ندوة حول مناهج المؤرخين السودانيين في كتابة التاريخ بـ"الخرطوم للكتاب"
المتحدثون يؤكدون أن الأولوية الراهنة ليست حول موضوع إعادة كتابة تاريخ السودان، ولكن الأهم تناول الوقائع بالتحليل والتحقيق والمساءلة.
أجمع المتحدثون في ندوة "قراءة في تاريخ السودان - مناهج المؤرخين السودانيين" التي انعقدت بالمقهى الثقافي بمعرض الخرطوم الدولي للكتاب، على أهمية فحص وتحقيق المدونات والكتب والمجلدات التاريخية التي كتبت عن السودان.
وأكد المتحدثون أن الأولوية الراهنة ليست حول موضوع إعادة كتابة تاريخ السودان ولكن الأهم تناول الوقائع بالتحليل والتحقيق والمساءلة للتاريخ ومناهجه ووقائع الأحداث.
وقال الدكتور حسن عابدين الباحث والسفير السابق، إنه سبق أن تناول في سلسلة من المقالات كتبها بعنوان "تاريخ كتابة تاريخ السودان" تاريخ بلاد السودان من المؤرخين السودانيين والأجانب، مضيفا أن الحلقات التي كتبها تناولت الفجوات والموضوعات التي أهملها المؤرخون في التاريخ الحديث والمعاصر خاصة التاريخ الاجتماعي والثقافي، الذي يعني تاريخ الحياة اليومية للإنسان السوداني وما يعتمل تحت سطحها وفوقها وسيرة الفكر والمفكرين والإبداع والمبدعين والأدب والاُدباء.
وأشار عابدين، إلى أن كتابة التاريخ تستلزم تفسير الأسباب والدوافع والنتائج والنأي عن الحكم على الماضي بمعايير الحاضر وقيمه، كما يلزم المؤرخ تقمص روح العصر الذي يؤرخ له بتمثل عقل وقلب ومشاعر من يكتب عنهم ما وسعه ذلك.
ويؤكد عابدين أن التاريخ كان ولا يزال أداة من أدوات صناعة الوعي القومي وإذكاء مشاعر الانتماء الوطني في جميع الأمم التي تسعى للأخذ بأسباب الانصهار والوحدة، ولا يمكن تحوير وطمس حقائق التاريخ الموثقة عن الأحداث والتطورات والمتغيرات وعن الهزائم والانتصارات.
وتناول الباحث غسان علي عثمان منهج ومنظور المفكر محمد أبوالقاسم حاج حمد، لموضوع التاريخ، وأكد أنه لا يتفق بأن ما كتبه أبوالقاسم حاج حمد كان تاريخاً.
وأضاف صحيح كان عنوان الكتاب "السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل" إلا أنه لم يكن كتاباً عن تاريخ السودان بل كان كتاب ينتقد فيه المفكر محمد أبوالقاسم حاج حمد، النخب السياسية والثقافية والثورات والانتفاضات السودانية عبر التاريخ منذ الاستقلال وحتى عام 1996.
وحول التحليل التاريخي عند محمد أبوالقاسم يشير غسان إلى أن الجيل الذي خرج فيه محمد أبوالقاسم هو ما يسمى "جيل الأزمات"، فجيل أكتوبر السوداني كان يحمل آمالاً كبرى في واقع ضيق، وجيل الستينيات طرح على نفسه أسئلة كبرى، وفي مقدمة هذه الأسئلة سؤال الهوية.
وقال غسان إن مؤلفه الفخم في مبناه "السودان.. المأزق التاريخي وآفاق المستقبل" هو بحث جذري في الوجود السوداني، ففيه يقوم الرجل بإعادة فحص كثير من المقولات الرائجة عن طبيعة السودان التاريخية وعن التشكلات الاجتماعية.
وخلص غسان إلى أنه يتفق مع الدكتور حسن عابدين مع طرحه الذي يقول إنه ليس من المجدي إعادة كتابة التاريخ، ولكننا مع إعادة التحقيق والتحليل والمسائلة والانتباه لماهية وفلسفة التاريخ.