كيف فقدت كنتاكي عرش وجبات الدجاج السريعة؟.. الخلطة السرية لاستعادة الصدارة
وُلد شعار كنتاكي الشهير عام 1957، عندما ملأ أحد أصحاب الامتياز صندوقا بـ١٤ قطعة دجاج، ولفائف، ومرق، فكانت الوجبةٌ التي جعلت من الشركة واحدةً من أكبر سلاسل الوجبات السريعة في أمريكا.
كما أصبحت هذه الوجبة إحدى كبرى عقبات كنتاكي مع مرور السنوات واحتدام المنافسة ضمن النوع نفسه من الوجبات.
ويشهد الدجاج المقلي ازدهارًا في قطاع الوجبات السريعة، محققًا نموًا في وقتٍ يُقلل فيه المستهلكون المُنهكون من التضخم من زياراتهم لهذه المطاعم.
كما بدأ المستهلكون في تجنب تناول الدجاج المقلي في صورة قطع من الأساس، ويتجهون بدلاً من ذلك إلى السندويشات والقطع الطرية التي جعلت من تشيك-فيل-إيه، وديفز هوت تشيكن، وريزينغ كينز من أسرع العلامات التجارية نموًا في هذا القطاع.
أحد التحديات التي تواجه مطاعم الوجبات السريعة، يتناول المستهلكون حاليًا 26% من طلباتهم من الوجبات السريعة في سياراتهم، وفقًا لشركة أبحاث السوق "سيركانا".
وقال بن ماكيلروي، وهو أب لطفلين يبلغ من العمر 36 عامًا ويقيم في ماريلاند، إنه قلل من تناول وجبات كنتاكي نظرًا لتفضيل عائلته لقطع الدجاج منزوعة العظم والسندويشات.
وأضاف ماكيلروي أن قطع الدجاج المقلية التي طالما تميزت بها كنتاكي يعتبرها الغالبية الآن "فوضى دهنية" عند الأكل.
وبحسب صحيفة وول ستريت جرونال، أحدثت شركة "يام براندز"، الشركة الأم لكنتاكي، تغييرات جذرية في صفوف الإدارة التنفيذية لسلسلة مطاعم الدجاج في الولايات المتحدة.
فهي تعمل على تجديد قائمة طعامها، بما في ذلك نسخها الخاصة من سندويشات الدجاج التي أصبحت من أساسيات مطاعم الوجبات السريعة.
وتهاجم كنتاكي منافسيها في تسويقها، كما أنها تستخف بالوضع في المطاعم، حيث تضع لافتات تحمل صورة شعارات مطاعم أخرى بشكل ساخر.
كما شهدت سلسلة مطاعم كنتاكي انخفاضًا في مبيعات فروعها في الولايات المتحدة لستة أرباع متتالية.
فبعد عقود من تربعها على عرش مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية، تحتل كنتاكي الآن المركز الرابع من حيث المبيعات، ومن المتوقع أن يتفوق عليها منافسها الجديد "وينغ ستوب" العام المقبل، وفقًا لشركة أبحاث السوق "تكنوميك".
وفي الوقت نفسه، نمت مبيعات "ريزينغ كين" في الولايات المتحدة بنسبة 32% العام الماضي مقارنةً بمستويات عام 2023، بينما زادت مبيعات "ديفز هوت تشيكن" بنسبة 57%، وفقًا لشركة "تكنوميك"، وهي جميعها سلاسل منافسة بقولة لكنتاكي.
وصرح متحدث باسم كنتاكي أن السلسلة في المراحل الأولى من عودتها إلى سوق الوجبات السريعة، وأضاف، "نحن متفائلون بشأن مسارها".

ليست معركة كنتاكي الأولى
ويعود تاريخ سلسلة مطاعم كنتاكي إلى ثلاثينيات القرن الماضي، عندما بدأ رجل الأعمال هارلاند ساندرز بتقديم دجاجه في مطعمه "ساندرز كورت آند كافيه" في كوربين، كنتاكي.
وطوّر ساندرز مزيجه من 11 نوعًا من الأعشاب والتوابل، واستخدم قدر ضغط لتحسين طريقة القلي التقليدية.
وفي النهاية، ارتدى ساندرز بدلته البيضاء المميزة، وأصبح يُلقب بـ"الكولونيل"، وهو وسام شرف يمنحه إياه حاكم ولاية كنتاكي.
وبروحه المغامر وروحه التنافسية - أطلق ساندرز النار على صاحب عمل منافس في ثلاثينيات القرن الماضي في نزاع - قرر ترخيص وصفته لمطاعم أخرى.
وافتُتح أول فرع لمطعم كنتاكي فرايد تشيكن بالقرب من مدينة سولت ليك عام 1952.
ولم يظهر دلو وجبات كنتاكي الشهير إلا بعد ذلك بوقت، ولاقى طرح دلو الدجاج بعد بضع سنوات رواجًا كبيرًا لدى العائلات التي تضم عدد كبير من الأفراد، وبحلول ستينيات القرن الماضي، أصبحت كنتاكي فرايد تشيكن واحدة من أكبر مطاعم الوجبات السريعة في الولايات المتحدة.
وظهر منافس قوي في أتلانتا، هو تشيك-فيل-إيه، التي ساعدت شطائر الدجاج المقرمشة التي تُقدمها السلسلة على التفوق على كنتاكي فرايد تشيكن في مبيعات الولايات المتحدة عام 2012، وفقًا لـ Technomic.
وقد غذّى نجاح تشيك-فيل-إيه جيلًا جديدًا من سلاسل مطاعم الدجاج، بما في ذلك ريزينج كينز وديفز هوت تشيكن، المتخصصة في شرائح الدجاج والسندويشات منزوعة العظم، وجذبت شريحة أوسع من المستهلكين الشباب.
ووسّعت شركات الوجبات السريعة الأخرى، بما في ذلك ماكدونالدز وتاكو بيل، خياراتها من الدجاج أيضًا، من الشطائر إلى قطع الدجاج الطرية والناجتس.
وانخفضت قوائم مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية لوجبات الدجاج المقلي بالعظم - وهو الطبق الأساسي لسلسلة مطاعم كنتاكي منذ فترة طويلة - بنسبة 72% خلال السنوات الأربع الماضية، وفقًا لشركة أبحاث السوق "داتا إسينشال".
وارتفعت قوائم وجبات الأجنحة منزوعة العظم والقطع الطرية والقطع الأخرى بنسبة 29%.

كيف تحاول كنتاكي العودة ؟
ولطالما طالب أصحاب امتيازات كنتاكي في الولايات المتحدة الشركة الأم وتدعى "يام"، بإنعاش علامتها التجارية.
وفي أبريل/نيسان، عيّنت شركة "يام"، كاثرين تان-جيليسبي، الرئيسة السابقة للتسويق العالمي في كنتاكي، رئيسةً لها في الولايات المتحدة.
وحددت تان-جيليسبي خطةً للعودة، تضمنت تقديم دلو دجاج مجاني للزبائن الذين يجربون كنتاكي مرة أخرى.
وصرحت تان-جيليسبي في يوليو/تموز، "لن يكون الكولونيل ساندرز المؤسس، سعيدًا بحصتنا السوقية، ونحن جادون في تذكير أمريكا بأنفسنا".
وأعادت كنتاكي هذا الشهر شطيرة "أوريجينال هوني باربيكيو"، التي طُرحت في أواخر التسعينيات، بسعر مخفّض قدره 3.99 دولار.
وقد هاجم الإعلان منافسة كنتاكي تشيك-فيل-إيه، مشيدًا في الوقت نفسه بشطيرة الفيل- إيه الخاصة بها، "أكبر من شطيرة تشيك-فيل-إيه، ومتوفرة أيام الأحد".
وأعادت العلامة التجارية أيضًا تقديم بطاطس ودجز في أغسطس/آب بعد غياب دام حوالي خمس سنوات، محققةً حوالي 80 مليون مشاهدة من خلال منشور على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتختبر كنتاكي في أماكن أخرى مفهومًا جديدًا للمطاعم يُسمى "Saucy by KFC"، بقائمة طعام تركز على الساندويتشات والمشروبات و11 صلصة مختلفة، وفي الشهر الماضي، استحوذت الشركة الأم Yum على 13 فرعًا للمطاعم وتخطط لتحويلها إلى فروع إضافية لـ "Saucy".
وانخفضت زيارات كنتاكي الشهرية بنحو 8% في الربيع مقارنة بالعام الماضي، لكنها تحسنت مؤخرًا، وفقًا لشركة Placer.ai، التي تستخدم بيانات الأجهزة المحمولة لتحليل حركة المرور.
في حين حافظت زيارات المستهلكين لمنافسيها، مثل Chick-fil-A وRaising Cane’s وBojangles، على قوتها.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODcg
جزيرة ام اند امز