيم، الخبير في شئون الحركات الإسلامية والإرهاب الدولي، إن حادث اليوم كان متوقعًا، لأن الأردن أوقفت تدفق المقاتلين من أراضيها إلى سوريا بعد أن أغلقت حدودها في ذلك الاتجاه منذ فترة.
وأوضح "نعيم" في تصريحات خاصة لـ"العين" أن خط سير المسلحين كان يأخذ من الأردن "ترانزيت" لهم، أي بلد للعبور إلى سوريا، فيأتون من العراق و تركيا وينزلون الأردن و منها إلى سوريا، وفي الفترة الحالية هذا الغلق للحدود خنق المسلحين حيث الحرب مشتعلة ضدهم في العراق و سوريا، ومحاولاتهم للنزوح إلى الأردن هربا من هذه الحرب كلها باءت بالفشل، ولذلك فدافع الانتقام حاضر بقوة في الحادث الأخير الذي تعرضت له الأردن.
2- "تشبث بالأرض"
ومن جانبه، أكد العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي، أنه وفقا لمعدلات الجريمة بدولة الأردن ومؤشرات الأمن، فإن الحادث الأخير يسجل رقم "3" بين الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها هذا العام، وهو رقم كبير نسبيا، حيث لم تعتد الأردن التعرض لمثل هذه الحوادث.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"العين" إن توسيع الضربات الموجعة للإرهاب في الموصل بالعراق و حلب بسوريا و تضييق الخناق على المسلحين هناك دفعهم لنقل المواجهات في نقاط أخرى، ولعل الأردن أحد هذه النقاط، وذلك في إطار توسيع دائرة الاشتباك و إثبات الوجود في المنطقة التي سعى تنظيم داعش الإرهابي للسيطرة عليها والتي تشمل الشرق الأوسط بأكمله، وقال: ما ينفذه الإرهاب الآن أقرب محاولات يائسة للتشبث بأرض الأقاليم التي أرادوا السيطرة عليها و فشلوا.
ورجح "صابر" ارتفاع معدلات الهجمات الإرهابية في نقاط متفرقة بمناطق الشرق الأوسط كلما اقترب موعد تسليم السلطة الأمريكية من الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما إلى الرئيس الجديد المنتخب دونالد ترامب، لاسيما وأن الجماعات الإرهابية تدرك جيدا أن الأخير ينوي رفع الدعم الأمريكي عنهم تماما.
3- "إخوان الأردن"
ومن ناحية أخرى، قال الدكتور طارق فهمي، الخبير الاستراتيجي ورئيس مركز أبحاث واشنطن، إن مخاطر إقليمية وأخرى داخلية تحركها جماعة الإخوان المسمين داخل المملكة قد تعرض الأردن لموجة جديدة من الإرهاب الفترة القادمة، وربما يكون حادث الكرك هو البداية.
وأوضح "فهمي" في تصريحات خاصة لـ"العين" إن المخاطر الإقليمية تتلخص في نزوح الجماعات المسلحة من محافظة حلب بسوريا وتراجعها لـ"إدلب" و "الرقة" و "ريف اللاذقية" وهذه المناطقة الحدود بينها و بين الأردن تساوي "صفر"، فيصبح من السهل تمدد الإرهاب إلى الأردن وتنفيذ هجماته بها.
وعن المخاطر الداخلية، قال "فهمي" إن منطقة الكرك وجنوب الأردن الذي شهد الهجوم الأخير يعاني من حالة اقتصادية متردية، فضلا على ارتفاع الأسعار والاتفاق الأخير الذي أبرمته الأردن مع صندوق النقد الدولي لأخذ قرض، وكلها أمور تقف ضدها جماعة الإخوان في الأردن وتلعب على هذا الوتر لتحريك الشارع، وهو ما يمكن أن يعرض الأردن لمخاطر إرهابية أيضا خلال الفترة القادمة.
"دائرة مشتعلة"
وفي السياق ذاته قال ماهر مقلد، خبير العلاقات الدولية، إن مملكة الأردن في موقف "جغرافي" لا تحسد عليه، فهي تشترك بحدودها جميعا مع المناطق المشتعلة في الفترة الحالية، سواء كانت سوريا أو العراق أو لبنان، فضلا على فلسطين.
وأشار إلى أن دائرة الاشتعال التي تتوسطها الأردن قد تصيبها بكرات اللهب بين حين وآخر، ولكن المؤكد أن كل العمليات الإرهابية التي تنفذ في مناطق واسعة في الوطن العربي لم تعد تنفذ تحت عنوان واضح ولا مرتبطة بسبب معين، فالإرهاب ينفذ عمليات عشوائية في كل منطقة يطالها، والأردن سبقتها "مصر" ومن قبلها "تركيا"، فضلا عن الصراع المستمر في العراق وسوريا.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"العين" أن الحادث الذي تعرضت له اليوم سيؤثر بشكل بالغ على التدفق السياحي بها، وهي بلد "محدود الموارد" وغير مُهيأة لامتصاص مثل هذه الأزمات، إلا أن حكمة الملك عبد الله الثاني، وتكاتف الشعب الأردني حوله أهم الأمور المطلوبة لتخطي أي أزمة.
aXA6IDMuMjEuMjQ2LjUzIA== جزيرة ام اند امز