"دمى ذكية" تتجسس على أسرار الأطفال في أمريكا
شكوى في أمريكا ضد شركة ألعاب "جينيسيس"، صانعة الدمى بتهمة انتهاك قواعد خصوصية الأطفال ومطالب بحظر أنشطتهما غير النزيهة والخادعة
مع انتشار الاستخدام واسع النطاق للإنترنت حيث لم يعد مقتصراً على البالغين فقط، بل بدأ يشمل الأطفال أيضاً، وجه موقع "سي نت" الأمريكي رسالة إلى العائلات بضرورة الانتباه إلى الألعاب الذكية التي نجلبها لأبنائنا حفاظاً على خصوصيتهم.
وذكر الموقع الأمريكي أن ائتلاف من المنظمات المعنية بحماية المستهلك في الولايات المتحدة تقدم بشكوى، أمس الثلاثاء، إلى لجنة التجارة الاتحادية الأمريكية ضد شركة ألعاب "جينيسيس"، صانعة الدمى الذكية للأطفال وهي "صديقتي كايلا" و"الإنسان الآلي الذكي آي كيو"، بالإضافة إلى شركة الاتصالات والبرمجيات "نوانس"، بتهمة انتهاكهما قواعد خصوصية الأطفال ومن ثم ينبغي حظر أنشطتهما غير النزيهة والخادعة.
قدم الشكوى "مركز معلومات الخصوصية الإلكترونية" و"الحملة من أجل طفولة بدون دعاية تجارية"، بين منظمات أخرى، وفقاً لسي نت، وورد فيها أن هذه الألعاب تسجل محادثات الأطفال وتنقل الملفات الصوتية عبر أحد التطبيقات إلى خادم بعيد مشغل من قبل شركة نوانس بدون موافقة أولياء أمورهم، وهو ما يتعارض مع قانون خصوصية الأطفال الأمريكي لعام 1998، والذي يتطلب من المواقع الإلكترونية الحصول على إذن أو تصريح من الآباء قبل استخدام أي بيانات مقدمة من قبل أطفال دون سن الـ13، كما أفادت هذه المنظمات أنها قدمت شكاوى مماثلة للجهات المعنية بالمستهلك في الاتحاد الأوروبي وفرنسا وهولندا وبلجيكا وأيرلندا والنرويج.
من جانبها، قالت شركة نوانس إنها لم تتلقَ أي استفسار حول الموضوع من لجنة التجارة الاتحادية، معربة عن إيمانها بخصوصية البيانات وضرورة المحافظة عليها.
وكتب المتحدث باسمها على المدونة الخاصة به: "سياستنا هي عدم استغلال أو بيع أي بيانات صوتية من أجل التسويق أو أغراض دعائية. أما شركة جينيسيس فلم ترد على طلب التوضيح من قبل سي نت".
وبالنسبة لكثير من الأشخاص تسلط هذه الادعاءات الضوء على الخطر المحتمل المرتبط بإضفاء الإنترنت على كل شيء تقريباً في حياتنا اليومية، أو بمعنى آخر ربط أي وكل شيء بشبكة الإنترنت عن طريق أجهزة مراقبة مدمجة مثل الكاميرات والميكروفونات.
سي نت أشار إلى أن شركة الأبحاث العالمية "جارتنر" أنه سيتم دمج أجهزة الاستشعار في 6.4 مليار جهاز بطريقة أو بأخرى خلال هذا العام فقط، وما يزيد عن 3 أضعاف 20.8 مليار بحلول عام 2020.
ونقل عن بيان أصدرته كاتي مسينيس، مستشارة السياسة التكنولوجية في اتحاد المستهلكين الأمريكي: "مع زيادة ارتباط ألعاب الأطفال بالإنترنت، علينا التأكد من حماية خصوصية وأمن الأطفال". مضيفة: "عندما تجمع إحدى الألعاب معلومات شخصية عن الطفل، فلعائلته الحق في معرفة ذلك، وتحتاج إلى خيارات مقنعة لاتخاذ القرار حول كيفية استخدام بيانات أبنائها".
سي نت أوضح أن هذه ليست المرة الأولى التي تتهم فيها لعبة أطفال بانتهاك الخصوصية. مشيراً إلى أنه تم اكتشاف العام الماضي أن لعبة "هالو باربي" بقيمة 75 دولاراً، تسمح للمخترقين بتحديد أماكن منازل مستخدميها.
كما توصلت الأبحاث هذا العام إلى أن لعبة ذكية أخرى من فيشر برايس عبارة عن دمية دب صغيرة تجري محادثات مع الأطفال وتسرب بياناتهم هم وعائلاتهم.