وها نحن نشهد اليوم مواسم القطاف والحصاد، مع انطلاق وتثبيت القمر الصناعي "خليفة سات" في مداره حول الأرض.
الحلم أو الرؤيا لا يكونان حقيقةً واقعة إلا برؤية وبصيرة تصل إلى ما بعد البصر، والإنجاز لا يصبح إعجازاً إلا إذا تخطى المعقول ولامس المستحيل، وكان كاسراً لأرقام قياسية وحقائق ومعايير ثابتة، والطموح لا يكون مطواعاً إلا لأصحاب الإرادات القاهرة بحزمها وعزمها واقتدارها الذي يكسر التوازنات ويحقق الأمنيات.
نشهد ارتفاع "خليفة سات" في الغلاف الخارجي للأرض، ليعانق علمنا في يومه القريب، الثالث من نوفمبر، ويصبح رمزاً من رموز سيادتنا وكرامتنا وتوقنا إلى تحقيق المستحيل، وكيف لا ونحن "أبناء زايد" قاهر المستحيل
والحلم والإنجاز والطموح هي مفردات محورية في تاريخ قيام اتحاد إماراتنا الحبيب، بل هي الركائز الأساسية لمشروع نهضتنا وسر أسرار تميزنا بين دول العالم بكل المعاني، فبالحلم الذي حمله الآباء المؤسسون، وفي مقدّمهم المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، استطاعت القيادة الرشيدة أن تفتتح مرحلة التمكين بالإنجاز اليومي في كل الميادين، صناعةً، وزراعةً واقتصاداً وتجارةً وعمرانا، وعلوم فضاء، وبالطموح امتلكنا قصبة السبق وحققنا الريادة في اختزال الزمن واختصار المسافات بالإنجازات.
هي مسيرة البناء التي لم تكن شامخةً لولا الأسس الراسخة التي قامت عليها، بناء الإنسان قبل العمران، الإنسان المتعلّم والعالم، الممتلك للمعرفة والساعي لأفضل ما فيها، للخير لا للشر، للبناء لا للهدم، للتفوق في العطاء لا الفناء، فنحن نبحث في الطاقة النووية عن الاستخدامات السلمية لها، ونبحث في استكشاف الفضاء وعلومه عما يخدم وطننا وإنسانيتنا والبشرية جمعاء.
وها نحن نشهد اليوم مواسم القطاف والحصاد، مع انطلاق وتثبيت القمر الصناعي "خليفة سات" في مداره حول الأرض، مستعيدين المرسوم التاريخي الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في 16 يوليو 2014، بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء، تلاه فرحتنا الكبرى بإطلاق مشروع "مسبار الأمل" إلى المريخ في 6 مايو 2015، إنها المحطات التاريخية التي وقفناها لنقدّم لشعوبنا العربية أولاً ثم للعالم أجمع، نموذجاً يُحتذى في التنمية الصناعية والبشرية، في الاستدامة، في العلوم بحثاً وتطبيقاً حتى خرج منا سبعون عالماً وباحثاً ومختصاً في صناعات الفضاء وعلومه، استطاعوا أن يتكاتفوا لينجزوا أول قمر صناعي مصنوع كلياً بأيادٍ إماراتية.
نشهد ارتفاع "خليفة سات" في الغلاف الخارجي للأرض، ليعانق علمنا في يومه القريب، الثالث من نوفمبر، ويصبح رمزاً من رموز سيادتنا وكرامتنا وتوقنا إلى تحقيق المستحيل، وكيف لا ونحن أبناء زايد قاهر المستحيل، الحالم بمستقبل كان يراه ويخطه على الرمال، كأننا بهذا القمر يخط كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يخطها على صفحة الفضاء، بألوان العلم على زرقة السماء، يحفرها في ذاكرة الوطن: "عندما كنا صغاراً كنا نرى المؤسس زايد يرسم أحلامه وأمانيه على تراب الوطن، تعلمنا منه كيف نؤمن بأفكارنا ونخطط لها ونحققها بالإرادة والعزيمة".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة