هناك ثقة بسياسة المملكة الخارجية وقدرتها على دراسة الموقف من جميع الجوانب.
يبدو أن الوضع السياسي في منطقة الشرق، لا يبشر بالخير، بعد حرب التصاريح النفسية بين "إيران" من جانب، و"أمريكا" من جانب آخر، وتباهي كل طرف، بما يمتلك من أسلحة وعتاد وقوات تمنحه الغلبة، إذا ما اشتعلت الحرب بين الجانبين في الخليج العربي. هذا المشهد الذي أزعج المملكة كثيراً، واضطرها إلى المطالبة بعقد قمتين طارئتين؛ إحداهما عربية والأخرى خليجية.
لا شك من أن هناك ثقة عالية في قدرة القادة العرب، ومن ضمنهم القادة الخليجيون، عندما يجتمعون في مكة المكرمة، على أن يخرجوا بنتائج وقرارات مغايرة للصورة النمطية للوطن العربي "الضعيف"، وأن يضعوا حداً لكل الدول التي تتربص بالأمة العربية، أو تسعى لإثارة الفتن والاضطرابات فيها، بطريقة أو بأخرى، وهذا الأمر لا ينطبق على إيران فحسب، وإنما ينبغي أن ينطبق على تركيا أيضاً، التي أرى أنها أخطر من إيران على العرب، سواء في نظرتها الفوقية على العرب، أو أجندتها الاستعمارية لإعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية إلى الواجهة من جديد، وتنصيب أردوغان خليفة جديد للمسلمين.
أثق بسياسة المملكة الخارجية، وقدرتها على دراسة الموقف من جميع الجوانب، كما أثق أيضاً بحكمة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، وقدرتهما ـ يحفظهما الله ـ على تحقيق كل ما يتمناه أي إنسان عربي مسلم، غيور على أمته ودينه، من الأعداء المتربصين
ما يحزنني حقاً، في وطننا العربي، أنه يقف ـ على طول الخط ـ في خانة "المدافع"، الذي يكتفي بصد الهجمات الموجهة صوبه من كل جانب، وأنه ينتمي إلى دول مُسالمة إلى حد يدعو إلى "الشفقة" في بعض الأحيان. وهذا المشهد، ينبغي أن يتغير تماماً، وسط المستجدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وتيارات التغيير التي تهب عليه من كل حدب وصوب. يجب أن نعي بأننا ـ نحن العرب ـ مستهدفون من أعدائنا وهم كُثر في المنطقة والعالم، وأن هؤلاء الأعداء يجتهدون ليلاً ونهاراً، من أجل تحقيق كل ما يتطلعون إليه، كما يجب أن ندرك بأن سياستنا في مواجهة خطط هؤلاء الأعداء، لم تعد مجدية بما فيه الكفاية، وآن الأوان لتغيير هذه السياسة، إلى سياسيات أخرى، ترفع شعار "الهجوم خير وسيلة للدفاع"، هذا إذا أردنا أن نحافظ على مكانتنا ومقدراتنا وثرواتنا وتاريخنا البطولي القديم، كما يجب أن نُشعر هؤلاء الأعداء، بأنه إذا كنا مسالمين أحياناً، فإننا أشداء وأقوياء في أحيان أخرى، على كل من يحاول النيل منا، أو المساس بكرامتنا، أو التدخل في شؤوننا، أو التقليل من شأننا.
أرى أن قمتي مكة المكرمة، فرصة كبيرة، هيأتها المملكة للدول العربية والخليجية، هذه الفرصة يجب استغلالها على الشكل الأمثل، لتوحيد الصف العربي، والثبات على كلمة واحدة وموقف واحد، نؤكد به لمن يهمه الأمر، بأننا أمة قوية بمبادئها وقيمها ووحدتها.. أمة قادرة على استعادة عافيتها وهيبتها في التو واللحظة، إذا تطلب الأمر ذلك.. أمة ترفض الذل والهوان، وتحارب الظلم، وتنصر الحق والعدل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة