"أحلام الطيور".. معرض فني يفتش عن أحلام بسيطة
لوحات المعرض تبدو وكأنها تُناطح مفردات الواقع، فقام الفنان بتخطيط عالمه الفني بخطوط غنية شبه هندسية
في معرضه الجديد "أحلام الطيور" يُفتش الفنان خالد سرور في براح الطفولة وخيالها الخصب، عن الآمال البسيطة للإنسان التي تُبددها تعقيدات الحياة.
وتبدو لوحات المعرض الذي يستضيفه جاليري الزمالك للفن بالقاهرة، وكأنها تُناطح مفردات الواقع، فقام الفنان بتخطيط عالمه الفني بخطوط غنية شبه هندسية، يجتمع بها الحضور الإنساني متمثلا في الفتيات الصغيرات.
وتتضمن عناصر الطبيعة التي تتمرد على خواصها التقليدية، فنجد الأسماك وقد غادرت أعماق البحر مُتخذة وضع التحليق الحُر في تلاقٍ مع "أحلام الطيور" التي يتخيلها الدكتور خالد سرور.
ويضم المعرض 25 لوحة، تتسرب بها حيل الخيال عبر تكوينات لونية مرحة وصريحة، ما بين تكثيف للون الأصفر والأخضر والأحمر، وكذلك درجات الأزرق الذي يصنع منه الفنان أسطح البحر والسماء في تكوين عفوي طفولي.
وتغمر هذه المساحات اللونية الحالة الشعورية للوحات التي تتحرى الأحلام في التفاصيل الصغيرة، كما فعل في تقديم رموز دلالية كالطائرة الورقية التي تتشبث بها طفلة ذات جديلتين من ضفة بعيدة، مُجتازة بها أسوارا وحواجز وصولا إلى ضفة السماء.
ويظهر تأثير التراث المحلي على مرمى بصر اللوحات، لا سيما شكل الهلال، والتشكيلات النوبية التي طرز بها الفنان فضاءاته، كالمثلثات التي تتزين بها بيوت النوبة حتى اليوم.
وتعد الزخارف من الموضوعات التي تلقى اهتماما فنيا وأكاديميا لدى مشروع الفنان خالد سرور، حتى أن عنوان رسالته للدكتوراه كان حول الوحدات الزخرفية ذات الدلالة في الحضارة المصرية القديمة كمدخل لإثراء الشعار المعاصر.
وتنزع شخصيات اللوحات الطفولية إلى العزلة أكثر من الصخب، وأحياناً الوحدة، وأحياناً يديرون ظهورهم للعالم الواقعي بتفاصيله الجافة، ويواجهون عالماً بمفرداتهم الخاصة المصنوعة من قوارب ورقية وقصاصات الأشجار والأسماك، التي يصنع بها تكوينات مُرهفة.
ويُخاطب الفنان عبر الكتلة اللونية والخطوط أصواتاً من صميم طبيعة الطيور، كالديك الماثل للصياح، في اعتناء بتفاصيله الجمالية التي تعامل معها بخطوط أقرب للتكوينات الهندسية التي تسود أغلب لوحات المعرض.
كما يتعامل "سرور" مع الوجوه بنزعة فانتازية تبتعد عن التقليدية، سواء في الحركة أو السياق المكاني الذي تدور به.
ويشغل الفنان خالد سرور، وهو من مواليد 1965، حالياً منصب رئيس قطاع الفنون التشكيلية في مصر، وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة في التربية الفنية تخصص تصميم من جامعة حلوان.
ومن أبرز معارضه "حواديت البنات"، و"أحوال"، و"الليلة الكبيرة"، وله مقتنيات خاصة في كل من مصر، الكويت، الولايات المتحدة الأمريكية، ألمانيا، إنجلترا، سويسرا.
ويواصل المعرض أعماله في نطاق زيارات محدود، الأمر الذي يعود لحالة التضييق في حركة الحياة الطبيعية الحالية بسبب إجراءات الحكومة المصرية الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، وما يصاحبها من دعوة لعدم مغادرة البيوت، ومنع التجمعات.