العاهل السعودي يقوم بجهود في دعم الدولة الوطنية العربية ضد مواجهة مخلفات فوضى ما عرف بالربيع العربي.
يؤكد منهج تحليل الخطاب السياسي للملك سلمان بن عبد العزيز أنه رجل المبادرات الهادفة لتوحيد صفوف الأمة العربية ودعم عناصر قوتها، ويتضح ذلك من مساعيه لتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء في منطقة الخليج كحجر زاوية في منظومة الأمن القومي العربي والإقليمي بل والعالمي.
كما يملك جهودا أيضا في دعم الدولة الوطنية العربية ضد مواجهة مخلفات فوضى ما عرف بالربيع العربي، فضلا عن جهوده لدعم القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين الأولى، وكذلك مبادراته لحل الأزمات في سوريا وليبيا والسودان والصومال والعراق وغيرها، بالإضافة إلى قيادة جهود تنموية جبارة سواء تقديم دعم مالي مباشر أو مساعدات أو استثمارات في كل الدول العربية، فضلا عن محاربة التطرف والإرهاب والصورة المشوهة عن العرب والمسلمين والإسلام.
لعل زيارات زعماء كثير من دول العالم للرياض وزيارات الملك سلمان لكثير من الدول العربية والإسلامية تعزز أهمية هذه الشخصية القادرة على تنقية الأجواء وإدارة الأزمات لإعادة بناء التضامن العربي والإسلامي، فضلاً عن حراك دبلوماسي لافت حوّل الرياض إلى قبلة للزعماء والقادة
وللملك سلمان قناعات أيديولوجية تنطلق من سماحة الإسلام وجوهره القائم على لم شمل الدول الإسلامية وتحقيق التضامن فيما بينها. كما أنه يعطي أولوية لقضايا الشعوب الإسلامية ويأتي في مقدمتها مساعدة الشعوب المتضررة من الحروب والنزاعات الأهلية وبذل كل ما يمكن لوقف تلك الحروب وإحلال الأمن والاستقرار بتلك الدول مع إعطاء أولوية للقضاء على الجماعات والتنظيمات المسلحة والإرهابية ويتضح ذلك من سياسته تجاه سوريا واليمن وليبيا وأفغانستان وغيرها. كما أنه يعطي أولوية كبرى لقضايا الأقليات الإسلامية في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية، ويظهر ذلك من حجم الدعم والمساعدات التي قدمت لهم خلال الفترة الماضية.
ويؤمن الملك بالسياسة الواقعية في معالجة التحديات المعاصرة، فهو يدرك مدى ضرورة الحوار لإزالة أوجه الخلاف بين الدول والشعوب، ويؤمن بضرورة نشر الأمن والسلام وبذل كل الجهود من أجل ذلك سواء أكانت دبلوماسية وسياسة أو اقتصادية لأن الصراعات والحروب هي أمور استثنائية لا ينبغي الانجراف نحوها إلا في لحظة الضرورة لمواجهة أخطار أكبر وأعظم كما في حالة عاصفة الحزم باليمن.
وهذا ما يتضح كذلك من موقفه في الأزمات الراهنة في مختلف الدول العربية والإسلامية، كما يتضح ذلك أيضا في الوساطة الناجحة التي قامت بها المملكة بين الهند وباكستان وأدت إلى منع الحرب، كما تتضح في أسلوب وسياسة معالجة الأزمة بين إثيوبيا وأريتريا، فهذه سياسات تمثل نموذجا عالميا واقعيا لتحقيق الأمن والسلام الإقليميين والعالميين.
ولعل زيارات زعماء كثير من دول العالم للرياض وزيارات الملك سلمان لكثير من الدول العربية والإسلامية تعزز أهمية هذه الشخصية القادرة على تنقية الأجواء وإدارة الأزمات لإعادة بناء التضامن العربي والإسلامي، فضلاً عن حراك دبلوماسي لافت حوّل الرياض إلى قبلة للزعماء والقادة، وتزامن كل ذلك مع قرارات تاريخية بدأت بعاصفة الحزم، وصولا بفضح السياسة الإيرانية ومشروعها التوسعي في المنطقة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة