"الكاكابو" البدين.. ببغاء الليل الحزين أسير بقفص المناخ
ببغاء الكاكابو، ذلك الطائر الليلي صاحب الريش الأخضر الناعم، على حافة الانقراض، فما قصة الطائر الأكثر بدانة في العالم؟
منذ ما يقرب من 7 قرون، وصل البولينيزيون الأوائل إلى نيوزيلندا، ووجدوا ببغاء ريشه ناعم، ووزنه معقول، تصلح لحومه للأكل وصنع العباءات الناعمة من ريشه؛ فكان من ضمن الفرائس المُفضلة لديهم. ولم يكن الكاكابو الغذاء المفضل للبولينيزون فقط، بل للفئران والكلاب التي أتت معهم أيضًا؛ ما قلل أعداد الببغاء وصار وجوده محدودًا في بعض الأماكن بوسط وجنوب نيوزيلندا وقت وصول المستوطنين الأوروبيين.
بعد ذلك بعدة قرون، وتحديدًا في أثناء القرن التاسع عشر، وقتها زاد الخطر على الببغاء، وضاعت الكثير من الموائل؛ نتيجة إزالة الغابات، وإدخال بعض الحيوانات مع المستوطنون الجُدد، وجاء التغير المناخي؛ فصار الكاكابو في مأزق.
ما الذي يجعل ببغاء الكاكابو على وشك الانقراض؟
تأثر الكاكابو منذ القدم بسبب كثرة المفترسات حوله، ما جعل العلماء في نيوزيلندا يسعون لاستعادة الببغاء عبر برامج تربية مُراقبة من العلماء، لكن اتضح أنّ للتغيرات المناخية دور إضافي، وإن كان غير مباشر، وتتضح المخاطر المُحدقة ببغاء الكاكابو مما يلي:
كثرة الافتراس
تطور ببغاء الكاكابو على سطح جزيرة نيوزيلندا، ولم تكن وقتها عامرة بالكائنات المفترسة التي تهدد بقاءه؛ فلم تكن لديه حاجة إلى الطيران، وأصبح من الطيور غير الطائرة.
وصار يقضي وقته على الأرض، ما جعله فريسة سهلة بين مخالب المفترسين الغزاة، الذين جاءوا مع المستعمرين من البشر.
تنافس على أشده
جاء المستوطنون الجُدد إلى نيوزيلندا مع حيوانات جديدة، مثل: البوسوم والغزلان التي تنافس الكاكابو على غذائه المتاح له على الجزيرة.
التغير المناخي
تُواجه نيوزيلندا تغيرات في درجات الحرارة، وهذا بالطبع يُمثل تهديدًا على ببغاء الكاكابو؛ فقد يتعرض لفقدان موائله والإصابة بالأمراض والطفيليات؛ بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط هطول المطر.
جهود الاستعادة
وفقًا لـ«متحف التاريخ الطبيعي»؛ قلّت أعداد ببغاء الكاكابو إلى 51 طائرًا فقط بحلول العام 1995، ما زاد الجهود المبذولة وقتها؛ لاستعادة الكاكابو عبر «برنامج استعادة الكاكابو»، وذلك باتباع عدة استراتيجيات، من ضمنها:
- تتبع ومراقبة: يُوضع لكل ببغاء من المتبقيين على سطح الجزيرة جهاز إرسال ذكي؛ لمراقبة وتتبع سلوكيات الببغاء، ثم تُرسل هذه البيانات إلى المتخصصين بعد جمعها من محطات التتبع.
- التغذية: يُقدم الطعام جاهزًا إلى ببغاء الكاكابو في العش خلال فصلي الربيع والصيف.
- التربية والإعادة: من ضمن الاستراتيجيات الفعّالة، تربية ببغاء الكاكابو في بيئة خاصة مماثلة لبيئته الأصلية، وعندما يكبر، يتم إطلاقه إلى بيئته الأصلية مرة أخرى.
ببغاء الكاكابو من الطيور الواقعة بين مخالب الانقراض؛ لأسباب عديدة -كما ذكرنا- ربما يحتاج إلى جزيرة نائية، فيها متطلباته، ولا يوجد فوقها منافسون محتملون أو مفترسات، كل ما يحتاجه هذا الطائر بيئة تُشبه بيئته الأصلية؛ فهو غير قادر على الطيران؛ ويحتاج إلى آلاف وربما ملايين السنين حتى يُطور قدراته على الطيران والهروب من مفترسيه، حتى إن وجد الجزيرة، هل يُفلت من مخالب التغير المناخي؟
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4yNTIg جزيرة ام اند امز