بالصور.. الأفغان يواجهون شح الماء في كابول بطريقتهم الخاصة
غياب أنظمة التنقية والتسرب من قنوات الصرف الصحي في كابول يؤدي إلى حالات إسهال وأمراض بين من لا يغلون الماء قبل شربه
تعاني العاصمة الأفغانية كابول من شح الأمطار في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى نضوب في المياه، ولم تعد الآبار القديمة كافية، وصار السكان يحفرون آباراً أعمق.
والطلب على المياه في كابول آخذ بالازدياد، لا سيما مع ارتفاع عدد السكان من مليونين في الثمانينيات إلى 5 ملايين حالياً، خصوصاً مع وفود أعداد كبيرة من النازحين من مناطق الاضطرابات والفقر المدقع، وتشير تقديرات إلى أن العدد قد يبلغ 8 ملايين مع حلول عام 2050.
وتتّصل أحياء قليلة من كابول بشبكة مياه الشرب العامة، أما سكان باقي الأحياء فيتعين عليهم أن يؤمّنوا حاجتهم بأنفسهم، فيحفرون الآبار ويتشاركونها فيما بينهم.
ويواجه مستخدمو المياه الجوفية مشكلة، فما نسبته 70% منه غير صالح للشرب، بحسب الوكالة الوطنية لحماية البيئة.
ويؤدي غياب أنظمة التنقية والتسرب من قنوات الصرف الصحي إلى حالات إسهال وأمراض بين من لا يغلون الماء قبل شربه، لذا نشأت مشاريع لتعزيز الشبكة العامة، وحملات لحض السكان على عدم الإسراف في استخدام الماء.
ومن هذه الحملات إعلانات سريعة تظهر على المحطات التلفزيونية، ودعوات لأئمة مساجد في خطب الجمعة لعدم هدر الماء، بحسب ما يقول ملا عبدالرؤوف، العضو في مجلس العلماء، أعلى سلطة دينية في البلد.
وأظهرت دراسة أعدت قبل مشروع عام لإعادة تغذية الطبقة الجوفية في كابول أن المخزون الجوفي انحسر في بعض المناطق 40 متراً في السنوات الماضية.
وتقول الشركة العامة لتوزيع المياه إن "وتيرة سحب الماء الجوفي أسرع من وتيرة تغذيتها من المطر، بسبب انحسار كمية المطر وارتفاع الطلب مع النمو السكاني".
وتوضح الشركة: "يُستخرج في كل عام 80 مليون متر مكعب من الماء، فيما وتيرة التغذية الطبيعية لا تزيد على 44 مليون متر مكعب"، ولا تلبي الشركة سوى حاجة 68 ألفاً من السكان في العاصمة، ويأتي الماء من الأحواض الواقعة في محيط المدينة.
وفي ظل التوقعات بأن يزداد الجفاف، تبحث السلطات عن طرق لتغذية المياه الجوفية اصطناعياً.
ومن الحلول المقترحة إنشاء أحواض كبيرة لتخزين مياه المطر، ثم يتسرب منه الماء إلى تحت الأرض، وكذلك هناك اقتراح بإنشاء سد في جوار المدينة، لكن ذلك سيكون مكلفاً ويتطلب الكثير من المال، وإلى حين تنفيذ أي من هذه المشاريع، يرفع سكان كابول أكف الضراعة إلى السماء، على أمل هطول ما يكفي من مطر وثلج لتأمين حاجاتهم.
ويقول محمد أمان، وهو يشرف على حفر بئر "لقد انخفض المستوى لحد صار من الضروري معه بلوغ مستويات أعمق من مائة متر إلى 120".
ويذكر محمد نذير، خمسين عاماً، أنه ينزل كل يوم إلى مسجد مجاور ليملأ ماء الشرب منه، ويقول: "الصنابير لا جدوى منها، لا يصل الماء إلينا.. هذه السنة هي الأسوأ على الإطلاق".
aXA6IDMuMTM1LjIxOS4xNTMg
جزيرة ام اند امز