أن تجمع رسالة التسامح والسعادة والتربية والتعليم في خلطة واحدة، يعني أن تقوم بتصويب المقولة الخاطئة إنّ "من علّمني حرفاً كنتُ له عبداً"
برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، انعقدت في الأسبوع الثالث من الشهر الجاري، فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لجائزة خليفة التربوية تحت عنوان "استشراف مستقبل التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة".
وشارك في المؤتمر -الذي يناقش عدداً من المحاور والقضايا ذات العلاقة بهيكلة مؤسسات التعليم ورقابة الجودة والاعتماد الأكاديمي وتطوير المناهج وربط مخرجات التعليم العام بمتطلبات التعليم العالي- نخبةٌ من صانعي القرار في قطاعات التربية والتعليم، والخبراء من داخل وخارج الدولة، ويستقطب المؤتمر -الذي يتم عقده كل عامين ويتناول واحدة من القضايا الأساسية ذات العلاقة بتطوير التعليم والنهوض به- في جلساته مشاركين يمثلون 13 دولة ويناقش 35 ورقة عمل ودراسة علمية موزعة على 18 جلسة علمية.
لستُ هنا بصدد الحديث عن فعاليات المؤتمر ومُخرجاته من التوصيات المهمة والبحوث المفيدة للنهوض بقطاع التربية والتعليم واستدامة التنمية البشرية في هذا القطاع الأساسي الذي هو ركيزة مستقبل مشرق لدولتنا وشعبنا الإماراتي وشعوب المنطقة والعالم، بل إنني أريد الإشادة بهذا الملتقى التربوي الذي ينعقد بتنظيم من جائزة الشيخ خليفة التربوية؛ لما يعنيه من سعي إماراتي رائد حكومياً وشعبياً لربط مساقات الاستدامة معاً في جميع القطاعات الأصيلة والفرعية، فليس الاقتصاد وحده هو عنوان المرحلة، بل التعليم رديف للاقتصاد، وللصناعة، وللزراعة، والتربية جهداً محورياً لأجل شباب إماراتي واعٍ ومستوى تعليمي عالمي مرموق، بنكهةٍ إماراتية خالصة يستشعرها القارئ بدقة في المسيرة الإماراتية الظافرة بإذن الله، وببركة قيادتنا الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وأخيهما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
هذه النكهة الإماراتية التي تطيب لنا، ونسعى لنشرها عبر العالم رسالة حب وتسامح وفرح وخير للإنسانية جمعاء، وليس لها أن تكون كذلك، إلا من خلال إيصالها إلى أصحاب المنفعة الأولى منها، وهم فئة الأطفال والناشئة من طلبة العالم بأسره، وهم الذين بأمس الحاجة إلى نكهة مضافة ببصمة إماراتية، تتمثل بدعوة واختصاص وزارتين أصيلتين في الحكومة الإماراتية؛ هما وزارة السعادة ووزارة التسامح، وقد ترجمتهما جائزة الشيخ خليفة التربوية، عبر إدراج محاور تتخصص في بحث "مؤشرات السعادة في البيئة التعليمية، والعلاقة بين السعادة والتحصيل الأكاديمي والتنمية المهنية للهيئات الأكاديمية"، في المؤتمر الدولي الثاني للجائزة تحت عنوان "استشراف مستقبل التعليم".
فأنْ تجمع رسالة التسامح والسعادة والتربية والتعليم في خلطة واحدة، يعني أن تقوم بتصويب المقولة الخاطئة إنّ "من علّمني حرفاً كنتُ له عبداً"، بمقولة "العلمُ في الصغر كالنقش في الحجر"، فنحن بذلك نبني جيلاً واعياً بمخاطر التطرف والعنصرية، قابلاً للآخر منفتحاً عليه، عزيزاً فخوراً بهويته الوطنية وخصائص ثقافته الإماراتية العربية الإسلامية، وقبل كل ذلك، ساعياً للعلم بسعادة وشغف ينعكسان في أدائه المدرسي ومستقبله المهني، فشكراً ألف شكر لجائزة خليفة التربوية، المدرسة التربوية الإماراتية الاستثنائية، وكل الشكر للقائمين عليها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة