هل يشعر خامنئي برداءة مسرحية الانتخابات؟.. لاريجاني قد ينقذ العرض

بعد انتقادات ودعوات للمقاطعة، خرج مرشد إيران، علي خامنئي، يعترف بخطأ مجلس صيانة الدستور وظلمه لبعض المرشحين بانتخابات الرئاسة التي وصفتها المعارضة بـ"المسرحية".
يأتي ذلك بعد نحو أسبوع من إعلان خامنئي دعمه لقرار مجلس صيانة الدستور الذي يشرف عليه رجل الدين المتشدد، أحمد جنتي، مؤكداً دعمه بقوة لما أسماه بـ"الإجراء والمسار القانوني الذي اتخذه المجلس في تدقيق أهلية المرشحين".
وقال خامنئي، في خطاب بثه التلفزيون الحكومي بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة مؤسس النظام روح الله الخميني، إن "بعض الأفراد الذين لم يمنحوا أهلية الترشح للانتخابات تعرضوا للظلم وأرجو من الجهات المسؤولة تعويض ذلك".
ولم يحدد خامنئي أسلوب التعويض، لكن مواقع مقربة من معسكر الإصلاحيين أشارت إلى أنه يمكن أن يمارس صلاحياته للضغط على مجلس صيانة الدستور ويسمح لبعض المرشحين بدخول سباق الانتخابات الرئاسية من بينهم مستشاره علي لاريجاني رئيس البرلمان السابق.
وأضاف خامنئي: "بعض المرشحين المستبعدين تعرضوا هم وعوائلهم للظلم والاضطهاد خصوصاً فيما جرى نشره بشأنهم في الفضاء الإلكتروني، ويجب على مجلس صيانة الدستور إصلاح الخطأ".
ولم يخف خامنئي قلقه من تدني نسبة المشاركة بالانتخابات الرئاسية التي أعلنت جماعات طويلة من الإصلاحيين رفضها لها واعتبرت أن نتائج الانتخابات معدة مسبقاً.
واستعان خامنئي بفتوى للخميني بوصفه الانتخابات الإيرانية "واجبا شرعيا"، واصفاً الداعين لمقاطعة الانتخابات بـ"أعداء إيران من الداخل".
وقال: "للأسف البعض في الداخل كان وما زال يردد كلام الأعداء"، مضيفاً أن "الإحباطات وسوء الإدارة يجب إصلاحها عبر المشاركة في الانتخابات وليس في التخلي عنها".
وأوضح أن "إيران تعيش اليوم في أجواء الانتخابات، وهناك من يريد أن يثبط عزيمتنا في المشاركة، وعلى الشعب أن ينتبه إلى هؤلاء الأعداء".
وخاطب خامنئي المرشحين بضرورة "ألا يطلقوا الوعود التي يعجزون عن تحقيقها وأن يكونوا صادقين مع الشعب، كما يجب أن يلتزم المرشحون بمكافحة الفساد ودعم الإنتاج الداخلي ولا بد من محاسبة المرشح الذي لا يفي بوعوده بعد فوزه في الرئاسة".
من جانبه، أعلن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، عباس كد خدايي، عند سؤاله عن دعوة خامنئي بتعويض بعض المرشحين المستبعدين من سباق الانتخابات، "سنعلن رأينا قريباً.. لا أستطيع الإعلان عن أي شيء الآن".
ورداً على السؤال ما هو الوقت المناسب للمجلس للتعليق؟ قال: "الوقت غير واضح لكننا سنعلن الرأي النهائي لمجلس صيانة الدستور".
وقام مجلس صيانة الدستور الإيراني في 25 من مايو/أيار الماضي، باستبعاد قائمة طويلة من المرشحين للانتخابات الرئاسية والسماح لسبعة منهم خمسة منهم من التيار الأصولي المتشدد.
وقالت وزارة الداخلية الإيرانية إن مجلس صيانة الدستور، صادق على سبعة مرشحين للانتخابات الرئاسية، هم "إبراهيم رئيسي وسعيد جليلي، ومحسن رضائي، وعلي رضا زاكاني، وقاضي زاده هاشمي"، فيما وافق المجلس على ترشيح "عبدالناصر همتي (سياسي معتدل)، والمرشح الإصلاحي محسن مهر علي زاده".
وتم استبعاد المرشحين "علي لاريجاني رئيس البرلمان الأسبق، ومحمود أحمدي نجاد، وإسحاق جهانجيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، ومحسن هاشمي رئيس مجلس مدينة طهران، ومصطفى تاج زاده كان من بين الإصلاحيين الرئيسيين".