قبلة حياة لعقارات العالم.. "إيفرجراند" تنجو من الإفلاس مؤقتا
تواصل شركة إيفرجراند العقارية الصينية محاولات الإفلات من شبح الإفلاس جراء جبل من الديون وصل إلى 306 مليارات دولار (260 مليار يورو).
وترتبط أزمة إيفرجراند بنحو 128 بنكا و121 مؤسسة مالية غير مصرفية، مما يعمق أثرها على الأسواق العالمية، وبالفعل فقد سهم "تيتانيك العقارات الصينية" 80% من قيمته منذ بداية العام وحتى الآن.
ورغم المخاوف العالمية من انهيار إمبراطورية إيفرجراند الصينية وتأثيرها على الأسواق العالمية خصوصا أوروبا واليابان، إلا أن بكين لا تزال في "سُبات عميق" حيال الأزمة، بل يرى بعض المسؤولين أن التضحية بشركة غارقة في الديون لن يضر بالاقتصاد الصيني بل هي خطوة نحو تصحيح أوضاع الشركات.
ومن وجهة نظر أخرى يرى بعض خبراء أسواق المال أن إمبراطورية "إيفرجراند" تعد واحدة من أكبر ضحايا جهود الرئيس، شي جين بنج، للحد من الأحجام المفرطة للتكتلات التي تغذيها الديون، ولنزع فتيل مخاطر سوق الإسكان في الصين.
قبلة الحياة.. سداد جزء من الفوائد
وقال مصدر لرويترز اليوم الجمعة إن مجموعة إيفرجراند الصينية وردت أموالا لسداد مدفوعات فوائد على سندات دولارية، قبل أيام من انتهاء مهلة كانت ستدخل شركة التطوير العقاري المتعثرة في عجز رسمي عن السداد.
وأكد المصدر صحة تقرير نشرته صحيفة سيكوريتيز تايمز المدعومة من الحكومة اليوم الجمعة بأن الشركة حولت 83.5 مليون دولار مدفوعات فائدة إلى حساب في سيتي بنك أمس الخميس، ما يسمح لها بالسداد لكل حملة السندات قبل انتهاء فترة سماح في 23 من أكتوبر/ تشرين الأول.
وستجلب أخبار السداد بعض الارتياح للمستثمرين والجهات التنظيمية، القلقين بشأن التداعيات الأوسع نطاقا لعجز فوضوي عن السداد، والعدوى التي قد تصيب أسواق المال العالمية في مناطق أخرى، رغم أن الشركة لا تزال بحاجة إلى تدبير مدفوعات بشأن مستحقات ديون أخرى.
وقال محام متخصص في إعادة الهيكلة يقيم في هونج كونج ويمثل بعض حملة السندات "يبدو أنهم يتجنبون العجز عن السداد في المدى القريب، ومما يبعث على الارتياح أنهم تمكنوا من تدبير سيولة".
وأضاف "لكن إيفرجراند لا تزال بحاجة لإعادة هيكلة ديونها. ربما يكون السداد وسيلة لهم للحصول على بعض الدعم من الجهات المعنية قبل العمل الشاق المطلوب بشأن إعادة الهيكلة".
ولم ترد إيفرجراند حتى الآن على طلب من رويترز للتعقيب. وامتنع سيتي عن التعليق.
بداية الأزمة
وتعود بدايات الأزمة إلى العام 2018 عندما تخلفت المجموعة عن سداد ديون بأكثر من 4 مليارات دولار، ثم جاء عام كورونا لتزداد الأمور سوءا، ما دفع الشركة إلى تقديم تخفيضات على عقاراتها وصلت إلى 30% بنهاية 2020، في محاولة لجذب العملاء، إلا أن الأمر لم يكن موفقا.
ومنذ بداية العام الجاري وإدارة الشركة تحاول المناورة لتوفير السيولة اللازمة وسط سعي الآلاف من العملاء لاستعادة مقدمات الحجوزات المدفوعة مسبقا خشية الانهيار وضياع حقوقهم، هذا فضلا عن تأخر الشركة في صرف رواتب الموظفين، وكانت الشركة في أغسطس/آب الماضي حاولت تقديم تخفيضات وصلت إلى 30% لجذب عملاء جدد إلا أن الأمر باء بالفشل.
مهمة الإنقاذ
وأبلغ مصدران مطلعان رويترز بأن الرئيس التنفيذي شيا هايجون، المقرب من هوي كا يان رئيس مجلس إدارة إيفرجراند، والذي يدير العمليات اليومية للمجموعة بما في ذلك التمويل، موجود في هونج كونج، حيث تمتلك المجموعة عمليات كبيرة، منذ أكثر من شهرين.
وذكر مصدر ثالث أن شيا يجري محادثات مع بنوك، ودائنين في هونج كونج، لكنه لم يفصح عما تجري مناقشته.
ولم تطلع "إيفرجراند"، التي مقرها "شنتشن"، وينوء كاهلها بالتزامات بأكثر من 300 مليار دولار (260 مليار يورو)، المستثمرين الخارجيين على تفاصيل بشأن خططها للسداد بعدما تخلفت بالفعل عن سداد 3 دفعات فوائد على سندات دولارية.
وقال أحد المصادر إن شيا يريد التواصل مع البنوك الأجنبية بشأن تمديد أجل قروض ومدفوعات.
وامتنع المصدر عن تحديد هوية الدائنين الذين تحدث معهم شيا.
وتسعى "إيفرجراند" جاهدة لبيع بعض الأصول لجمع سيولة، وهي جهود لم تحقق نجاحا يذكر حتى الآن، مع تنامي المخاوف في الأسابيع الأخيرة من انهيار محتمل وتأثيره على الأسواق العالمية، والاقتصاد الصيني.
وقال مسؤول بالبنك المركزي الصيني، الجمعة، إن آثار مشكلات ديون "إيفرجراند" على النظام المصرفي تحت السيطرة، وإن المخاطر على المؤسسات المالية الفردية ليست كبيرة.
ولم ترد "إيفرجراند"، ولا شيا ،على طلبات من رويترز للتعقيب.