أول فريق فلسطيني للكاراتيه من ذوي الاحتياجات الخاصة.. الإرادة تنتصر
أول فريق فلسطيني للكاراتيه من ذوي الاحتياجات الخاصة يستعد للمشاركة في البطولة العربية بالقاهرة نهاية شهر سبتمبر/أيلول الجاري.
بعزيمة قوية، يستعرضون على كراسيهم المتنقلة مهاراتهم العالية في فنون لعبة الكاراتيه التي بدأوا تدريباتها المكثفة منذ نحو شهرين؛ في عملية تحدٍ وهدفهم وضع اسم فلسطين على منصة التتويج في المسابقات العالمية.
11 فارسا وفارسة فقدوا أحد أعضاء جسدهم، ولكنهم لم يفقدوا الإرادة والإيمان بالقدرة على تحقيق الإنجاز، عشقوا فلسطين وضحّوا من أجلها وما زالوا على الدرب، وأعينهم في القريب ترنو لتحقيق إنجاز في البطولة العربية الأولى لذوي الاحتياجات الخاصة في القاهرة نهاية شهر سبتمبر/أيلول الجاري.
مواهب متعددة
محمد طوطح أحد اللاعبين، بُترت ساقه اليمنى من أعلى الركبة خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2008، لم يستسلم لإعاقته، فواصل لعب كرة السلة ولكن هذه المرة على كرسيه المتحرك، قبل أن يخوض غمار لعبة الكاراتيه ويتميز فيها ويحرز حزام "دان" أسود.
يُبدي طوطح في حديثه لـ"العين الإخبارية" ثقة كبيرة بقدرته على الإنجاز وانتزاع إحدى الميداليات في بطولة الكاراتيه المقبلة بمصر، مشيرا إلى أنه يستعد هو وثلاثة آخرين من الفريق؛ هم عبير الهركلي، وفاطمة الحالولي ومؤمن البيطار، لتمثيل فلسطين.
وقال: "ننتظر تسهيل سفرنا خلال اليومين القادمين، وسنعود بإحدى الميداليات الذهبية أو الفضية، عبر أول مشاركة لأول فريق كاراتيه لذوي الهمم"، مضيفا: "إرادتنا قوية، فقدت ساقي، ولكن لم أفقد إرادتي ولا إيماني، لذلك يمكن أن نصنع شيئا يليق بفلسطين".
طوطح متعدد المواهب، فإلى جانب الكاراتيه والسلة، يهوى الرسم والنحت على شاطئ البحر.
ويُعد فريق الكاراتيه هو الأول من نوعه لذوي الاحتياجات الخاصة في فلسطين، والذين يقدر عددهم 27 ألفا في قطاع غزة.
صاحبة الفكرة
وتفخر اللاعبة عبير الهركلي "25 عاما"، التي تعاني من إعاقة حركية في القدمين وجزئية في اليدين، بأنها أول من فكر في هذه اللعبة منذ مدة.
قالت الهركلي لـ"العين الإخبارية" إنها طرحت الفكرة على نادي السلام الرياضي فرحبوا بها، لتبدأ رحلة تأسيس أول فريق كاراتيه لذوي الاحتياجات الخاصة في فلسطين.
الهركلي، التي عانت منذ ولادتها من إعاقة حركية، تشعر بسعادة غامرة وهي ترتدي البدلة الرياضية البيضاء والحزام الذي حصلت عليه بعد مشقة من التدريبات، وتؤدي العروض المميزة التي تعكس مهاراتها.
وأضافت: "لا استسلام مع الإرادة، العجز هو في الإرادة فقط، يمكن أن ننجح ونجحنا وسنعود بالميداليات إن شاء الله"، مشيرة إلى أنها لعبت في السابق كرة السلة واليوم تخوض غمار هذه التجربة المثيرة.
وتأمل عبير وباقي زملائها في أن يجدوا من يدعم طموحهم ويوفر لهم الإمكانات التي تساعدهم على الصعود لمنصات التتويج.
وذكرت أن الفريق كثّف تدريباته منذ تسجيله للمشاركة في دورة مصر، كما أنها اختارت خوض غمار تدريب موازٍ عبر تتبع هذه الرياضة عبر المقاطع المتلفزة على يوتيوب.
فخر وإصرار
ويُعرب حسن الراعي، مدرب الفريق، عن سعادته وهو يتابع تدريباته مع اللاعبين، في هذه التجربة الثانية له بعد أن درب في السابق فريق المكفوفين عام 2016.
وقال الراعي لـ"العين الإخبارية" إنه فخور بتدريب أول فريق على مستوى فلسطين، لذوي الاحتياجات الخاصة، آملا في أن يحقق الفريق إنجازا مثل فريق المكفوفين الذي حصل باسم فلسطين على المرتبة الثالثة دوليا في بطولة الكويت.
وترتبط رياضة الكاراتيه لذوي الاحتياجات الخاصة بحركة الكرسي والأيدي، بدلا من الأقدام التي يستخدمها الأسوياء.
وأوضح الراعي أن رياضة الكاراتيه لذوي الاحتياجات الخاصة دخلت الأولمبياد العالمية وأول مشاركة ستكون في طوكيو عام 2020، ولذلك من أملهم تأهيل فريق فلسطيني يخوض هذه التجربة.
وشدد على أن اللاعبين يستحقون الدعم والإسناد، فهم أصحاب همم، وبعضهم فقد أطرافه في نضاله من أجل فلسطين واليوم يسعى لرفع اسمها في البطولات العربية والدولية.
وأشار إلى أن الفريق يتدرب دون وجود راعٍ رسمي، وهذا يعني أن المعوقات كثيرة خاصة مع نقص الإمكانات، مؤكدا أن الفريق يستعد لبطولة مصر ويأمل في أن يحقق إنجازات مهمة.