مملكة داخل الجمهورية.. أسرار شعب "الزولو" في جنوب أفريقيا

على بعد أيام يستعد واحد من أكبر شعوب جنوب أفريقيا لجلوس ملكه الجديد على العرش في الثلاثين من أغسطس/آب الجاري.. فما قصة تلك المملكة؟

تبدأ القصة مع رسالة تلقاها طلاب المدارس والجامعات من أبناء شعب الزولو في مقاطعة كوازولو ناتال من وزارة التعليم بجنوب أفريقيا تدعوهم لارتداء الملابس التقليدية؛ استعدادا للاحتفاء بملكهم الجديد.

والملك الجديد هو ميسوزولو كازويليثيني زولو، والذي يأتي خلفا للملك الراحل جودويل زويليثيني، والذي توفي في مارس/أذار  2021 متأثرا بمضاعفات صحية ناجمة عن مرض السكري.

وسيصبح ميسوزولو، البالغ من العمر 48 عاما، زعيما لأكبر مجموعة عرقية في جنوب إفريقيا وحاكما تقليديا مؤثرا؛ حيث تكون مهمته الوصاية على تقاليد وعادات الزولو,

كما يتولى الحفاظ وإعادة إحياء العديد من الممارسات الثقافية بما في ذلك أومهلانغا، والمعروف أيضا باسم حفل رقص ريد، وفقا لـ"بي بي سي".

وتعتبر الملابس جزءًا مهمًا من ثقافة الزولو - وغالبًا ما تشتمل على زخرفة خرزية ملونة وجلود حيوانات.

على مدار 50 عاما حكم فيها الملك الراحل زويليثيني شعب الزولو تحول إلى أحد أشهر الملوك في أفريقيا، وربما على مستوى العالم.

دور شرفي للقيادة، ينص عليه الدستور الجمهوري في جنوب أفريقيا، ويحتفظ بمسمى (بند القيادة التقليدية).

ويصل عدد سكان شعب الزولو إلى 11 مليون نسمة، أي حوالي 18%، من سكان جنوب أفريقيا، كما أنه شعب متداخل بروابط عائلية مع أمتي سوازي وخوسا من خلال الزواج.

ومعظم شعب الزولو يعيش في جنوب إفريقيا وينتشر بعضهم في زيمبابوي وزامبيا وموزمبيق.

دور الملك

لعب الملك الراحل جودويل زويليثيني دورا محليا وعالميا، بعد انتهاء نظام الفصل العنصري، الذي تمتع خلاله البيض بامتيازات تفوق الآخرين.

هذا الدور استغله الزعيم الراحل وثيليزي، هو وقومية الزولو، لتعزيز موقعه السياسي كرئيس لحزب الحرية إنكاثا، باعتباره منافسا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، والذي قاد الحرب ضد الفصل العنصري في عهد نيلسون مانديلا.

وعلى مدار نصف قرن، نجح الملك السابق في دمج أمة الزولو في النظام السياسي الجديد من خلال إقناع الزعيم بوثيليزي وحزبه بالمشاركة في أول انتخابات ديمقراطية في جنوب أفريقيا في عام 1994.

والعام الماضي، تظاهر محاربون من قبائل الزولو مرتدين جلود نمور ومسلحين بحراب أمام منزل رئيس جنوب أفريقيا السابق جاكوب زوما دعما له بعد الحكم بسجنه.