مهمة شائكة لـ"جون كيري" في بكين.. ما هي؟
المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري يتوجه إلى الصين لاستئناف المفاوضات المتوقفة بشأن الاحتباس الحراري بين البلدين بعد توقف دام عاما.
وهو ملف حاسم بالنسبة إلى بلدين هما الملوثان الرئيسيان على الكوكب.
ويزور المسؤول الكبير الصين للمرة الثالثة منذ توليه منصبه، ويصل إلى بكين في وقت بدأ يظهر تأثير تغير المناخ ويترافق مع موجات حر في أجزاء كثيرة من العالم.
الصين ليست استثناء وعاصمتها تشهد درجات حرارة تقارب الـ40 درجة مئوية منذ أسابيع، وينطلق كيري في رحلته الأحد على أن يبقى في بكين حتى الأربعاء، ومن المقرر أن يلتقي نظيره شيه تشن هوا في العاصمة الصينية.
- مؤتمر ميونخ.. جون كيري: نستطيع الفوز بمعركة المناخ ونعرف ما علينا فعله
- جون كيري لـ"العين الإخبارية": متفائل بـ"COP28" وأتطلع للعمل مع سلطان الجابر
منذ 1951، شهدت بكين درجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية في 11 يوماً، نصفها تقريباً حدث في الأسابيع القليلة الماضية، بما في ذلك رقم قياسي جديد لأشد أيام المدينة حرارة في يونيو/حزيران.
وفي الولايات المتحدة تتضخم أيضاً موجة الحر الشديدة، حيث ترتفع درجات الحرارة في الجنوب الغربي لتصل إلى 49 درجة مئوية.
إنها مشكلة عالمية، حيث تم تسجيل أكثر أيام الكوكب حرارة على الإطلاق لأربعة أيام متتالية في وقت سابق من هذا الشهر.
ونقلت سي إن إن عن لي شو، كبير مستشاري السياسة العالمية في منظمة السلام الأخضر بالصين، قوله: "إذا كان هناك أي شيء فهذا هو الوضع الذي يجب أن يعيد الصين والولايات المتحدة إلى نفس الصفحة".
وتابع لي شو: "بغض النظر عن الاختلافات السياسية أصبحت تأثيرات تغير المناخ الآن تجربة مشتركة لكلا البلدين، لم تعد أزمة افتراضية أو تحدياً تحليلياً، ولكنها حقيقة حية يمكن الشعور بها من خلال الجلد".
في الأشهر الأخيرة تتوالى الزيارات الأمريكية إلى الصين، إذ زارها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في يونيو/حزيران قبل زيارة وزيرة الخزانة جانيت يلين أوائل يوليو/تموز.
وأول قوتين عالميتين هما الملوثان الرئيسيان للكوكب، ولم يُجر البلدان محادثات بشأن المناخ منذ نحو عام، ففي أغسطس/آب الماضي علّقت بكين المناقشات حول هذا الموضوع احتجاجا على زيارة لتايوان أجرتها رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي.
يقول الخبراء إن موجات الحر الشديدة تسلط الضوء على الضرورة الملحة لاستئناف التعاون بين الولايات المتحدة والصين، حيث إن أزمة المناخ التي تتكشف لن تنتظر البلدين لإصلاح علاقاتهما أولاً.
ويبدو أن الأجواء مواتية لاستئناف النقاشات بعد أشهر من التوتر، يتمتع وزير الخارجية الأسبق جون كيري بعلاقة ودية إلى حد ما وغير منقطعة مع الصين، وهو يشغل حاليا منصبا مهما لأن إدارة بايدن تعتبر أن المناخ هو أحد المجالات التي يمكن أن تتعاون فيها القوتان المتنافستان بشدة.
وقال لي "إن تعليق محادثات المناخ يمثل سابقة سيئة للغاية". يجب ألا تقف التوترات في العلاقات الثنائية في طريق مناقشات المناخ، هناك حاجة إلى مزيد من المرونة".
وقد سافر كيري، 79 عاماً، إلى الصين مرتين منذ تعيينه مبعوثاً خاصاً للرئيس الأمريكي جو بايدن للمناخ، زار شنغهاي في أبريل/نيسان 2021 وتيانجين بعد خمسة أشهر، وسط قيود الصين الصارمة الصفرية.
وسيقضي كيري هذه المرة أربعة أيام في بكين للقاء كبار المسؤولين الصينيين.
ويطمح كيري في "الدخول بحوار مع الصين حول قضية مكافحة أزمة المناخ"، حسب ما ذكرت الخارجية الأمريكية.
وقالت وزارة البيئة والإيكولوجيا الصينية إن الجانبين سيجريان "تبادلًا معمقًا لوجهات النظر حول التعاون لمواجهة تغير المناخ".
وسيناقش وزير الخارجية الأسبق خصوصا "رفع سقف الطموحات ووضع" تشريعات تتعلق بالمناخ و"العمل على إنجاح COP28" مؤتمر الأطراف للمناخ الذي سيعقد في دبي في نهاية العام الجاري.
في غضون ذلك، من المرجح أن تطلب بكين من واشنطن إزالة الرسوم الجمركية على الألواح الشمسية الصينية، وفقاً لتصريحات نقلتها "سي إن إن" عن لي شو، كبير مستشاري السياسة العالمية في منظمة السلام الأخضر بالصين. وقال "لكن فرص حدوث اختراقات ضئيلة لأن هذه القضايا سياسية للغاية".
الهدف الأكثر واقعية، وفقاً لما قاله لي، هو أن يستأنف الجانبان فريق العمل المشترك حول التعاون المناخي والتعهد بمواصلة التواصل قبل COP28 في دبي، الذي يبدأ في 30 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ووعدت الصين أكبر مسبب لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم المسؤولة عن تغير المناخ، ببلوغ ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول 2030 ثم تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060.
وأكد الرئيس شي جين بينغ أن بلاده ستقلل من استخدامها للفحم اعتباراً من 2026.
- أمن الطاقة
لكن في أبريل/نيسان، أعطت السلطات الضوء الأخضر لزيادة قدرات توليد الكهرباء بالفحم.
وترى منظمة غرينبيس أن هذا يعني أن بكين تعطي الأولوية لأمن الطاقة لديها مما يثير شكوكا بشأن تحقيق أهداف خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وقال بايفورد تسانغ، مستشار مركز أبحاث المناخ "أي 3 جي" لوكالة فرانس برس، "هناك عدد من العوامل التي تحد حاليا من مجال المناورة للمسؤولين عن تخطيط الطاقة في بكين".
ومن هذه العوامل على حد قوله النزاع في أوكرانيا الذي أحدث اضطرابا خطيرا في سوق الغاز العالمي وتراجع القدرات الكهرمائية في الصين بعد موجات الجفاف في السنوات الأخيرة.
وواجه ملايين الأشخاص في جنوب غرب الصين الصيف الماضي انقطاع التيار الكهربائي بعد أن أثرت موجات الحر على إمدادات الطاقة وأجبرت المصانع على الإغلاق.
ويفترض أن يشدد كيري خلال زيارته على ضرورة تحسين تمويل مكافحة تغير المناخ، بعد دعوات مماثلة أطلقتها جانيت يلين خلال زيارتها لبكين.
وستخضع رحلة كيري لمراقبة دقيقة في واشنطن بعد انتقادات وجهها برلمانيون جمهوريون، اتهموه باستخدام طائرة خاصة وهي وسيلة مسببة لتلوث كبير، للتوجه إلى الجانب الآخر من العالم من أجل التباحث مع خصم سياسي.
aXA6IDE4LjE4OC45MS4yMjMg جزيرة ام اند امز