نشرت الاستخبارات الأمريكية تقريراً عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وهو تقرير كان منتظراً من كل أعداء المملكة العربية السعودية.
وخصومها ظنّاً منهم أنه سيحتوي على حقائق ومعلومات دقيقة حول الجريمة ومن يقف خلفها، ثم خرج التقرير الموعود بلا أي دليل أو برهان، بل كان مجرد تقديرات وانطباعات تحمل من الشك ما لا تحمله من الجزم. تقرير مهترئ شكّل فضيحة لكل خصوم السعودية الذين راهنوا عليه، وأقل ما يمكن أن يقال عنه إنه مُسيَّس حتى النخاع.
السعودية لم تقف حائرة أو خائفة أمام هذا التسييس الواضح للقضية التي تم إجراء جميع التحقيقات والإجراءات القضائية لمحاسبة المتورطين فيها، ولم تتردد في رفض هذا التقرير، حتى لو جاء من جهاز رئيسي ومؤثر في دولة عظمى وصديقة، لأن الأساس في العلاقة بين الدول يقوم على الاحترام المتبادل، والشفافية، والاستقلالية، وبالتالي حق كل دولة ردّ ودحض ما تعتبره معلومات واستنتاجات غير صحيحة ومضللة.
أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة -كالعادة- وقوفها الكامل مع السعودية في رفض أي محاولة لانتهاك سيادتها، وفعلت مثل هذا معظم دول الخليج وغالب الدول العربية والإسلامية، وهو موقف عقلاني يدافع عن الواقع والحق، بعيداً عن التكهنات والشعارات الفارغة وتسييس حقوق الإنسان.
واشنطن بادرت إلى قطع الطريق على أي تأويل بشأن علاقتها التاريخية مع الرياض، وأعلنت على لسان مسؤوليها أنّ الإجراءات التي اتخذتها إدارة بايدن لا يمكن أن تصل حدّ المساس بجوهر التحالف الاستراتيجي السعودي الأمريكي وما ينطوي عليه من مصالح حيوية. الولايات المتحدة لا تستطيع التخلي عن السعودية، فمن يرى أن تراجع احتياج واشنطن للنفط كفيل بفضّ شراكتها الاستراتيجية مع الرياض، لا يعرف من السياسة شيئاً، ولا يدرك مركزية السعودية في الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها وضبط إيقاع مجرياتها.
نشر هذا التقرير المهترئ شكّل صدمة لكل خصوم السعودية الذين راهنوا عليه لتخريب العلاقة التاريخية بين الرياض وواشنطن، وعقدوا الآمال عليه لإضعاف المملكة وسلبها دورها الفريد في العالمين العربي والإسلامي، ولتقويض كل جهود بناء السلام والاستقرار في المنطقة. أولئك الذين يريدون وضع العصيّ في عجلة التنمية والتطوير والانفتاح التي بدأها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على الصُعد كافة؛ الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والتكنولوجية وحتى الحقوقية، ويسير على طريقها بخطى ثابتة وواثقة.
نعم لقد فشل استهداف السعودية وولي عهدها. وأرسل الشعب السعودي للعالم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بأن المساس بشخص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، هو مساس بأمن وطنهم واستقراره وتنميته. وقد تداول المغردون صورة له، وهو يقف في مضمار سباق الـ"فورمولا إي" وخلفه يصطفُ العشرات. لقطة تحكي الكثير، أن السعوديين يقفون بصلابة خلف قائدهم، وهم يعتزون به اليوم أكثر من أي وقت مضى، ومستعدون للدفاع عن بلادهم وعنه إذا استلزم الأمر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة