مدير المركز الإقليمي للطاقة المتجددة لـ«العين الإخبارية»: العرب «حصان أسود» في سباق العالم نحو الطاقة المتجددة
أكد المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (RCREEE) الدكتور جواد الخراز أن الأولوية القصوى في العمل المناخي الدولي هي الحد من الاحترار.
وقال الخراز في مقابلة مع "العين الإخبارية" إن الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري في أقرب وقت، وبشكل جاد هو ضرورة لتحقيق هذا الهدف وهو تقليص الاحترار العالمي.
واستدرك أنه في المقابل لابد من إدراك أن النفط والغاز (الوقود الأحفوري) قد يمول التحول الطاقي ومشروعات الطاقة المتجددة، خاصة أن هذه المشروعات تحتاج إلى بنية تحتية واستثمارات كبيرة، ولا يمكن إقامة هذه المشروعات في الأجل القصير، فلا بد من وجود قنوات تمويل ممتدة إلى أن يتم الإنتاج من هذه المشروعات الجديدة.
- خبيرة دولية بالحياة البرية تكشف لـ«العين الإخبارية» أسرار السوق السوداء للفهود
- تغير المناخ وصحة الأطفال.. المغرب يروي «القصص الحزينة» ويتمسك بالأمل
وعن خطط التحول الطاقي في البلدان العربية خاصة باتجاه الهيدروجين الأخضر الذي تنامى الاهتمام بإنتاجه خلال السنوات الأخيرة عالميا وإقليميا، قال الخراز إنه لابد من الأخذ في الاعتبار أن الانتقال المباشر إلى الهيدروجين الأخضر في ظل إمكانية استغلال مصادر الغاز الموجودة في المنطقة العربية لإنتاج الهيدروجين الأزرق يجب أن يكون انتقالا مرحليا، فهذا مهم في الخطط الاستراتيجية وفي استراتيجيات الدول العربية للتحول الطاقي.
وتابع: كل هذا يتم في ذات الوقت مع التوسع في الاستثمار في تقنيات التقاط الكربون وتخزينه، فالخطان متوازيان ومكملان لبعضهما بعضا، وبطبيعة الحال يجب أن تركز الدول النفطية على تحييد الكربون والتخلص منه بجدول زمني مناسب للأهداف العالمية.
لكن، وبحسب الخراز، ليس من المعقول بين عشية وضحاها أن يتم الانتقال مباشرة بتغيير النموذج الاقتصادي بالكامل، ويجب تفهم وجهة نظر هذه الدول، خاصة مع التزام هذه الدول بالاستثمار في التكنولوجيات الجديدة لتقنيات التقاط الكربون، وهذه مفيدة جدا ويكون لها دور مهم إذا ما تم تعميمها أو التركيز عليها في تحقيق الأهداف المناخية العالمية 2050، فلا بد أن نشجع الدول على الاستثمارات في هذه التقنيات.
وتوقع المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة وكفاءة الطاقة (RCREEE)، في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن تقود الدول العربية سوق الطاقة المتجددة عالمياً.
وبرر الخراز، صاحب الخبرة الدولية في مجالات الطاقة المستدامة وسياسات الطاقة، هذه الفرضية بالترابط بين المياه والطاقة والغذاء والمناخ، خاصة أن الإمكانيات التي تمتلكها الدول العربية من مصادر الطاقة المتجددة وبنية تحتية قوية وقربها من أسواق الاستهلاك الكثيف للطاقة سواء في أوروبا أو شرق آسيا، قائلاً: هي في موقف قوة تمنحها مكانة فريدة السنوات المقبلة في اقتصاد منخفض الكربون.
ولدى الخراز تطلع أن تكون الطاقة مدخلا مهما للتكامل الاقتصادي العربي، خاصة في ظل مشروعات الربط العربي العربي والعربي الأوروبي، فهذا مدخل مهم لهذا التكامل، إلا أنه يتمنى أن يكون ذلك فرصة جديدة لتوطين التكنولوجيا والاستفادة من دروس الماضي ومحاولة خلق طلب داخلي للطاقة المتجددة خاصة الهيدروجين الأخضر.
يُشار إلى أن المركز الإقليمي للطاقة المتجددة (RCREEE) هو منظمة إقليمية ذات صبغة دبلوماسية، تم الإعلان عن إنشائه في 2008 وبدأ عمله فعليا 2010.
ويمثل المركز 17 دولة عربية رسميا، في مجلس الأمناء، ويعد ذراعا فنية لجامعة الدول العربية في مجال كفاءة الطاقة، ودعم مسار الانتقال الطاقي في الدول العربية، ودعم استثمارات القطاع الخاص في مجال انتقال الطاقة، وكذا دعم الدول العربية في إعداد الاستراتيجيات والدراسات الخاصة بكفاءة الطاقة، منها الاستراتيجية العربية لانتقال الطاقة 2018، وكذلك كل آليات التنفيذ، مثل خطة العمل الوطني لانتقال الطاقة.
وعن التجارب العربية المحفزة في مجال التحول الطاقي، أشار الخراز إلى تجربة المغرب الذي يملك محطة "نور ورزازات" للطاقة الشمسية في الجنوب، وهي أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم، بجانب توزيع قطاع الطاقة في المغرب بين عدة جهات مختلفة، وهذا أفاد كثيرا في توزيع المهام والتخصص، وهذه تجربة جيدة.
وعالميا يشيد الخراز بإسبانيا وألمانيا بما لديهما من تجارب كبيرة في ريادة المشروعات الأولى عالميا في الهيدروجين الأخضر، والمحللات الكهربائية وكذا محطات الرياح، وغيرها من التجارب التي نركز عليها ونحاول أن ننقلها إلى دول مختلفة للاقتداء بها أو تطبيقها.
ولفت إلى تجربة مهمة في مجلس التعاون الخليجي التي اعتبر أنها تعطي فرصة للتكامل العربي متوقعا أن يكون الربط الكهربائي والتبادل الطاقي بداية التكامل العربي اقتصادياً، باعتبار الطاقة عنصراً أساسياً في اقتصاديات الدول العربية، وإذا ما تم التقدم في الربط الكهربائي بين هذه الدول سيكون هناك فرصة تعاون في قطاعات أخرى واندماج اقتصادي، داعياً لبذل جهود عربية عربية في هذا الاتجاه.