زيارة محمد بن سلمان للأردن.. منعطف "هام" وشراكة استراتيجية
بعد زيارة اليومين للقاهرة، كان ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان على موعد مع محطة عربية جديدة، حملت دلالات سياسية واقتصادية عدة.
تلك المحطة التي توقف عندها ولي عهد السعودية كانت المملكة الأردنية، والتي توليها الرياض وقيادتها اهتماماً خاصاً، بحسب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى عمّان نايف بن بندر السديري.
وقال السديري، في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى الأردن، تأتي لترسيخ مبدأ الأخوة بين قيادتَيْ البلدين والشعبين، وتحمل دلالات كثيرة على مستويات عدة.
منعطف "هام"
وأوضح الدبلوماسي السعودي، أن زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، تشكل منعطفًا "هامًا" في تاريخ العلاقات السعودية الأردنية الممتدة التي تربط المملكتين، خاصةً أن العلاقات السعودية الأردنية بلغت ذروتها من خلال ما شهدته من خطوات واضحة نحو التعاون الوثيق الساعي لتحقيق التكامل في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية والتجارية منها.
السفير السديري أكد أن هذه الزيارة في أهميتها ومكانتها التاريخية أتت لتؤسس شراكة اقتصادية كبيرة، شهدنا ملامحها الواضحة من خلال توقيع عدد من مذكرات التفاهم مؤخراً في عدد من القطاعات الاقتصادية والصحية، وفتحت آفاق الاستثمار بين البلدين في المرحلة المقبلة.
وعن العلاقات السياسية بين البلدين، قال السديري: إن الرياض وعمّان تتفقان على مجمل الملفات من خلال الجهود المشتركة والمساعي الحثيثة في التعامل مع تلك الملفات والقضايا، وتعزيز منظومة العمل العربي المشترك عبر جامعة الدول العربية، مشيرًا إلى أن المملكة والأردن يمثلان الجانب الاستراتيجي في المنطقة.
شراكة استراتيجية
وبحسب السديري، فإن المشهد الاقتصادي بين المملكة والأردن يحمل عنواناً مهماً للمرحلة المقبلة من خلال الإسهام في الانتقال إلى آفاق أرحب لتعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، وفتح المجال أمام الاستثمار الكبير للمقومات الحيوية لكلا البلدين، مما سينتج عنه شراكات كبيرة في مختلف المجالات.
ووصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مساء الثلاثاء، إلى الأردن، قادما من مصر، ضمن جولة يختتمها الأربعاء بزيارة تركيا.
جولة تشمل الدول الثلاث عنوانها الأبرز الارتقاء بالتعاون الثنائي وتعزيز التضامن العربي والإقليمي ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وتنسيق المواقف والرؤى تجاه مختلف قضايا وتحديات المنطقة قبيل القمة العربية الأمريكية المرتقبة بجدة 16 يوليو/تموز القادم.
التدخل الإقليمي
من جانبه، قال رئيس مجلس النواب الأردني المحامي عبدالكريم الدغمي، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، إلى الأردن تأتي تأكيداً على متانة العلاقة بين البلدين.
وأوضح الدغمي أن الزيارة تأتي في توقيت "هام"، في ظل تداعيات الأزمة الأوكرانية التي تركت آثارًا بالغة على أسعار السلع الغذائية وأسعار الطاقة، وحاجة دول العالم، خصوصًا دول المنطقة العربية إلى تنسيق جهودها لمواجهة مجمل تلك التحديات.
رئيس البرلمان الأردني قال إن العلاقة الأردنية السعودية تشكل أنموذجاً في العلاقات الثنائية العربية، التي تعكس حرص البلدين على التنسيق والتشاور في مختلف القضايا، حيث تشكل القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس.
وشدد على أن الأردن يرفض بشكل قاطع كافة أشكال التدخل الإقليمي في الدول العربية، التي تشكل وحدتها وسلامة أراضيها وسيادتها ثوابت ومرتكزات أساسية في سياسة البلدين.
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTAg جزيرة ام اند امز