تقرير.. نقطة سوداء تحولت إلى لحظة فارقة في تاريخ يوفنتوس
في مثل هذا اليوم رسم كريستيانو رونالدو لوحة فنية كانت بمثابة نقطة سوداء تحولت إلى لحظة فارقة في تاريخ يوفنتوس.. طالع التفاصيل
في مثل هذا اليوم 3 أبريل/نيسان من العام الماضي، رسم البرتغالي كريستيانو رونالدو لوحة فنية في قلب ملعب "أليانز"، معقل يوفنتوس الإيطالي، بهدف من مقصية رائعة سكنت شباك الحارس جيانلويجي بوفون، ليقود فريقه السابق ريال مدريد الإسباني، للفوز بنتيجة 3-0.
واستضاف اليوفي حينها الفريق الملكي على ملعب أليانز، في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، لينجح الريال في العودة بفوز ثمين بثلاثية دون مقابل، لعب خلالها رونالدو دور البطولة.
وباغت الهداف التاريخي للنادي الملكي أصحاب الأرض بهدف مبكر بعد مرور 3 دقائق فقط على بداية المباراة، قبل أن تمر 61 دقيقة على اللحظة الفارقة.
الهدف المنشود
على مدار مسيرة رونالدو، حاول اللاعب البرتغالي تسجيل العديد من الأهداف بمقصيات بطرق مختلفة، سواء مع منتخب بلاده أو الريال، لكن محاولاته باءت بالفشل.
واستطاع رونالدو تسجيل أكثر من هدف بمقصيات مختلفة، لكن صادفه سوء حظ غريب، بإلغاء كافة الأهداف التي سُجلت بتلك الطريقة، فضلا عن قيام بعض الحراس بالتصدي لمحاولاته ببسالة.
وتمكن رونالدو من الاقتراب من هدفه المنشود منذ سنوات، بعدما سجل أهدافا من ضربات مزدوجة مع المنتخب البرتغالي، لكنه فشل في تكرار هذه اللمحات بمعانقة الشباك بذات الطريقة مع مانشستر يونايتد أو ريال مدريد.
وفي مطلع أبريل/نيسان من العام الماضي، حقق رونالدو مبتغاه بأجمل نهاية ممكنة لمسلسل المحاولات الفاشلة في شباك بوفون، الذي يضعه الكثيرون على رأس قائمة أفضل حراس العالم على مدار التاريخ.
وبدأ الهدف بتمريرة طولية من البرازيلي مارسيلو نحو رونالدو، لكن الكرة طالت، لتصل إلى جيورجيو كيليني الذي حاول السيطرة على الكرة، ليقاطع طريق بوفون، الذي خرج من مرماه.
واستغل رونالدو سوء تفاهم ثنائي اليوفي، بالضغط على كيليني واستخلاص الكرة التي طالت من مدافع "البيانكونيري"، ليقرر البرتغالي الانتظار للحظات قبل التمرير للقادم من الخلف، لوكاس فاسكيز.
وقابل لوكاس فاسكيز الكرة بتسديدة يسارية مباشرة، أبعدها بوفون العائد لتوه إلى مرماه بعد الخروج الخاطئ، لتذهب الكرة إلى داني كارباخال، الذي انطلق وأرسل عرضية داخل منطقة الجزاء، ليظهر رونالدو فجأة ويطلق العنان لنفسه للقفز عاليا في الهواء، ليضرب الكرة بمقصية خيالية.
ضربة رونالدو المزدوجة أثارت دهشة بوفون وزميله أندريا بارزالي، الذي عبر لحظة الهدف عن دهشته بإشاحة الكرة بيده، وكأنه يقول لنفسه "ماذا أفعل حيال ذلك؟!".
وبعد السقوط أرضا عند رؤية غزو الكرة لشباك بوفون، نهض رونالدو للاحتفال بالهدف الذي طمح لتسجيله لسنوات طوال، ليذهب صوب مدرجات جماهير اليوفي، مستعرضا نفسه.
احتفال رونالدو صاحبه تصرف فاجأ كل من في الملعب أولهم رونالدو نفسه، بعدما وقف مشجعو اليوفي لتحية أسطورة مدريد بتصفيق حار، أحرج اللاعب بعد احتفاله.
اعتذار فوري
سرعان ما أدرك رونالدو خطأه بالاحتفال بتلك الطريقة أمام الجماهير التي قابلت غروره الظاهر بتحية حارة، رغم تألمها من الهدف الذي استقبله فريقها.
اللاعب الدولي البرتغالي رفع يديه معتذرا عن الهدف والاحتفال الذي تلاه، لينحني قليلا في إشارة لإبداء الندم وتوجيه فائق الاحترام للجماهير التي قابلت لوحته الفنية بتحية مفاجئة، تُخلد ضمن أعظم لحظات ليالي الأبطال.
وخرج رونالدو بعد المباراة ليوجه رسالة شكر لجماهير "السيدة العجوز"، مؤكدا أنه عاش لحظة لم يسبق له التعرض لها طوال مسيرته، بأن يصفق له جمهور المنافس لحظة تسجيل هدف.
لحظة فارقة
ورغم الطعنة التي تلقتها جماهير "البيانكونيري" من أقدام رونالدو، فإنها كانت نقطة تحول تاريخية للنادي الإيطالي بعد 3 أشهر من السقوط على يد رفاق رونالدو.
وتسببت لحظة الاحترام والتقدير من جماهير اليوفي تجاه رونالدو، في مداعبة رأس البرتغالي بفكرة مجنونة، تقضي بإنهاء مسيرته مع النادي الملكي بعد 9 سنوات كاملة، للتحول إلى "بيانكونيري" في لمح البصر.
وربما لعبت هذه اللحظة دورا رئيسيا في تفكير رونالدو جديا بالرحيل صوب تورينو، بعدما وجد التقدير من جماهير أحد المنافسين، مقابل ما يلقاه من صافرات استهجان، يطلقها مشجعو الريال داخل ملعب "سانتياجو برنابيو" بين حين وآخر.
وبالفعل، تحرك النادي الإيطالي لتلبية رغبته في التحول إلى صفوف اليوفي، بعدما بعث اللاعب برسالة رسمية إلى مسؤولي "السيدة العجوز" عبر وكيله خورخي مينديز، لتبدأ المحادثات بين الناديين حول الصفقة التاريخية.
وفي صيف 2018، طار أندريا أنييلي رئيس يوفنتوس إلى اليونان، حيث يقضي رونالدو عطلته الصيفية، للاتفاق بشكل نهائي مع اللاعب، قبل أن يعلن ريال مدريد في بيان رسمي عن موافقته على طلب الرحيل الذي تقدم به اللاعب لينضم إلى اليوفي مقابل 100 مليون يورو في صفقة هي الأغلى في تاريخ "السيدة العجوز".
ومرت الأشهر، وبدأ رونالدو رحلته في تورينو بقميص يوفنتوس، ليتألق على مستوى الدوري الإيطالي بتسجيل 19 هدفا، فضلا عن قيادته للفوز بكأس السوبر المحلي على حساب ميلان.
ومهد رونالدو طريق اليوفي نحو ربع نهائي دوري الأبطال، بعودة تاريخية على حساب أتلتيكو مدريد الإسباني، بتسجيله ثلاثية بمفرده، لتبدأ رحلة الأحلام نحو اللقب الغائب منذ عام 1996.