اختطاف ناشط ليبي في مصراتة بعد تلاسن مع أسرة الدبيبة
قالت منظمة حقوقية ليبية إن ناشطا سياسيا على خلاف مع رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة، اختطف الثلاثاء، على يد مسلحين مجهولين.
وأوضحت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا أن واقعة اختطاف الناشط حمزة التريكي جاءت بعد أن نشر تدوينات عبر صفحته الشخصية على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" خلال اليومين يتحدث فيها عن شبهات فساد لرئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة.
وأكدت مصادر باللجنة لـ"العين الإخبارية" أنها استقت معلوماتها حول اختطاف التريكي من مصادر أمنية محلية.
وكانت أسرة الناشط الليبي قد أبلغت في قت سابق عن فقدانها الاتصال به، مشيرة إلى أنه دخل في نقاشات حادة مع أفراد من أسرة الدبيبة بعد أن نشر تعليقات على ترشح رئيس الوزراء.
ولا يزال من غير المعروف ما إذا كانت واقعة الاختطاف تتصل بخلاف التريكي مع أسرة الدبيبة أو أنصاره.
وطالبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة بالتدخل العاجل للإفراج الفوري عن المدون والناشط حمزة التريكي.
كما حملت اللجنة مسؤولية سلامته وحياته لرئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة.
وأدانت اللجنة واستنكرت الحادث ووصفته بالانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان، واعتداء على الحريات العامة والحياة المدنية، وتعد على حرية الرأي والتعبير التي يكفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية، والإعلان الدستوري المؤقت .
وطالبت السلطات الليبية المتمثلة في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة بالعمل الجدي على احترام حرية الرأي التعبير وضمان حق التعبير عن الرأي لكافة الآراء والتوجهات السياسية.
التريكي والدبيبة
ويعرف عن التريكي –ابن مدينة مصراتة – أنه يعارض تنظيم الإخوان وتصريحات مفتي الجماعات الإرهابية الصادق الغرياني، ويعبر عن ذلك عبر صفحته على "فيسبوك".
ودخل التريكي خلال الأيام الأخيرة في تلاسن مع أقارب المرشح الرئاسي رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة منذ 3 أيام عبر صفحته الرسمية، بعد أن نشر مقطع فيديو ينتقد فيه بعض الشخصيات من أقارب الدبيبة ويتهمه بالفساد، ويعترض على ترشحه للانتخابات الرئاسية بالمخلفة للقانون والاتفاق السياسي وتعهداته.
ويعترض كثير من الليبيين على ترشح رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة لرئاسة ليبيا بالمخالفة للمادة 12 من قانون انتخابات الرئيس التي تجبره على ترك منصبه قبل الانتخابات بـ 3 أشهر وهو ما لم يحدث، وكذلك لتعهده المكتوب أمام الحوار السياسي بعدم الترشح للانتخابات المقبلة، والتي على أساسها تم انتخابه رئيسا للحكومة.
وتقدم الدبيبة في وقت سابق بأوراق ترشحه للجنة الوطنية للانتخابات، لكن محكمة قضت بقبول طعنين على ترشحه.
ولا يزال الدبيبة في انتظار الفصل في استئناف قدمه على حكم استبعاده.
المليشيات
ويسيطر على الغرب الليبي عدد من المليشيات التي ترتكب جرائمها ضد الناشطين السياسيين والاجتماعيين والمسؤولين الرسميين وسط إدانات محلية ودولية واسعة.
ولا تزال معضلة المليشيات تواجه الدولة الليبية خاصة مع تلقي الأولى دعما من بعض الدول الإقليمية والدولية رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار والاتفاق السياسي القاضي بحل المليشيات ونزع سلاحها.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا على ضرورة نزع سلاح المليشيات وإخراجها من المدن وحلها وإعادة تأهيلها ودمجها منتسبيها بشكل فردي.
اختطاف مسؤولين
وفي ظل هذه الحالة من الانفلات الأمني والإفلات من العقاب، تعرض عدد من كبار المسؤولين في طرابلس لعمليات تهديد أو اختطاف، كان أبرزها خطف وزير الإعلام محمد بعيو وتهديد وزير المالية فرج بومطاري بالقتل، ومحاولة اقتحام مبنى رئاسة الوزراء بطريق السكة.
ولم يسلم من تهديد المليشيات وسطوتها في الغرب الليبي أحد، فقد سبق واقتحمت مقر المجلس الرئاسي للضغط على رئيسه محمد المنفي لإلغاء قرارات اتخذها، كما سبق وفعلت الشيء نفسه مع سلفه فايز السراج الذي استجاب لها وعين بعض قياداتها في مناصب عليا والبعثات الدبلوماسية بالخارج.
وخلال الأشهر الأخيرة، لم ترتدع المليشيات وتتوقف عن عمليات الاختطاف للمسؤولين والناشطين شملت رئيس ديوان مجلس الوزراء بالمنطقة الشرقية رضا فريطيس أثناء زيارته لطرابلس، وكذلك أحمد أبوبكر ميلاد، وكيل وزارة الشباب التي يفترض أن تشرف على إعادة تأهيل ودمج الشباب المنخرطين بالجماعات المسلحة، وآخرين.
aXA6IDMuMTUuMTg2Ljc4IA== جزيرة ام اند امز