زيت خاص من جبال القدس لتتويج الملك تشارلز الثالث.. ما قصته؟
قبل شهرين من تتويج الملك تشارلز الثالث، في مايو/أيار المقبل، استقبل قصر باكنغهام شحنة "زيت مقدس" اعتاد استخدامه في المراسم.
ووفقا لشبكة سي إن إن الأمريكية، تم استخراج الزيت من بساتين جبل الزيتون، أحد جبال مدينة القدس المطلة على المدينة القديمة، وتحديدا موقع قبر جدة والد الملك، الأميرة أليس من باتنبرغ.
التقرير أكد أنه يتم استخدام الزيت من زيتون اقتطف من بساتين دير القديسة مريم المجدلية ودير الصعود على جبل الزيتون، وهي سلسلة من التلال الجبلية إلى الشرق من مدينة القدس القديمة، والتي تحمل أهمية دينية للمسيحيين، وجرى عصره في محل خارج بيت لحم.
وجرى تكريس الزيت في قداس داخل كنيسة القبر المقدس في القدس، شارك فيه بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في القدس وبطريرك القدس ثيوفيلوس الثالث، ورئيس الأساقفة الأنجليكانية في القدس، والقس هوسام ناوم.
ومنذ بدء التخطيط لمراسم التتويج أعلن رئيس أساقفة كنتربري، جاستن ويلبي، رغبته في استخدام زيت من القدس ليعكس "العلاقة التاريخية العميقة بين التتويج والكتاب المقدس والأرض المقدسة. فمنذ الملوك القدامى وحتى يومنا هذا، يتم مسح الملوك بالزيت من هذا المكان المقدس ".
استندت تركيبة الزيت إلى نفس الوصفة القديمة التي استخدمت في صنع الزيت الذي توجت به الملكة إليزابيث الثانية عام 1953 وأسلافها منذ عام 1066.
ورغم محاولات الالتزام بنفس الوصفة التاريخية، إلا أنه تم كسر هذا التقليد بالتخلي عن استخدام أي منتجات حيوانية مثيرة للجدل، مثل زيت الغريبة والعنبر، المعروف باسم "قيء الحوت".
وجرى تعطير الزيت بالزيوت الأساسية - السمسم والورد والياسمين والقرفة والنيرولي والبخور والعنبر - بالإضافة إلى زهرة البرتقال.
أبرز المنتجات الحيوانية التي تم التخلي عنها، زيت مستخلص من غدد قطط الزباد، تلك القطط الأفريقية المهددة بالانقراض التي غالباً ما يتم الاحتفاظ بها في ظروف مروعة، ليضاف إلى زيت التتويج وفق التقاليد.
كما أمر الملك بتقليص المدعوين في حفل التتويج إلى 2000 مدعو فقط، مقارنة بـ8000 في حفل تتويج الملكة إليزابيث.
وكان الملك تشارلز الثالث قد زار قبر جدته لوالده في يناير / كانون الثاني 2020، حيث وضع زهوراً تكريماً لذكراها، والتي توفيت عندما كان تشارلز في العشرينات من عمره.