كازاخستان.. مخاوف من تصاعد العنف ودعوات لـ"حل سلمي"
تتسارع الدعوات الدولية لضرورة "الامتناع عن العنف" والبحث عن "حل سلمي" إثر اضطرابات أعقبت أياما من التظاهرات والاحتجاجات في كازاخستان.
ومع استمرار الاشتباكات والاحتجاجات، الخميس، أعلنت السلطات عن اعتقال المئات وإطلاق النار في مدينة ألماني.
ونقلت وسائل إعلام محلية في كازاخستان عن السلطات قولها إنه جرى إلقاء القبض على نحو ألفي شخص حتى الآن في الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مدينة ألماتي.
وبحسب التقارير الإعلامية الكازاخستانية فإن عدد المعتقلين بألماتي في تزايد، وأخلت قوات الأمن ميدان ألماتي من المتظاهرين.
وضمن المساعي الدولية لتهدئة الأوضاع في الدولة التي كانت ضمن جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى إيجاد حلّ سلمي للوضع المضطرب في كازاخستان واحترام حرية الإعلام، في اتصال مع نظيره الكازاخستاني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، إن بلينكن "شدد على دعم الولايات المتحدة الكامل للمؤسسات الدستورية في كازاخستان وحرية الإعلام ودافع عن حلّ سلمي للأزمة يحترم حقوق الإنسان".
حل سلمي
كما حثّت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه كلّ الأطراف في كازاخستان على "الامتناع عن العنف" والبحث عن "حل سلمي".
وقالت باشليه في بيان، "من حقّ الناس التظاهر سلميا والتعبير بحرية، وفي الوقت نفسه، يجب على المتظاهرين عدم اللجوء إلى العنف ضد الآخرين بغض النظر عن غضبهم أو استيائهم"، ودعت للإفراج عن المحتجزين على خلفية ممارسة حقهم في التظاهر السلميّ.
وأشارت إلى أن القوة لا يمكن استخدامها إلا من قبل السلطات الكازاخستانية، إذا لزم الأمر، وشرط أن تكون متناسبة، ويجب عدم استخدام الذخيرة الحية إلا كملاذ أخير ضد أفراد محددين لمواجهة تهديد وشيك بالموت أو الإصابة الخطيرة.
الاتحاد الأوروبي أدلى بدلوه أيضا، ودعا لضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة في كازاخستان، وأعرب مسؤول الشؤون الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل عن "قلقه العميق"، وشدد على ضرورة حماية حقوق المدنيين ومحذّرا من تداعيات أي تدخّل عسكري خارجي.
وقال عبر تويتر "يجب ضمان حقوق المدنيين وأمنهم. تعيد المساعدة العسكرية الخارجية ذكريات عن أوضاع ينبغي تجنّبها".
قال على تويتر "يجب ضمان حقوق المدنيين وأمنهم. تعيد المساعدة العسكرية الخارجية ذكريات عن أوضاع ينبغي تجنّبها"، لافتا إلى "القلق العميق" إزاء تطور الوضع في كازاخستان بعد إرسال "قوات حفظ سلام" من روسيا وحلفائها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
وجاء إرسال القوات بناء على طلب من رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، وستكون مهمتها "حماية المنشآت الحكومية والعسكرية" و"مساعدة قوات الأمن الكازاخستانية على استقرار الوضع واستعادة سيادة القانون".
تشهد كازاخستان التي تعد منذ فترة طويلة أكثر الدول استقرارا في آسيا الوسطى، حركة احتجاجية اندلعت في غرب البلاد الأحد بعد رفع أسعار الغاز، ووصلت الاحتجاجات إلى ألماتي العاصمة الاقتصادية وأكبر مدن البلاد حيث تحولت إلى أعمال شغب ضد السلطة.
وحصيلة أعمال العنف ثقيلة مع إعلان الشرطة مقتل "العشرات" من المتظاهرين وكشف وزارة الصحة إصابة أكثر من ألف شخص بينهم 62 إصاباتهم خطرة، وأوقف حوالي ألفي شخص في ألماتي.