حياة كريمة.. هل يستلهم الكاظمي تجربة مصر؟
قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إن "من حق المواطن أن توفر له الدولة فرصة للحياة الكريمة".
وأضاف أنه "حينما تفشل الدولة في ذلك، فمن حقه أن يعترض وأن يتظاهر، لكن بالطريقة التي تليق بالعراق وبسمعة العراق".
ويستحضر مصطلح "حياة كريمة" الذي استخدمه الكاظمي مبادرة رئاسية أطلقتها مصر برعاية رئيسها عبدالفتاح السيسي لتوفير حياة كريمة للمصريين خاصة في القرى الأكثر فقرا وهي مبادرة تتكلف حسب تقديرات مصرية أكثر من 700 مليار جنيه (قرابة 41 مليار دولار أمريكي) فهل يستلهم الكاظمي التجربة المصرية.
الكاظمي شدد على ضرورة وجود جيش قوي وتعليم رصين لتحقيق دولة قادرة على تلبية الطموح وبما يعود نفعها على الوطن والمواطن.
جاء ذلك، خلال مشاركة الكاظمي، مائدة الإفطار مع رؤساء الجامعات الحكومية والأهلية والكادر المتقدم في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وفق بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، حصلت "العين الإخبارية"، على نسخة منه.
وقال الكاظمي، مخاطباً التدريسيين، إن "التعليم مسؤولية كبيرة وأنتم تحملونها، ومواقفكم هي نبراس للعلم في العراق تنقلونها من جيل لآخر؛ كي يكون التأريخ منصفاً للجميع، وتجاه ما قمتم به في الظروف الصعبة".
وأضاف الكاظمي، أن "المطلوب من الجميع صناعة الفرصة والعمل على بناء الإنسان، وتحقيق قضايا مهمة على رأسها التعليم، فإن نهضة الدولة تحتاج إلى التعليم، ونهضة الاقتصاد تحتاج إلى التعليم"، مردفاً بالقول: "القضايا الأربع التي نرتكز عليها هي: الأمن، والقانون، والتعليم والصحة، ومقومات نجاحها موجودة".
وتابع: أن "في العراق بنيت أول مكتبة في التاريخ، وأول جامعة، فمن غير المعقول أن يكون ماضينا أفضل من حاضرنا، وهذا الأمر لا يتحمله أساتذة الجامعات بل النظام السياسي هو من يتحمل المسؤولية".
وطالب رئيس الوزراء العراقي أساتذة الجامعات بـ"تحويل العلم إلى فرصة للنجاح، والشهادة إلى فرصة لدراسة الواقع، وليس للحصول على راتب أعلى"، مشيراً إلى أن "من حق الأستاذ الجامعي أن يبحث عن حياة كريمة أفضل، لكن ليس على حساب النوعية أو على حساب العلم".
ولفت إلى أن "الدولة لا تبنى بدون تعليم، فإذا أردتم دولة يجب أن يكون هناك جيش قوي وتعليم رصين وقضاء جيد عندها سيكون العراق بألف خير".
وخلص الكاظمي إلى القول: "ما زلنا في مرحلة تأسيس النظام الديمقراطي الجديد والمشكلات الموجودة تعد طبيعية في مرحلة التأسيس؛ لذلك يجب عدم الاستسلام للقدر تحت عنوان التحديات؛ بل العمل لتحويل التحديات إلى فرص للنجاح".
ويسجل العراق تراجعاً على المستويات التعليمية والتربوية منذ سنوات جراء جملة من التحديات بينها أزمة البنى التحتية وغياب المعايير الحقيقة للنهوض بواقع المناهج التدريسية وبما يواكب التطور العالمي .
وفي مجالات أخرى، تواجه البلاد تحديات كبيرة على مستوى استتباب الأمن وبسط نفوذ الدولة جراء تهديدات الإرهاب وشيوع السلاح المنفلت وسطوة المليشيات الولائية المقربة من إيران على مراكز النفوذ والقرار السياسي.