القبض على قاتل الطفلة زينب.. وقصور الباكستانية تنعى ضحاياها
العنف الذي ولّدته حادثة مقتل زينب أنصاري سلط الضوء على قضية الاعتداء على الأطفال خصوصا بعد اعتراف القاتل بارتكاب 8 جرائم مماثلة.
أعلنت السلطات الباكستانية في مدينة قصور بولاية البنجاب اعتقالها شابا يُعرف باسم "عمران"، قالت إنه اعترف بقتل واغتصاب الفتاة الباكستانية زينب أنصاري (7 سنوات)، أوائل يناير الجاري، والتي شهد تشييع جثمانها الآلاف من سكان القرية واندلعت بسببها معارك وأعمال عنف سقط خلالها قتلى وعشرات المصابين.
وقالت الشرطة الباكستانية إن القاتل متهم بالهجوم على 8 فتيات أعمارهن أقل من 11 سنة واغتصابهن. وُجدت الضحية الأولى للقاتل المزعوم ميتة في قصور منذ عامين، أما الضحية الأخيرة فهي "زينب أنصاري" ذات الأعوام الـ7 التي وُجدت جثتها في كومة قمامة على بُعد 100 متر من منزلها في وسط المدينة في أوائل الشهر الجاري.
وفتح مقتل الطفلة زينب أنصاري، ملفا شائكا عاشته أسر مدينة قصور الباكستانية التي شهدت تاريخا من رعب اختطاف الفتيات الصغيرات والاعتداء عليهن، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وداع أخير
كانت المرة الأخيرة التي رأت "آسية بيبي" طفلتها "لايبا"عندما ودعتها في طريقها لدرس القرآن الكريم في يوليو/تموز 2017، ولكن الطفلة ذات الأعوام الـ8 لم تعد لتناول العشاء.
وعندما سمعت الأم الثكلى خبر العثور على فتاة ميتة في تلك الليلة، شعرت بأن قدميها ضعفت وجسدها يتشنج، وتوجهت إلى المكان الذي قيل إنهم عثروا على الجثة فيه، وتصف الواقعة المؤلمة بقولها "لم أستطع المشي وكنت أدعو الله قائلة (أرجوك لا تجعلها تكون ابنتي)".
ولكنها كانت هي؛ فالطفلة لايبا تعرضت للاغتصاب والقتل، ولم تكن الضحية الوحيدة، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
الرعب يزور الحي بأكمله
محمد أمين أنصاري والد زينب، يقول إنه إذا كان قد تم التحقيق في الهجمات السابقة بشكل صحيح؛ فإنه كان من الممكن أن يتم إيقاف الشخص الذي قتل ابنته، موضحا أنه بعد اختفاء زينب أصبحت صديقاتها وجيرانها مشلولين من الخوف على بناتهن.
واعترف المتحدث باسم حكومة البنجاب مالك محمد احمد خان، بأن الشرطة لم تحقق في حالات الوفاة السابقة على أكمل وجه كما حدث مع حالة زينب، قائلا إنه لا يمتلك سببا لإنكار الاتهامات التي يوجهها الأهالي بأنه كان يتعين على الشرطة أن تتصرف في وقت أبكر.
وأضاف خان: "الشيء الوحيد الذي يجب أن أقوم به هو استعادة ثقة هؤلاء الأهالي؛ فيمكنني الشعور بألمهم، ونحن نبذل قصارى جهدنا".
"لم يتم تحذيرنا"
يشعر والدا "كاينت" ذات الأعوام الـ6 بهذا الألم يوميا، بينما يجلسان بجوار فراشها في المستشفى ويدعوان الله من أجل ظهور علامات توضح أنها لا تزال معهما؛ فهي لم تعد تستطيع تمييز أي شخص.
ويقول والدها إنه في الصيف الماضي ذهبت الصغيرة لشراء الزبادي من محل على بعد شوارع قليلة من منزلهم في قصور، وتعرضت للهجوم وتُركت لتموت.
وقالت أسرتها: "لم يتم تحذيرهنا قط؛ فالشرطة كانت تشتبه في وجود قاتل متسلسل يستهدف الأطفال في قصور. والآن تعاني صغيرتنا كاينت، تلفا في الدماغ، عاجزة عن الحديث وتتم تغذيتها بواسطة أنبوب".
فضيحة الاعتداء تجتاح قرية
وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الأهالي في قصور عن خوفهم على سلامة أطفالهم وعجز السلطات الواضح عن حمايتهم.
ففي 2015، اجتاحت فضيحة الاعتداء على الأطفال قرية حسين خان والا، واتُهم فيها أكثر من 10 رجال بالاعتداء على مجموعة من الأطفال، وقيل إنهم صوروا هذا الاعتداء لتهديد الأطفال بفضحهم إن تكلموا.
وتم الكشف عن هذا الاعتداء التي يُعتقد أنه يعود إلى عام 2009 على الأقل في 2015، وتم اعتقال عدد من المشتبه فيهم، وتوجيه الاتهام لرجلين والحكم عليهما بالمؤبد.
مئات الاعتداءات ومئات الضحايا
وفي أعقاب وفاة زينب، أنشأت السلطات في البنجاب لجنة لحماية الأطفال، وأوضحت وثيقة مقدمة إلى المحكمة العليا في لاهور هذا الشهر حجم التحدي الذي يواجهونه.
وفي العام الماضي، ذكرت الشرطة تعرض 137 حالة اغتصاب لفتيات أعمارهن أقل من 10 سنوات في البنجاب، وتعرض 515 صبيًا أعمارهم أقل من 10 سنوات للاعتداء، ثم تعرضت 15 فتاة أخرى للاغتصاب والقتل و15 صبيًا للاعتداء والقتل.
ويعلق والد زينب بقوله إن الوقت متأخر جدًا بالنسبة لابنته ولكنه يأمل أن تساعد وفاتها في حماية الآخرين، موضحًا "أدعو الله أنه تكون زينب سببًا في أن تكون بناتنا وجميع أبناء وبنات الأمهات في أمان في المستقبل".
aXA6IDMuMTM3LjIxOC4yMTUg جزيرة ام اند امز