إرث بريطانيا الاستعماري يطارد تشارلز في كينيا
فيما يستعد العاهل البريطاني الملك تشارلز ليكون أول فرد في العائلة المالكة يعرب عن "أسفه" بشأن الإرث الاستعماري في كينيا، كان للنشطاء رأي آخر.
يطالب النشطاء بريطانيا بدفع تعويضات عن إرثها الاستعماري في الدولة الأفريقية، لا مجرد أسف من الملك لما تعرض له الكينيون من قمع وتعذيب خلال ثورة "ماو ماو" في الخمسينيات، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وافقت الحكومة البريطانية قبل عقد من الزمن على دفع ما يقرب من 20 مليون جنيه استرليني كتعويضات لضحايا التعذيب الكينيين خلال الثورة.
مساعي النشطاء لحث العائلة المالكة لم تتوقف عند الملك، فقد كتب النشطاء الكينيون إلى الأمير ويليام ولي العهد العام الماضي يطالبون فيه بالاعتذار ودفع تعويضات عن "معاناتهم الهائلة في ظل الحكم البريطاني".
وقال المحامي جويل كيموتاي بوسيك، الذي يمثل 100 ألف كيني أجبروا على النزوح والتخلي عن أراضي أجدادهم من قبل البريطانيين، "تشارلز مدين لنا نحن الكينيين باعتذار، فالفظائع التي ارتكبت لم تتوقف على الخمسينيات، بل يعود تاريخها إلى عام 1902.
وأضاف: "نريد من الملك تقديم اعتذار وتنظيم شكل من أشكال التعويضات المالية والتعويضات، الموارد التي سرقتها منا الحكومة الاستعمارية وأسلاف الملك المباشرين هائلة".
وتشير مصادر مطلعة إلى أن الملك سيتبع خط الحكومة بعدم إصدار اعتذار أو الدخول في مناقشة التعويضات خلال الرحلة، على الرغم من أن مساعدي القصر يقولون إنه "سيعترف بالجوانب الأكثر إيلاما للتاريخ المشترك للمملكة المتحدة وكينيا".
وفي العام الماضي أخبر تشارلز، أمير ويلز آنذاك، زعماء الكومنولث في رواندا أنه لا يستطيع وصف "مدى حزنه الشخصي" إزاء المعاناة التي سببتها تجارة الرقيق.
ومن المقرر أن يقضي تشارلز وزوجته الملكة كاميلا 4 أيام في كينيا في الفترة من 31 أكتوبر/تشرين الأول إلى 3 نوفمبر/تشرين الثاني.
تهدف أول زيارة رسمية يقوم بها تشارلز الثالث خارج أوروبا كملك، والتي تتزامن مع استعدادات كينيا للاحتفال بالذكرى الستين لاستقلالها، إلى تعزيز علاقة المملكة المتحدة مع حليف أفريقي رئيسي، وتأتي في أعقاب دعوة من رئيس البلاد ويليام روتو.
وكما تهدف الزيارة أيضا إلى استحضار ذكريات مؤثرة عن والدة تشارلز الراحلة، التي زارت كينيا عندما تولت العرش في عمر الخامسة والعشرين في فبراير/شباط 1952.
ثورة الماو ماو:
تعد ثورة الماو ماو ضد الوجود الاستعماري البريطاني في كينيا (1952-1956م) واحدة من أعظم الثورات في القرن العشرين، حيث انتفضت قبيلة الكيكويو والشعب الكيني ضد سياسات المستعمر التعسفية التي شملت مختلف المجالات، ولمواجهة الثورة شنت السلطات البريطانية سلسلة عمليات عسكرية وحشية ضد ثوار الماوماو راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأهالي الأبرياء، كما تم الزج بالعديد من أعضاء حركة التحرر الوطني في السجون أمثال جومو كينياتا.
ورغم تمكن القوات الاستعمارية البريطانية من إخماد ثورة الماوماو إلا أن التضحيات الجسام التي قدمها أبناء كينيا أسهمت في تدويل قضيتهم أمام الرأي العالمي، وبذلك أجبرت بريطانيا على إحياء مفاوضات الاستقلال والتي توجت باسترجاع السيادة الوطنية.
وقد قتل في الصراع ضد الاحتلال البريطاني أكثر من 13 ألف أفريقي، بينهم الكثيرون من محاربي قبائل ماو ماو، ونحو 100 أوروبي.
aXA6IDMuMTMzLjE1Ny4yMzEg
جزيرة ام اند امز