حيثيات الإجابة الكاملة عن سؤال: كيف نجحت المملكة العربية السعودية في قيادة مجموعة العشرين لأكبر اقتصادات دول العالم؟
لقد أسدل الستار على أهم قمة عالمية اقتصادية ناجحة، قمة الرياض 2020 لتجمع زعماء دول عشرين أكبر اقتصادات العالم تحت أنظار ومتابعة العالم أجمع، والتي حققت كل أهدافها، عنوانها التعاون بشكل كامل للتصدي لكافة التحديات، خاصة تداعيات جائحة كورونا وأضرارها الاقتصادية والصحية على دول العالم.
لقد قاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مجموعة العشرين للخروج بنتائج إيجابية في القمة الافتراضية لدواعٍ احترازية لما يعيشه العالم حاليًّا من جائحة كورونا؛ إذ منذ تأسيس مجموعة العشرين قبل 21 عاما لم تواجه قمة مجموعة العشرين تحديات صعبة وحالة استثنائية كما حدث في قمة مجموعة العشرين بالرياض، حيث عملت المملكة على تعزيز التعاون لدول العشرين لمكافحة جائحة كورونا، وعمل كل ما يلزم من تقليص تداعياتها الاقتصادية والصحية على دول العالم.
كانت أهم المحاور الرئيسية:
1-تعزيز الجهود المشتركة بين دول العشرين لحماية الموارد العالمية والحفاظ على كوكب الأرض.
2-تمكين الإنسان من خلال تهيئة ظروف الجميع للعيش الكريم والعمل والازدهار، لا سيما المرأة والشباب.
3-تشكيل آفاق جديدة عبر تبني استراتيجيات طويلة المدى من أجل الابتكار والتقدم التقني.
حيث ركزت مجموعة العشرين بقيادة المملكة على حماية الأرواح، والعمل على استعادة النمو الاقتصادي لدول العالم من أجل التعافي السريع جراء تداعيات كورونا وتجاوزها، خاصة فيما يعيشه العالم حاليًّا من تحديات صعبة مع جائحة كورونا.
منذ تسلُّم المملكة العربية السعودية قيادة مجموعة العشرين قبل عام، تزامنا مع ظهور جائحة كورونا، قامت المملكة بعمل كبير في تكثيف الجهود بالخروج بنتائج مهمة؛ أهمها تأجيل سداد 40% من ديون الدول النامية، وهذا الأمر ليس غريباً على مملكة الإنسانية قديماً وحديثاً، حيث نجحت المملكة في هذه الجهود وسط توافق مجموعة العشرين، وهذا الأمر يحسب للمملكة وقادتها أنْ خرجت بنتائج ملموسة تصب في خدمة الإنسانية.
لقد أنقذت المملكة العربية السعودية الاقتصاد العالمي خلال هذا العام مرتين؛ أولاهما كانت بطلبها اجتماعا طارئا لدول أوبك لتخفيض الإنتاج النفطي بشكل سريع، بعد أن انهارت أسعار النفط إلى القاع والتي كادت -حال استمرت- تؤدي إلى إفلاس لكبرى شركات الطاقة بالعالم، خاصة الأمريكية.
والثانية عبر تبني المملكة العربية السعودية مقترح تأجيل سداد ديون الدول النامية بواقع 40% من قِبل الدول الاقتصادية الكبرى، وهذا ما تم التوافق عليه لما يعيشه العالم حاليًّا من أزمة عصفت باقتصاد كثير من الدول، ومن ثم جاءت قمة الرياض الحالية للوقوف مع هذه الدول.
ولأول مرة شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في قمة مجموعة العشرين في المملكة العربية السعودية، وشارك الشيخ محمد بن راشد بكلمة ألقاها عن أهمية قمة مجموعة العشرين الأكبر اقتصاديا للتصدي للتحديات المشتركة وتجاوزها.
لقد نجحت المملكة العربية السعودية عبر قيادتها قمة مجموعة العشرين لأكبر اقتصادات دول العالم، وهذا الإنجاز العظيم لم يأتِ من فراغ، بل من خلال جهود عظيمة تم عملها منذ تَسلُّم المملكة قيادة القمة قبل عام وحتى نهاية القمة، حيث خرجت بتوافق على قرارات مهمة جدًّا في وقت استثنائي يعيشه العالم، وهذا النجاح فخر ما بعده فخر لكل مواطن سعودي وخليجي وعربي، ليجسد ثقل ووزن ومكانة المملكة العربية السعودية عالميًّا، ولقد نجحت المملكة في هذه القمة بالخروج عن النهج التقليدي المتبع سابقاً في قمم العشرين الأخرى من خلال التركيز على الخروج بقرارات حقيقية تعالج بها أحد أهم وأكبر تحديات العصر "جائحة كورونا".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة