فجعت دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعباً ومقيمين ، والأمتين العربية والإسلامية والعالم يوم 13 مايو 2022 ، بخبر جلل هز العقول والقلوب.
إنه خبر وفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان" رحمه الله " قائد الوطن وراعي مسيرته ، وفقيد العرب والمسلمين والإنسانية الكبير .
ولا نقول في هذا المصاب الجلل إلا ما حثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف ونبينا الكريم محمد بن عبدالله ( صلى الله عليه وسلم ) أمام خسارة الأحباء بالموت "إن العين لتدمع ،وإن القلب ليحزن ، وإنا على فراقك لمحزونون يا قائدنا الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون".
رحمك الله سبحانه وتعالى يا قائدنا الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، وأسكنك فسيح جناته جزاء ما قدمته خلال حياتك المباركة من إنجازات عظيمة ومساعدات كبيرة ، أفدت بها مواطني ومقيمي الإمارات ، والعديد من الشعوب العربية والإسلامية الشقيقة والأجنبية الصديقة.
فمنذ انتخاب المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان " رحمه " رئيساً للدولة وحاكماً لإمارة أبوظبي في 3 نوفمبر عام 2004، إثر وفاة والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه " القائد المؤسس للدولة ، واصل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان" رحمه الله" إنجازاته العظيمة ومساعداته الكبيرة .
ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : على الصعيد الوطني ، قام المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان" رحمه الله"، ، وبهدف تعزيز مشاركة جميع المواطنين في صنع القرار ، بإطلاق مبادرة لتطوير السلطة التشريعية في الدولة عبر الجمع بين الانتخاب والتعيين، مما سمح باختيار نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي عبر انتخابات مباشرة من الشعب.
وقام "رحمه الله " بجولات في جميع أنحاء الإمارات لدراسة احتياجات المواطنين ، حيث أمربتطوير وتنفيذ بُنية تحتية شاملة في جميع أنحاء الدولة ، وبناء مشاريع سكنية، وطرق وأنفاق وجسور ، ومحطات كهرباء ومياه وصرف صحي ، ومؤسسات تعليمية، ومراكز خدمات صحية واجتماعية وثقافية ، وغيرها الكثير من المشاريع الجديدة والحيوية .
كما أطلق " رحمه الله " خطة إستراتيجية لحكومة الإمارات، وسياسة عليا للدولة في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار ، وذلك بهدف تحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة وضمان الرخاء والرضا والسعادة للمواطنين.
واهتم " رحمه الله " بتطوير قطاعي النفط والغاز ، وتطوير الصناعات التحويلية لتحقيق التنوع الاقتصادي في الدولة .
ورعى " رحمه الله " مبادرات قيمة عدة ،مثل: لجنة مبادرات رئيس الدولة، و صندوق معالجة الديون المتعثرة للمواطنين ، ومبادرة إحلال المساكن القديمة للمواطنين ، وجائزة الشيخ خليفة للامتياز، وجائزة خليفة التربوية، ومبادرة أبشر ، وغيرها ...
وفي عهده " رحمه الله " وصل الناتج المحلي الإجمالي للإمارات إلى 1.49 تريليون درهم عام 2021 ، وحجم التجارة الخارجية غير النفطية إلى 1.77 تريليون درهم .
وفازت الإمارات بالمركز الأول في 152 مؤشراً عالمياً في قطاعات : الحكومة ، والاقتصاد، والتعليم والصحة، والخارجية والتعاون الدولي، والتكنولوجيا المتقدمة، ورأس المال البشري، والتوازن بين الجنسين، والأمن والأمان، والبيئة والتغير المناخي، وتنمية المجتمع، والطاقة والبنية التحتية، والمالية والضرائب، والإقامة.
وعلى الصعيد الخارجي ، حرص المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان " رحمه الله " على تعزيز علاقات الإمارات مع الدول الشقيقة الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والأعضاء في جامعة الدول العربية ، و الأعضاء في رابطة العالم الإسلامي ، ومع الدول الأجنبية الصديقة الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة ، وذلك بهدف الإسهام في تحقيق الأمن والسلام والازدهار في العالم .
وأقامت الإمارات في عهده " رحمه الله " علاقات دبلوماسية متينة مع نحو 200 دولة حول العالم، حيث توجد في الإمارات حالياً نحو 110 سفارات و75 قنصلية عامة عربية وإسلامية وأجنبية.
ويعد جواز السفر الإماراتي من الأقوى عالمياً، حيث يتيح لحامله الدخول إلى 165 دولة حول العالم من دون الحاجة لتأشيرة مسبقة.
وكانت للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان" رحمه الله " أياد خير بيضاء في مساعدة الدول والشعوب المحتاجة في الوطن العربي والعالم الإسلامي والعالم ، وذلك من خلال من المساعدات الحكومية الإماراتية التي وصلت عام 2021 إلى نحو 155 دولة بإجمالي أكثر من 320 مليار درهم، أو من خلال مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية التي تعتبر ثالث أكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في الدولة، حيث وصلت مساعداتها لأكثر من 70 دولة في مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى مبادرته " رحمه الله " لتطعيم ملايين الأطفال خصوصاً في باكستان وأفغانستان ضد مرض شلل الأطفال، وغيرها الكثير من المبادرات الإنسانية الرائدة ..
وختاماً ، أصدق كلمات العزاء برحيل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان " رحمه الله " إلى سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " خير خلف لخير سلف وأشقائه أصحاب السمو الشيوخ من آل نهيان الكرام ، وإلى إخوانه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله" ، وأصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وأولياء العهود ونواب الحكام ، وشعب الإمارات والمقيمين فيها .
وكلنا ثقة بقيادة البلاد الحكيمة والحكومة الاتحادية الرشيدة بالاستمرار في مواصلة نهج المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان " رحمه الله"، وتحقيق المزيد من الإنجازات والمساعدات الجديدة على الصعد المحلية والخارجية .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة