كينيدي جونيور.. مرشح مستقل يربك سباق البيت الأبيض
أعلن روبرت إف. كينيدي جونيور اعتزامه خوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 كمرشح مستقل، فإلى أي مدى يمكنه التأثير على سباق البيت الأبيض؟
وجاء إعلان كينيدي الترشح سباق البيت الأبيض بعيدا عن الانقسامات السياسية التي تعصف بالحزبين الديمقراطي والجمهوري اللذين يسيطران على الساحة السياسية في الولايات المتحدة.
وتقول مجلة "بوليتيكو" الأمريكية إن كينيدي يمكن أن يصبح المرشح الرئاسي المستقل الأكثر خطورة، وأنه بإمكانه حصد أكبر نسبة أصوات منذ أن حصل المرشح المستقل روس بيرو على نحو 19% من أصوات الناخبين في 1992.
قلق لدى الحزبين
ولمواجهة التأثير الضخم المتوقع لكينيدي الذي يستند إلى اسم عائلته السياسية وإلى استياء الناخبين الأمريكيين من الحزبين وسياساتهما ومرشحيهما، بدأ النشطاء في الحزب الجمهوري والديمقراطي التحرك بالفعل.
وفي ظل حداثة إعلانه عن الترشح كمستقل، لا يوجد الكثير من استطلاعات الرأي التي تكشف عن موقع كينيدي في سباق ثلاثي مع كل من الرئيس الديمقراطي جو بايدن الذي يسعى إلى ولاية ثانية والرئيس السابق والمرشح الجمهوري الأبرز، دونالد ترامب.
لكن الأسابيع الأخيرة شهدت استطلاعين للرأي أظهرا حصول كينيدي على 14% من الأصوات عند إدراجه كخيار ثالث مع بايدن وترامب.
ومع الاحتدام المبكر للسباق الانتخابي، يشعر كلا الحزبين بالقلق إزاء الطريقة التي قد يتمكن بها كينيدي من السحب من أرصدتهما لدى الناخبين.
ووصف حلفاء الرئيس بايدن ترشح كينيدي بـ"الخطير"، فيما بدأت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري في تسليط الضوء على مواقف الرجل السياسية الليبرالية للقضاء على أي دعم له من قبل اليمين المحافظ.
حملة ذات مصداقية
ومن المحتمل أن يكون لدى كينيدي الموارد المالية اللازمة لشن حملة ذات مصداقية كما أنه يحظى بدعم واحدة من أهم لجان العمل السياسي وهي لجنة "القيم الأمريكية 2024" التي يتم تمويلها في الغالب من قبل المحافظ تيموثي ميلون والملياردير جافين دي بيكر.
واعتبارا من نهاية يونيو/حزيران الماضي كان لدى اللجنة في البنك يبلغ 9.8 مليون دولار.
ولا يزال هذا المبلغ أقل بكثير من إنفاق بايدن وترامب لكن المانحين الأثرياء لكينيدي يمكنهم فعل المزيد لسد الفجوة في الأشهر المقبلة.
استياء من مرشحي الحزبين
وباعتبارها نقطة بداية يظل بإمكان كينيدي أن يصل إلى نسبة 15% في استطلاعات الرأي التي تمثل العتبة اللازمة للمشاركة في المناظرات الرئاسية كمرشح للانتخابات وفقا للجنة المناظرات الرئاسية.
ومنذ مشاركة روس بيرو عام 1992، لم يشارك أي مرشح ثالث في أي مناظرة رئاسية، وهي أيضا المرة الأخيرة التي وصل فيها مرشح مستقل إلى نسبة من رقمين في التصويت الشعبي الوطني بحصوله (بيرو) على 19% من الأصوات.
وقد لا تكون هناك مناظرات العام المقبل بعد تعهد اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري بأن مرشحها لن يشارك في أي مناظرات تديرها اللجنة غير الحزبية.
وعادة ما يحصل المرشح الثالث في الانتخابات على أصوات أكثر عندما لا يحظى مرشحا الحزبين بشعبية كبيرة، وهو ما حدث مثلا في انتخابات 2016 مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون والرئيس الجمهوري دونالد ترامب فاختار 6% من الناخبين التصويت لمرشح حزب ثالث.
وعلى النقيض، انخفض التصويت لمرشح الحزب الثالث في 2020 حين تمحور الصراع بين ترامب وبايدن. وفي 2024 قد تكون فرص كينيدي أكبر في ظل الاستياء المتزايد من الرجلين.
دعم متساوٍ
وحتى الآن يحصل كينيدي على دعم متساو تقريبا من كلا المعسكرين وإن كان موقفه المناهض للتطعيم يمنحه مساحة أكبر للاستفادة من أصوات الجمهوريين أكثر من الديمقراطيين.
ورغم أن الديمقراطيين غير متحمسين لحملة بايدن ويتمنى الكثير منهم ألا يترشح مرة أخرى، إلا أن كينيدي لا يبدو المرشح المناسب لهم وبالتالي قد يكون ترامب الأكثر تضررا من حملة المرشح المستقل.
وفي استطلاع للرأي الأسبوع الماضي، اجتذب كينيدي 16% من الناخبين الذين صوتوا لبايدن في 2020 مقارنة ب10% من ناخبي ترامب. وبشكل عام حصل كينيدي على دعم 13% من الديمقراطيين، و9% من الجمهوريين، و23% من المستقلين.
لكن مواقف كينيدي من بعض القضايا مثل مناهضة التطعيمات لا تناسب الديمقراطيين وهو ما يجعله يتمتع بشعبية أكبر وسط الجمهوريين بحسب استطلاعات أخرى للرأي.
ففي استطلاع أجرته رويترز/إبسوس اجتذب كينيدي 9% فقط من الديمقراطيين مقابل 13% من الجمهوريين و24% من المستقلين. وقال 59% من الجمهوريين إن لديهم رأيا إيجابيا مقابل 40% فقط من الديمقراطيين.
aXA6IDE4LjIyMS42OC4xOTYg جزيرة ام اند امز