"كيمره".. وجبة مكثفة من الرسائل الاجتماعية على مائدة "دبي السينمائي"
يعرض في صالات السينما المحلية والعربية بعد المهرجان
المخرج عبدالله الجنيبي غرد في فيلمه خارج سرب السينما الإماراتية، التي لم تتعود على أفلام تصب في خانة الأكشن.
تجارب عديدة قدمها المخرج الإماراتي عبدالله الجنيبي في السينما الإماراتية قبل أن يضع توقيعه على فيلم "كيمره" الذي يعد باكورة أعماله الإخراجية في الشق الروائي الطويل، ليأتي الفيلم ثمرة خبرة واسعة امتلكها عبدالله في التمثيل، حيث سبق له أن لعب دور البطولة في أفلام عديدة.
تجربة الجنيبي الأولى لقيت صدى جيدا في مهرجان دبي السينمائي، على الرغم من أنها تصب في خانة الأكشن، حيث بدا الجنيبي في فيلمه يغرد خارج السرب الذي تعوّد أن تغرد فيه السينما الإماراتية، ليأتي فيلمه حاملاً وجبة مكثفة من الرسائل الاجتماعية، على الرغم من أن قصة الفيلم خيالية، ولا تمتّ للواقع بصلة، في وقت يستعد فيه الفيلم لدخول صالات العرض التجارية بعد اختتام مشاركته في مهرجان دبي السينمائي الدولي.
الجنيبي الذي تولى دفة التأليف أيضاً، إلى جانب الإخراج، قدم فيلماً جميلاً بشكل عام، تدور أحداثه حول مجموعة شباب يقررون الخروج في رحلة إلى البر، وذلك قبيل التحاقهم بالخدمة الوطنية، وفي الوقت نفسه يقررون توثيق لحظاتها، عبر عدسة كاميرا صغيرة، ولكن سرعان ما يكتشف الأصدقاء شخصا آخر يجري تعذيبه على يد إحدى العصابات، فيقومون بتصوير ما يجري، إلا أن العصابة سرعان ما تكتشف ذلك، لتبدأ بملاحقة الأصدقاء، الذين يفتقدون الخبرة في التعامل مع ظروف الحياة الصعبة، وهو ما يوقعهم في فخ العصابة التي تبدأ بالتخلص منهم واحداً تلو الآخر، ليجري ذلك كله أمام عين الكاميرا التي توثق كل مشاهد التعذيب والقتل، حيث يعثر عليها مجموعة أخرى من الشباب الذين يصلون إلى المنطقة لغرض الترفيه، وبفتحهم لها يكتشفون ما الذي تعرضت إليه المجموعة السابقة، فيقررون على الفور تسليم الكاميرا إلى الشرطة للإيقاع بالعصابة.
جرس إنذار
وجبة دسمة من الرسائل الاجتماعية يتضمنها الفيلم، وفق ما أكده الجنيبي في حديثه مع "بوابة العين"، حيث اعتبر أن الفيلم بمثابة "جرس إنذار" للشباب، بأن عليهم الاستعداد لمواجهة الحياة، من خلال تعلم أساسيات القتال. وقال: "رغم أن قصة الفيلم خيالية، إلا أن كل الرسائل التي يتضمنها مستوحاة من توجيهات القيادة الرشيدة للشباب، بضرورة الالتحاق بالخدمة الوطنية التي يمكن أن تُكسب الشباب الخبرة الكافية للتعامل مع العديد من المواقف الصعبة، وهو ما يجعل منها طوق نجاة للشباب المواطن، وتقيهم الوقوع في المخاطر".
تكلفة فيلم "كيمره" تصل إلى حدود 3 ملايين درهم، وفي هذا الصدد يوضح الجنيبي أن السبب يعود إلى طبيعة مشاهد الأكشن التي يتضمنها الفيلم، وقال: "تكلفة الفيلم عالية بسبب اعتماده على الأكشن والإثارة، والتي عادة تفرض وجود تجهيزات مختلفة عن الأفلام الأخرى، فضلاً عن أن الفيلم تم تصويره بأحدث التقنيات والأجهزة السينمائية". وفي الوقت نفسه، اعتبر الجنيبي أن فيلمه "يفتح أبواباً جديدة في السينما الإماراتية".
وقال: "فيلم "كيمره" يذهب ناحية الأكشن، وهو تصنيف غير متوافر حالياً في السينما الإماراتية التي شهدت خلال السنوات الماضية تقديم أفلام كوميدية ورومانسية الطابع".
وفي السياق، أشار الجنيبي إلى خطوات السينما الإماراتية، حيث قال: "السينما الإماراتية واعدة، وهي تشهد حالياً مرحلة محورية من تاريخها، مع بدء عجلة الإنتاج السينمائي في الدولة، وهو ما يؤسس لصناعة سينما حقيقية، قادرة على الاستمرار، وأن تفرض نفسها على الصالات التجارية".
خطط
ومع ولادة فيلم "كيمره" ورؤيته للنور، بدأت حركة إنتاج شركة بريدج للإنتاج السينمائي التابعة لمجموعة فام القابضة بالدوران، حيث تعمل الشركة على رفد السينما الإماراتية بأعمال سينمائية أخرى، وبحسب الجنيبي، فإن الشركة قد وضعت ضمن خططها إنتاج مجموعة أفلام طويلة خلال العام المقبل، لا يقل عددها عن ثلاثة، في وقت يضع فيه الجنيبي والقائمون على شركة بريدج عينهم على صالات السينما التجارية المنتشرة في الدولة، والمنطقة العربية.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور فيصل علي موسى، رئيس مجلس إدارة فام القابضة، أن تأسيس شركة بريدج للإنتاج السينمائي جاء بهدف تقوية عضد السينما الإماراتية، ورفدها بأعمال جديدة، تحمل بين مشاهدها أفكارا جديدة ورؤى إخراجية مختلفة.
وقال: "ندرك أن السينما الإماراتية لا تزال في بداية طريقها، ولكن ذلك لا يعني عدم امتلاكها للأسس الصحيحة التي تقوم عليها، خاصة وأن الإمارات تمتلك العديد من المواهب السينمائية في شتى المجالات بدءاً من التمثيل وليس انتهاءً بالإخراج".
وأضاف: "ما نسعى إليه في شركة بريدج هو التأسيس لحركة إنتاج منتظمة لأفلام تجارية قادرة على جذب الجمهور المحلي والعربي، عند عرضها في دور السينما المحلية والعربية". وأشار إلى أن فيلم "كيمرة" يعد باكورة إنتاج الشركة التي تخطط حالياً لإطلاقه في كل الصالات التجارية حول المنطقة. وقال: "بدأنا بالتفاوض مع عدد من شركات التوزيع؛ من أجل ضمان عرض الفيلم في أكبر قدر ممكن من الصالات، بحيث نصل إلى أوسع شريحة ممكنة من الجمهور المحلي والخليجي والعربي".
وبيّن موسى أن وجود مهرجان دبي السينمائي، قد ساعد على تقوية السينما الإماراتية، وساهم في رفع مستواها، قائلاً: "لقد أصبح المهرجان بلا شك يشكل متنفساً لكل المواهب الإماراتية، وبوابة لعرض أحدث الإنتاجات السينمائية المحلية".
aXA6IDE4LjIyNy43Mi4yNCA= جزيرة ام اند امز