الانتخابات الأردنية.. إغلاق مراكز الاقتراع وارتفاع نسب المشاركة
أغلقت مراكز الاقتراع في الأردن أبوابها عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية التي تأتي في ظروف استثنائية صعبة، خاصة بعد إطلاق المملكة مجموعة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية والاجتماعية.
ووفق وسائل إعلام أردنية، بدأت مساء الثلاثاء، عمليات فرز لأصوات، لاختيار أعضاء مجلس النواب، حيث تعدت النسبة العامة للمشاركة 32%، بعدد مقترعين أكثر من 1.63 مليون مقترع، ونسب التصويت في الانتخابات الحالية تخطت انتخابات 2020 التي بلغت 29.9%.
وتوزعت مراكز الاقتراع والفرز، التي شملت 18 دائرة انتخابية، 1649 مركزًا، على 5843 صندوق اقتراع وفرز، فيما جرى تجهيز 95 مركزا من إجمالي المراكز لتكون مناسبة لذوي الإعاقة.
تسجيل 44 تجاوزا
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن الهيئة المستقلة للانتخاب، تسجيل 44 تجاوزا تمت إحالتها إلى الادعاء العام، خلال يوم الاقتراع، وبينت أن الكهرباء انقطعت ربع ساعة عن 6 مراكز في مأدبا، ولا يؤثر نهائياً على النتائج، مؤكدة أنه تم ضبط 7 حالات انتحال شخصية خلال العملية الانتخابية. وأشارت الهيئة إلى أن عقدة المشاركة في الانتخابات بالمدن الرئيسية لا تزال قائمة، وأن نسب التصويت ارتفعت في المحافظات الشمالية والجنوبية.
- الأردن ينتخب برلمانا جديدا.. والإخوان «يخلطون الأوراق» (صور)
- الأردن يتحدى الأزمات الإقليمية.. أجواء انتخابية معتادة عشية الاقتراع
وتنافس على مقاعد القائمة العامة، 697 مترشحا ومترشحة، بواقع 505 من الذكور، و192 من الإناث، في حين يتنافس على مقاعد الدوائر المحلية 937 مترشحا ومترشحة، من بينهم 747 مترشحا من الذكور، و190 من الإناث.
في وقت حصدت الفئة العمرية للذكور بين 17-35 عاما على الأكثر تصويتا، بعدد 361.185 ألف مقترع، وأكثر من 65 عاما الأقل تصويتا بعدد مقترعين 69.5 ألف مقترع، أما عدد المقترعات حسب الفئة العمرية للإناث، فقد حصدت الفئة العمرية بين 17-35 عاما على الأكثر تصويتاً بـ 332.2 ألف مقترعة، وأقل اقتراعا للفئة العمرية للإناث كانت لأكثر من 65 عاما بـ49.64 مقترعة.
مناورات ذراع الإخوان
ويخوض الانتخابات على مقاعد الأحزاب 36 حزبا، من بينها أحزاب سياسية جديدة، تمكنت أن تكون رقما مهما في المشهد السياسي الأردني، تصنف نفسها على أنها أحزاب وسطية، ومنها "الميثاق الوطني" و"إرادة" و"العمل".
وبدا أن حزب "جبهة العمل الإسلامي"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، يسعى إلى خلط الأوراق واستغلال الحرب على غزة، من أجل تعزيز مكاسبه في البرلمان الجديد.
وقال مراد العضايلة، الأمين العام للحزب، في تصريحات لـ "رويترز"، إنه يتوقع أن "الغضب من حرب غزة سيدعم فوز مرشحيه بما يكفي من المقاعد في الانتخابات البرلمانية".
وفي خلط واضح للأوراق، واستغلال للحرب في غزة من أجل تحقيق مكاسب سياسية داخلية، قال العضايلة: "ما يحدث حاليا في قطاع غزة معركة وجودية لا يمكن للحركة الأردنية ولا الإسلامية أن تقف خلالها مكتوفة الأيدي، ولا يمكن للأردنيين أن يتخلفوا عنها. صوت الشارع الأردني يؤثر في الاتجاهات السياسية تجاه هذه المعركة".
طموحات وتطلعات وطنية
معنيون في الشأن السياسي الأردني، بينوا في أحاديث لوكالة الأنباء الأردنية، أن الانتخابات تعد ركيزة أساسية في تعزيز الديمقراطية، وتجسيد المشاركة الشعبية في صنع القرار، وتدفع نحو إشراك فئات مجتمعية أوسع، خاصة المرأة والشباب، في الساحة السياسية، كما تُعزز من تفعيل دور الأحزاب وتوجيه النقاشات الوطنية نحو القضايا المحورية التي تهم المجتمع، ما يؤدي إلى بناء مجالس نيابية قوية وقادرة على التصدي للتحديات الراهنة وتحقيق الطموحات والتطلعات الوطنية.
في السياق، قال رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب، المهندس موسى المعايطة، إنه لأول مرة في المملكة، سيتم نشر النتائج الأولية للانتخابات النيابية، على موقع إلكتروني مخصص لهذه الغاية. وتُجرى الانتخابات وفق قانون جديد تم إقراره في يناير/كانون الثاني 2022، رفع عدد مقاعد مجلس النواب من 130 إلى 138 مقعدا ومقاعد النساء من 15 إلى 18 مقعدا، وخفّض الحد الأدنى لأعمار المرشحين من 30 إلى 25 عاماً.
وجرى تقسيم المملكة إلى 18 دائرة انتخابية محلية ودائرة انتخابية عامة، وخصص 41 مقعدا لقوائم الأحزاب و97 مقعدا للدوائر المحلية.
تأتي في ظروف استثنائية صعبة، خاصة بعد إطلاق المملكة مجموعة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية والاجتماعية تتعلق بإعادة صياغة الأولويات بالنسبة للأردن، وجاءت ثمرتها في قانوني الأحزاب وقانون الانتخاب.
إضافة إلى تحديات إقليمية على وقع الحرب في غزة، التي دخلت السبت، شهرها الثاني عشر، وتحمل ارتدادات سلبية قوية على الأردن خاصة في قطاع السياحة، الذي يمثل إحدى ركائز الاقتصاد الذي تشكل مداخيله نحو 14% من إجمال الناتج المحلي.
aXA6IDQ0LjIyMC4yNTEuMjM2IA== جزيرة ام اند امز