أصبحت العلاقات الأخوية بين الشقيقتين المملكة والإمارات، على أعلى قدر من التناسق والتنسيق في مختلف المجالات.
تحمل علاقات الشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والإمارات أبعاداً وجودية ترتبط بضرورة التحالف في وجه الأخطار الخارجية، إلا أنها لا تقف عند هذا الأمر الهام والحيوي، لما تعكسه من انسجام تام في السياسات الداخلية، رؤيةً مستقبلية وتنميةً مستدامة، والخارجية تحالفاً عربيًّا وإسلاميًّا وموقفاً دوليًّا مؤثراً في وجه محاور الشر وسياسات الإقصاء والتطرف والعنصرية.
وقد أصبحت العلاقات الأخوية بين الشقيقتين المملكة والإمارات على أعلى قدر من التناسق والتنسيق في مختلف المجالات، كثمرة من ثمرات توجيهات القيادة الرشيدة، والعمل الحثيث المخلص للطرفين على تفعيل التنسيق المشترك بينهما طوال عقود، إلى لحظة تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مقاليد الحكم، ومبايعته في 3 ربيع الآخر 1436هـ الموافق 23 يناير 2015 ملكا للسعودية، وهو القبطان الذي تولى دفة هذا التنسيق العميق في كل المجالات، راعياً ومباركاً للخطوات الكبرى التي حفلت بها السنوات الست الماضية مع تأسيس مجلس التنسيق السعودي الإماراتي بعضوية 16 وزيراً من القطاعات ذات الأولوية في كلا البلدين، وانعقاد خلوة العزم الاستثنائية بين الإمارات والمملكة في فبراير 2017 في أبوظبي، بحضور ومشاركة أكثر من 150 مسؤولاً حكوميًّا وعدد من الخبراء في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة في البلدين، ثم عقد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي بجدة في يونيو 2018، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في المملكة العربية السعودية.
ونحن إذ نحتفل اليوم إماراتيين وسعوديين معاً، بذكرى غالية على قلوبنا، هي ذكرى بيعة الملك سلمان، فإننا نحتفل بهذا الكم الكبير من الإنجاز للبلدين الشقيقين خلال سنوات قليلة كانت ضوئية الأثر في مسيرة ومصير الدولتين نحو التكامل في كل الميادين، بما سيكون له الدور الكبير في تعزيز الشراكة وترسيخ مقومات الرفاهية والتنمية والاستدامة لعقود قادمة من الخير.
ولنا كل الحق بأن نفتخر بأكثر من 44 مشروعاً استراتيجيًّا مشتركاً في مجالات التنمية والاقتصاد والتعاون العسكري، الأمر الذي يؤكد صواب اتجاهنا لبناء قوة إقليمية ترد الأطماع الخارجية وتخلق توازناً مطلوباً في وجه المغامرات الصبيانية والمراهقة السياسية لأطراف محاور الشر التي تحيط بنا، كما يعزز وجهتنا كحاضنة للتعاون العربي في أعمق استراتيجياته وأصدق تعبيرات التزامنا بضرورته في ظل مسعى الدولتين لأن ترسما خطًّا وسطيًّا معتدلاً في السياسة والفكر والعمل لأجل السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة