إطلاق "خليفة سات" وضع الإمارات في مكانها الطبيعي ضمن القوى العشر الكبرى في عالم الفضاء ويمثل إضافة لقوة ومكانة الإمارات في العالم.
29 أكتوبر 2018، يوم سيُكتب بحروف من نور في تاريخ دولة الإمارات.. في فجر هذا اليوم كان الجميع هنا يترقب بعزة وفخر لحظة إطلاق "خليفة سات" من قاعدة مركز "تانيغاشيما" الفضائي باليابان، في لحظة امتزجت فيها الأحاسيس كافة من فخر ممزوج بدموع الفرح احتفالاً بدخول الإمارات رسمياً نادي الفضاء العالمي.
لحظات لا تُنسى تذكرت فيها صورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو يستقبل فريق وكالة "ناسا" الأمريكية في عام 1976، هذا اللقاء المبكر جداً كان هدفه إيصال رسالة إلى شعب الإمارات وإلى شعوب المنطقة والعالم أن طموحات الإمارات لا تعرف حدوداً وأن حدودها هي السماء.
إطلاق "خليفة سات" وضع الإمارات في مكانها الطبيعي ضمن القوى العشر الكبرى في عالم الفضاء ويمثل إضافة لقوة ومكانة الإمارات في العالم خاصة أنه تم بأيدي الشباب الإماراتي.. فهو لحظة فخر يجب أن نقف عندها كثيراً ونعلم أبناءنا أنه لا مستحيل في وطن زايد الخير.
ولم يكن صدفة أنه في عام زايد، قفزت الإمارات خطوة جبارة نحو تحقيق رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لقطاع الفضاء الإماراتي.
وكما وصف الشيخ محمد بن راشد الحدث بأنه "محطة وطنية أثبت فيها أبناء الإمارات قدرتهم ونضجهم وعلمهم وهمتهم التي يسابقون بها العالم، رأسنا اليوم في السماء".. وبالفعل فإن رأسنا اليوم في السماء كما أن حلم زايد أصبح حقيقة في السماء.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان صادقاً في قوله إنه "إنجاز إماراتي غير مسبوق بإطلاق أول قمر صناعي "خليفة سات" بسواعد إماراتية، أحلامنا في معانقة الفضاء أصبحت حقيقة يصنعها شبابنا الذين يسطرون مرحلة جديدة من التحدي العلمي، نفخر بشباب الإمارات، عيال زايد وبإنجازاتهم التي تبرهن أن العرب قادرون على المنافسة والريادة".
إطلاق خليفة سات حمل العشرات من الرسائل لشعب الإمارات والمنطقة والعالم لعل أبرزها خمس رسائل يجب أن يقف الجميع عندها.
أولى هذه الرسائل هي رؤية القيادة.. فقد وهب الله دولتنا قيادة يحسدنا عليها العالم ونفتخر بها، فعبقرية الأب المؤسس الشيخ زايد ورؤيته المستقبلية هي التي وضعت أساس هذا الإنجاز التاريخي.. واستكمل المسيرة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن راشد والشيخ محمد بن زايد في تناغم لتحقيق رؤية بناء دولة عصرية تقوم على تحقيق الإنجازات في المجالات كافة عبر الرهان على الكادر الإماراتي المواطن.
الرسالة الثانية هي تفوق الإنسان الإماراتي في المجالات كافة، فرؤية القيادة لن تتحقق دون تفوق الإنسان.. وتحقق إنجاز إطلاق "خليفة سات" بأيدٍ إماراتية هو تعبير واضح عن طموح الشباب الإماراتي وقدرته عبر التسلح بالعلم والمعرفة والإرادة أن يكون أهلاً للتحدي. فقد استثمرت القيادة الرشيدة في شباب الدولة ووفرت له الموارد كافة ليحلق في سماء العلم والمعرفة.
إن الإمارات دولة شابة تعرف قيمة شبابها وتدفعهم للنجاحات، هذه هي الرسالة الثالثة.. فاليوم نجد شباب الإمارات موجوداً في جميع المواقع القيادية يصنعون تاريخاً لدولة شابة، إن الإمارات أصبحت نموذجاً عالمياً فريداً في تمكين الشباب.
الرسالة الرابعة هي أن العرب قادرون إذا عقدوا العزم على المنافسة والريادة في مجالات كانت حكراً على دول بعينها عبر أكثر من نصف قرن.. فاليوم نشهد قمراً صناعياً إماراتياً وغداً سنكون على سطح القمر وفي المريخ.. فليس هناك مستحيل إذا عقدت العزم ووفرت الإمكانيات ولم تكتف بالحلم بل سعيت لأن يتحول هذا الحلم إلى واقع عبر توفير أكثر من 22 مليار درهم لقطاع الفضاء.
التسلح بالعلم هو الرسالة الخامسة، فقد سارت الإمارات على درب مسيرة العلم والتطور بقوة وثبات منذ تأسيسها.. فالعلم هو أساس التقدم ومن يهمل العلم ويهمل صناعة الإنسان غير قادر على البقاء والمنافسة في عالم وعصر عنوانهما العلم والمعرفة.. إن إطلاق خليفة سات هو رسالة للجميع أن الأولوية يجب أن تكون للعلم والمعرفة والإنسان، وهو رسالة الإمارات للمنطقة والعالم.
إن إطلاق "خليفة سات" وضع الإمارات في مكانها الطبيعي ضمن القوى العشر الكبرى في عالم الفضاء، ويمثل إضافة لقوة ومكانة الإمارات في العالم، خاصة أنه تم بأيدي الشباب الإماراتي.. فهي لحظة فخر يجب أن نقف عندها كثيراً ونعلم أبناءنا أنه لا مستحيل في وطن زايد الخير.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة