أطفال "عصر الشاشة".. التكنولوجيا تقتل البراءة وتصنع النجوم
أطفال اليوم يفقدون البراءة ويتجهون إلى التكنولوجيا، خاصة موقع "يوتيوب"، ليصبحوا نجوما على الإنترنت.. ما الحكاية؟
مشهد لأطفال يلهون في حديقة غناء، تحيط بهم ألعابهم وتحنو عليهم نظرات الكبار، صورة كلاسيكية جميلة تعود إلى قرن مضي، بعد أن حل التلفزيون وبعده الكمبيوتر ومعه الهواتف المحمول محل الحدائق والهوايات والألعاب، لتشغل التكنولوجيا الحديثة بوجهها السيء حياة أطفال "عصر الشاشة"، كما وصفتهم صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير موسع يرصد تأثير التكنولوجيا وموقع "يوتيوب" على أطفال القرن الحالي.
أوضحت الصحيفة أن "يوتيوب" تحول اليوم إلى أكبر منتدى ترفيهي للأطفال في العالم، فبات الأطفال قليلي الاهتمام بمتابعة الممثلين الصغار في التلفزيون أو السينما، فلم يعد فيلم "وحدي بالمنزل" الذي كان محط اعجاب وبهجة أطفال العالم في تسعينيات القرن الماضي يثير اهتمام اطفال اليوم الذين باتوا يرغبون في مشاهدة أنفسهم أو أطفال مثلهم، لا ممثلين.
وتضيف "واشنطن بوست" أن الفيديوهات الخاصة بأطفال عاديين يمارسون أي نشاط طبيعي في الحياة مثل اللعب مع أقرانهم أو قيامهم بالتسوق في بعض المحلات مع ذويهم، باتت مادة جاذبة لاهتمام ليس الملايين بل المليارات حول العالم.
ولكن هذا الجانب الإنساني الجميل انعكس سلبا على شخصيات الأطفال الذين باتوا منغلقين على وسائلهم التكنولوجية الحديثة، فهم يمثلون أمام كاميرات الهاتف المحمول ثم يقومون بتحميلها على "اليوتيوب" حتى يروا أنفسهم على الشاشة، حتى يكونوا هم النجوم.
وتنقل الصحيفة عن شونا كول، وهي أم لطفل قولها: "بات من الطبيعي أن أسمع صوت ابنى ماكس وهو يجيب على أسئة الجمهور ويحييهم بانحناءات من جسده ويده يقلد بها عددا من النجوم الذين شاهدهم في التلفزيون قبل أن ينغلق على ذاته وجمهوره الخفي".
وأوضحت "واشنطن بوست" أن المشكلة بالنسبة لهؤلاء الاطفال هي اختفاء الحاجز الفاصل بين الواقع والخيال، فهو يتعامل مع الفيديوهات التى يسجلها لنفسه على أنها تسجيلات خاصة بأناس آخرين. وهنا تعود دفة الحوار إلى السيدة شونا حيث تقول: "دخلت إلى غرفة ابني ماكس فوجدته يتحدث لأناس وهميين، فلم يكن معه أحد، وحين أكدت له أن الغرفة خالية، تركني وأكمل ما كان يفعله". وتضيف: "بالنسبة لهؤلاء الأطفال ما يعيشونه اليوم هو الواقع، وليس أي أحداث أخرى مهما بلغت صدقيتها".