سياسة
من هو جوزيب بوريل الذي وصف "أوروبا حديقة وبقية العالم أدغال"؟
أثارت تصريحات جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، التي وصف خلالها أوروبا بـ"الحديقة" وباقي العالم بأنه "أدغال" ردود فعل غاضبة.
وفي كلمته الأسبوع الماضي خلال افتتاح الأكاديمية الدبلوماسية الأوروبية، قال بوريل إن "أوروبا حديقة، لقد بنينا حديقة، أفضل مزيج من الحرية السياسية والرخاء الاقتصادي والترابط الاجتماعي استطاعت البشرية أن تبنيه، لكن بقية العالم ليس حديقة تماما، بقية العالم... أغلب بقية العالم هو أدغال".
من هو جوزيب بوريل؟
من مواليد إقليم كتالونيا عام 1947، درس بوريل هندسة الطيران في مدريد وبحوث العمليات في ستانفورد بالولايات المتحدة.
دخل السياسة في عام 1979 عبر الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني كعضو في مجلس المدينة عن ضواحي مدريد، قبل أن يتم تعيينه في منصب بوزارة الاقتصاد ثم انتخابه لمجلس النواب عن برشلونة في عام 1986.
تم ترشيحه للانتخابات الإسبانية في عام 2000 لكنه تخلى عنها بعد أن تورط شخصان كان قد عينهما في أثناء وجودهما في وزارة المالية في فضيحة مالية بشأن شراء عقارات.
أصبح رئيسًا للبرلمان الأوروبي في يوليو/تموز 2004، وتولى هذا المنصب حتى يناير/كانون الثاني 2007.
عاد إلى مجلس وزراء إسبانيا في يونيو/حزيران 2018، حيث جرى تعيينه وزيرًا للشؤون الخارجية في حكومة بيدرو سانشيز.
في يوليو/تموز 2019، رشحه المجلس الأوروبي لمنصب الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية قبل أن يتقلد المنصب رسميا في سبتمبر/أيلول من العام ذاته.
الأمر الذي لا يخلو من السخرية أن بوريل الذي يمثل الاتحاد الأوروبي في العالم كمفوض للشؤون الخارجية، ليس بمقدوره أن يزور مسقط رأسه في كتالونيا.
بوريل مدافع قوي عن وحدة إسبانيا، وهو ما يجعل الانفصاليين الكتالونيين يعتبرونه خائنا حيث تزايدت مشاعر الكراهية الكبيرة ضده، حسبما اشتكى بوريل في تصريحات سابقة لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ".
وظيفة بوريل في الاتحاد الأوروبي
يشغل بوريل حاليا وظيفة الممثل السامي للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية داخل الاتحاد الأوروبي.
ويركز دوره على الحفاظ على السياسة الخارجية والأمنية المشتركة والتي تسعى إلى "الحفاظ على السلام والحفاظ على الأمن الدولي".
وتأسس المنصب بموجب "معاهدة أمستردام" تحت مسمى الممثل السامي للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة.
وكان أول من تقلده الفيزيائي والأستاذ الجامعي خافيير سولانا لمدة 10 سنوات إلى أن توسع نطاق المنصب بعد معاهدة لشبونة وتسلم مقعدًا في المفوضية الأوروبية ومنصب رئيس مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.
ردود الفعل الغاضبة على بوريل
استنكرت دولة الإمارات، الإثنين، التصريحات الأخيرة التي أدلى بها بوريل، مؤكدة أنها "تساهم في تفاقم التعصب والتمييز على المستوى العالمي".
وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان، عن رفضها للتصريحات، لافتة إلى أن "أي تصريحات من هذا النوع غير مناسبة وتتسم بالعنصرية".
واستدعت الوزارة إيميل بولسن، القائمة بأعمال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى دولة الإمارات، حيث طُلب من مكتب الممثل الأعلى تقديم تفسير مكتوب بشأن تصريحات بوريل المؤذية والعنصرية.
وبحسب البيان "تعتبر تعليقات بوريل مخيبة للآمال، وتأتي في وقت تدرك فيه جميع الأطراف أهمية احترام الأديان والثقافات والمجموعات العرقية الأخرى، فضلاً عن قيم مثل التعددية والتعايش والتسامح".
بدورها، ردت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، على بوريل قائلة: "أوروبا أنشأت تلك الحديقة من خلال النهب البربري للغابة".
وأضافت: "فلسفتهم في الفصل والتفوق أصبحت هي الفكرة الأساسية للفاشية والنازية، وكلتا الحربين العالميتين في القرن العشرين كانت ناجمة عن طموح ألمانيا لاستعادة العدالة وإعادة تقسيم مستعمرات أوروبا التي فشلت تلك الدولة في انتزاعها لنفسها".
كما أثار تصريح بوريل حالة سخط واسعة لدى عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.