قطر تسعى لاختراق مشبوه لمفاوضات السودان بمبعوث سري لجوبا
بعض قيادات حركات الكفاح المسلح رفضوا لقاء مبعوث قطري، لرفضهم محاولة التدخل القطري المريب في الشأن السوداني ومفاوضات السلام.
كشفت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية"، عن رفض بعض حركات الكفاح المسلح في السودان لقاء مبعوث خاص لوزير الخارجية القطري، يدعى مطلق القحطاني، يصل جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان، السبت، في زيارة سرية تعد الثانية.
وأفادت المصادر بأن المبعوث الذي وصل جوبا التي تقوم بدور الوساطة في مفاوضات السودان، كان سيلتقي توت قلواك، رئيس الوساطة مستشار رئيس جنوب السودان سلفا كير للشؤون الأمنية، ويلتقي أيضا نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وأوضحت أن أعضاء بالوفد الحكومي وبعض قيادات حركات الكفاح المسلح رفضوا لقاء المبعوث القطري، بالإضافة لرفض محاولة التدخل القطري المريب في الشأن السوداني ومفاوضات السلام.
وتسعى قطر في تحرك مشبوه لاختراق مفاوضات السودان في ثوب "جهود دبلوماسية" بين أطراف العملية التفاوضية من الفرقاء السودانيين، الأمر الذي يرفضه وفد الحكومة الانتقالية وقيادات من الجبهة الثورية، حسب المصادر ذاتها.
وأعلنت الوساطة بين الفرقاء عن توقيع اتفاق سلام بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح في الثامن والعشرين من أغسطس/آب الجاري.
ويعول السودانيون على توقيع اتفاق سلام شامل ينهي عقودا من الحروب الداخلية، ويشكل ذلك أحد المطالب الرئيسية لثورة ديسمبر/كانون الأول التي أسقطت نظام الرئيس الإخواني المعزول عمر البشير في أبريل/نيسان 2019.
وكان توقيع القوى السياسية في السودان على الوثيقة الدستورية مع المجلس العسكري، تسبب في إحباط مخطط الدوحة لجر السودان إلى حالة من الفوضى لإعادة إنتاج نظام الإخوان، بعد سقوط الرئيس المخلوع عمر البشير، الأمر الذي دفع نظام الحمدين إلى اللجوء للجزيرة الذراع الإعلامي للدوحة والتي قامت عبرها بمهاجمة قرارات المجلس العسكري، وتنفيذ أجندة الدوحة المشبوهة.
ويرى متابعون للشأن السوداني، أن قطر تمكنت من التغلغل بالسودان في عهد الرئيس المعزول، الذي فتح لها أبواب البلاد مشرعة لتتحرك بحرية، وهي تدعي زورا رعاية سلام دارفور، وبلغ بها الحال أن جعلت من السودان نقطة انطلاق بالتنسيق مع الجانب التركي لدعم العناصر الإرهابية في ليبيا.
ووقعت الأطراف السودانية في سبتمبر/أيلول الماضي على وثيقة "إعلان جوبا" لقضايا ما قبل التفاوض،شملت وقف إطلاق النار والقضايا الإنسانية والتعويضات، لكن بموجب هذا التمديد تسعى الأطراف إلى الوصول لسلام ينهي هذا الصراع.