قراءة في دلالات وأبعاد النجاح السعودي في استضافة أهم قمة في العالم في ظل الظروف والتحديات التي يواجهها العالم.
إلى العاصمة الرياض تتجه الأنظار دائماً، حيث استضافت المملكة قادة مجموعة العشرين افتراضياً في أكبر تجمع لزعماء الاقتصادات الكبرى للعالم، في ظل تحديات جسيمة تواجه العالم بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد والصعوبات الاقتصادية المرتبطة به.
وقد جاءت الدورة الـ15 من قمة مجموعة العشرين لأول مرة بقيادة المملكة العربية السعودية، الدولة العربية الوحيدة في المجموعة، تحت عنوان اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع، لتسلط الضوء على تمكين الناس من خلال تهيئة الظروف للجميع، خاصة النساء والشباب، من العيش والعمل وتحقيق الازدهار، إضافة إلى حماية الكوكب من خلال تعزيز الجهود المشتركة لحماية الموارد العالمية وأخيراً تشكيل حدود جديدة من خلال تبني استراتيجيات جريئة وطويلة المدى لمشاركة منافع الابتكار والتقدم التكنولوجي.
ولعل هذه المحاور تتساوق مع محاور مشروع المملكة الداخلي في التركيز على الإنسان، وتهيئة كافة الظروف لتمكينه ودعمه، إضافة إلى تعزيز الابتكار وتنويع الاقتصاد، واستشراف المستقبل، وتبني السياسات الفاعلة القابلة للتطبيق نحو تنمية وطنية مستقبلية شاملة ومتكاملة لبناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر يوفر الفرص للجميع، إضافة إلى تعزيز الكفاءة والشفافية.
لقد طالب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته أمام القمة بالعمل من أجل وصول لقاحات فيروس كورونا بتكلفة ميسورة لكافة الشعوب، مؤكداً أن أزمة جائحة كورونا التي يشهدها العالم في 2020 غير مسبوقة، ليعطي أملاً للدول الفقيرة لإنقاذ شعوبها من هذا المرض، واقتصاداتها من الركود، فالإنسان شأن داخلي وخارجي بالنسبة للمملكة، التي لم تدخر جهداً في إيصال المساعدات إلى كافة الدول المحتاجة منذ نشأتها مروراً بفترة الجائحة.
إن استضافة المملكة لمجموعة الـ20 تعطي دافعاً للعرب وأملاً جديداً في صناعة نهضة عربية حقيقية، من خلال التقدم التنموي والصناعي والتجاري، انطلاقاً من منطقة الخليج، لنكون مساهمين في الركب العالمي بالإبداع والابتكار، وباستغلال الإمكانات المتاحة والثروات الطبيعية.
لقد نجحت المملكة في استضافة اجتماعات الـ20 G باقتدار، وفي التحضير وإدارة أعمال القمة والاجتماعات التي انعقدت على كافة المستويات، رغم التحديات التي واجهتها ظل جائحة كورونا، وما مر به العالم من تحديات تجارية وسياسية واقتصادية، وعززت دورها الأساسي في رسم مستقبل المنطقة والعالم في قمة استثنائية أثبت فيها الشباب السعودي أن عزائمه كجبل طويق راسخة قوية، رغم الهجوم من المناوئين الساعين لإفساد النجاح الباهر للقمة، وقد خابت مساعيهم.
ختاماً.. نجاح القمة فخر عربي نتباهى به، من الرياض، عاصمة الإنجاز والتقدم انطلاقاً من الإرث الضارب في التاريخ لبناء مستقبل واعد يعم خيره المنطقة كلها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة