ترك الملك الحسين بن طلال رحمه الله، أردنا مستقرا في منطقة تغلي، وحكما ثابتا في إقليم عاصف.
أقسم الملك عبدالله الثاني على حفظ الأمانة، فقبض على استقرار الأردن بقلبه ويديه، محافظا على أمنه وسيادته في خضم التحولات الكبرى التي شهدتها منطقتنا والعالم من قبل أحداث سبتمبر عام 2001، وغزو العراق 2003، إلى ما بعد فوضى ما سمي بالربيع العربي.
ولم يقتصر الأمر على الجانب السياسي والأمني فقط، بل انتقل إلى الجانب الاقتصادي، حيث نقلت الرؤية الاقتصادية للملك عبدالله الثاني، المملكة والمجتمع الأردني، خطوة بعيدة إلى الأمام فانضم الأردن إلى منظمة التجارة العالمية، ودخلت اتفاقية الشراكة الأردنية-الأوروبية حيز التنفيذ عام 2002، وهو ما انعكس على معيشة الشعب الأردني والذي تحدثت عنه الأرقام.
فخلال العقد الأول من عهد الملك عبدالله الثاني، نما الناتج المحلي الإجمالي بمعدل 6.5%، وبلغت نسبة مساهمة الاستثمار نحو 13٪ من الناتج المحلي الإجمالي بين 2003-2009، وارتفع إجمالي الصادرات من 1.8 مليار دولار عام 1999 إلى 7.5 مليار دولار عام 2017،
فيما بلغت الاحتياطيات الأجنبية 13.5 مليار دولار عام 2017 مقارنة بملياري دولار عام 1999، وزاد إجمالي الودائع من 10.6 مليار إلى 47.7 مليار دولار أمريكي.
الأردن والمقدسات.. مسؤولية تاريخية و4 ترميمات في 100 عام
ومع نهاية العام 2020 كان الأردن يولد 20٪ من طاقته من مصادر الطاقة المتجددة التي تجاوزت قيمة استثماراتها 5 مليارات دينار عام 2021، ودفع تأسيس منطقة العقبة الاقتصادية للاستثمار والتجارة والتنمية لتدفق نحو 20 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات،
وباعتماد استراتيجية ريتش 2025 لرقمنة الاقتصاد الوطني وتسريع الأعمال، فتحت شركات عالمية مثل إكسبيديا، ومايكروسوفت، وسيسكو، وأمازون فروعا لها في الأردن لتزيد إيرادات قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 300 مليون دينار في عام 1999 إلى 1.451 مليار دينار نهاية عام 2016.
الجيش الأردني.. تأسيس على العطاء وتضحية من أول يوم
وأولى الملك عبدالله الثاني القطاع السياحي اهتماما خاصا، فاحتل الأردن خلال العقد الأخير المركز الأول عربيا والخامس عالميا في مجال السياحة العلاجية، ويستقبل الأردن سنويا 300.000 زائر لغاية العلاج ونحو نصف مليون مرافق، وأسهم تصنيف البتراء كإحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، وافتتاح العديد من المناطق السياحية كمنطقة عجلون التنموية الخاصة ومنطقة البحر الميت بدمج الأردن في السوق السياحي العالمي.
ويحتفل الأردن بمئوية تأسيسه الأولى متجاوزا تداعيات كورونا الاقتصادية والاجتماعية بأقل قدر من الخسائر حيث يمضي بقيادة الملك عبدالله الثاني في ترسيخ استقراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحضوره إقليميا ودوليا.