بوتين وكيم وثالثهما الغموض.. قمة منتظرة لـ"السلاح والتكنولوجيا"
زيارة تتسرب ملامحها عبر أجهزة الاستخبارات، ولا شيء مؤكد حول أجندتها؛ فقط العناوين العريضة وما يمكن أن يتفاوض عليه طرفاها، وخطط متوقعة.
إذ كشفت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين أمريكيين وآخرين من دول حليفة، أن كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، يعتزم السفر إلى روسيا هذا الشهر للقاء الرئيس فلاديمير بوتين لمناقشة سلة من الملفات بينها إمكانية تزويد روسيا بمزيد من الأسلحة.
"خطة متوقعة"
وقال المسؤولون إنه في رحلة نادرة من بلاده، سيسافر كيم من بيونغ يانغ، عاصمة كوريا الشمالية، ربما بالقطار المدرع، إلى فلاديفوستوك، على ساحل المحيط الهادئ في روسيا، حيث سيلتقي بوتين.
ومن المحتمل أيضا، وفق الصحيفة الأمريكية، أن يذهب كيم إلى موسكو، رغم أن ذلك ليس مؤكدا.
وأوضح المسؤولون أن بوتين يريد أن يوافق كيم على إرسال قذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات إلى روسيا. في المقابل، يرغب كيم في أن تزود روسيا كوريا الشمالية بالتكنولوجيا المتقدمة للأقمار الصناعية والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية.
كما يسعى زعيم كوريا الشمالية أيضًا للحصول على مساعدات غذائية لدولته.
ووفق للمسؤولين، سيتواجد الزعيمان في جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية في فلاديفوستوك لحضور المنتدى الاقتصادي الشرقي، المقرر عقده في الفترة من 10 إلى 13 سبتمبر/أيلول.
وقال المسؤولون إن كيم يعتزم أيضًا زيارة الرصيف 33، حيث ترسو السفن البحرية من الأسطول الروسي في المحيط الهادئ.
رحلة تحضيرية
وفي أواخر أغسطس/آب، سافر وفد يضم حوالي 20 مسؤولاً كورياً شمالياً، بما في ذلك بعض المسؤولين الذين يشرفون على البروتوكولات الأمنية للقيادة، بالقطار من بيونغ يانغ إلى فلاديفوستوك، ثم توجهوا بالطائرة إلى موسكو، في إشارة إلى أن كوريا الشمالية كانت جادة بشأن زيارة كيم المنتظرة لروسيا.
واستغرقت رحلة المسؤولين الكوريين، التي يُعتقد أنها رحلة تخطيطية، حوالي 10 أيام، وفقًا لمسؤولين غربيين مطلعين على تقارير المخابرات.
وقال أحد المسؤولين إن إحدى المحطات المحتملة لكيم بعد فلاديفوستوك، هي محطة فوستوشني الفضائية، وهو مركز إطلاق فضائي كان موقعًا لاجتماع في أبريل/نيسان 2022 بين بوتين وألكسندر لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا.
ويقع المركز، الذي تم إطلاق صاروخه الأول في عام 2016، على بعد حوالي 950 ميلاً شمال فلاديفوستوك.
وقال المسؤولون إن فكرة زيارة روسيا برزت خلال رحلة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى كوريا الشمالية في يوليو/تموز الماضي للاحتفال بالذكرى السبعين لـ "الانتصار" على القوات الكورية الجنوبية والأمريكية في الحرب الكورية (الحرب توقفت بهدنة عام 1953 ولا تزال الكوريتان في حالة حرب).
وقال المسؤولون إن كيم عرض على شويغو خلال الاجتماع خيارات لمزيد من التعاون العسكري وطلب أن يزور بوتين كوريا الشمالية. ثم قدم شويغو اقتراحًا مضادًا، يقترح فيه سفر كيم إلى روسيا، وفق المصدر ذاته.
كانت زيارة شويغو إلى كوريا الشمالية هي الأولى التي يقوم بها وزير دفاع روسي منذ تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991.
وحذر البيت الأبيض يوم الأربعاء من أن بوتين وكيم تبادلا رسائل تناقش صفقة أسلحة محتملة، مستشهدا بمعلومات استخباراتية رفعت عنها السرية.
"المفاوضات تتقدم"
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، إن المحادثات رفيعة المستوى بشأن التعاون العسكري بين البلدين "تتقدم بنشاط".
ورفض المسؤولون الأمريكيون الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول حالة العلاقات الشخصية بين الزعيمين، اللذين يعتبران خصومًا للولايات المتحدة.
وقالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، في بيان، إن وزير الدفاع الروسي، سافر إلى كوريا الشمالية في يوليو/تموز، لمحاولة إقناع بيونغ يانغ ببيع ذخيرة مدفعية لروسيا، وفق ما نقلته نيويورك تايمز.
وأضافت: "كما حذرنا علانية، فإن مفاوضات الأسلحة بين روسيا وكوريا الديمقراطية تتقدم بنشاط"، مضيفة "لدينا معلومات تفيد بأن كيم جونغ أون يتوقع أن تستمر هذه المناقشات، وربما تشمل مشاركة دبلوماسية رفيعة المستوى في روسيا".
وفي أوقات سابقة خلال الحرب في أوكرانيا، نشر المسؤولون الأمريكيون معلومات استخباراتية رفعت عنها السرية لمحاولة إثناء كوريا الشمالية والصين ودول أخرى عن تزويد روسيا بالأسلحة.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن تحذيرات البيت الأبيض بشأن عمليات النقل المخطط لها لقذائف المدفعية الكورية الشمالية، أوقفت تعاونا سابقا بين بيونغ يانغ وموسكو، وفق نيويورك تايمز.